18-1-2025 | 11:14
أحمد عبد العزيز
ألم العصب الدماغي الخامس هو ألم شديد يتسم بنوبات تصيب منطقة الوجه وتستمر لعدة ثوان في كل مرة، وقد يكون نتيجة لعدة أنواع من المثيرات والمحفزات، مثل: تناول الطعام، أو تنظيف الأسنان، أو الهواء البارد، وبخاصة فى فصل الشتاء.
تقول الدكتورة آمال التهامي استشاري الباطنة يُعرف العصب ثلاثي التوائم بأنه العصب رقم خمسة من الأعصاب القحفية الاثني عشر، ينشأ من جذع الدماغ ويتفرع إلى ثلاثة فروع على جانبي الوجه، وهو المسؤول عن الإحساس في أجزاء الوجه المختلفة.
وتوضح أن العصب الخامس ينقسم إلى 3 فروع، هم:
الفرع العيني: يمتد الفرع العلوي من العصب في فروة الرأس، والجزء الأمامي من الرأس، والجبهة، كما يصل إلى العين والجفن العلوي.
الفرع الفكي العلوي: يمتد الفرع المتوسط في الجفن السفلي، والخد، وفتحة الأنف وجوانبه، والفك العلوي والشفة واللثة العليا، وكذلك الأسنان.
الفرع الفكي السفلي: يمتد الفرع السفلي إلى الفك السفلي، والشفة السفلى، واللثة والأسنان السفلية، وبعض عضلات المضغ.
وتعد نوبات الألم المفاجئة في الوجه هي العرض الرئيسى لمرض ألم العصب الخامس، وتتضمن خصائص ألم العصب واحد أو أكثر من الآتي:
- ألم حاد وشديد، أو طاعن، أو يشبه الصدمات الكهربائية، أو اختراق طلقة نارية.
- حدوث الألم على جانب واحد من الوجه عادة على امتداد فروع العصب الخامس على طول الخد والفك، ويصل إلى الشفتين، واللثة، والأسنان، وفي بعض الحالات تتأثر الجبهة والعين أيضًا.
- استمرار نوبة الألم ما بين ثانية إلى دقيقتين.
- تكرار نوبات الألم أيامًا، أو أسابيع، أو أشهر، ثم يمر المصاب بفترات خالية من الألم تستمر عدة أشهر أو سنوات.
- الشعور بحرقان في الوجه قبل حدوث نوبة الألم في بعض الحالات، كما قد يحدث هذا الإحساس بعد انتهاء النوبة مع ارتعاش الوجه.
تجدر الإشارة إلى أنه في بعض الحالات قد يصبح الألم ثابتًا، وأحيانًا يزداد الألم سوءًا مع مرور الوقت.
ويعتمد تشخيص ألم العصب الخامس على معرفة التاريخ الطبي وطبيعة الأعراض التي يعاني منها الشخص وموعد وطريقة بدايتها، ومن ثم لمس وفحص أجزاء الوجه لمساعدته في تحديد مكان حدوث الألم بالضبط، وإجراء فحص عصبي.
ويستبعد الطبيب بناء على تقييم الأعراض والفحص الحالات الأخرى المشابهة، مثل: ألم الأسنان، واضطراب المفصل الصدغي الفكي، والصداع العنقودي، وكذلك عدوى الهربس النطاقي الحاد.
بعد ذلك قد يطلب إجراء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي للرأس للمساعدة في تحديد السبب الكامن وراء الألم.
تستخدم أدوية علاج ألم العصب الخامس لتقليل أو حجب إشارات الألم المرسلة إلى الدماغ ومنها.
وتجدر الإشارة إلى أن مسكنات الألم التقليدية التي تصرف دون وصفة قد لا تجدي نفعًا في تسكين ألم العصب الخامس.
وقد تقل استجابة بعض المرضى للأدوية أو تظهر عليهم آثارها الجانبية، وفي هذه الحالات يمكن أن يكون الخيار الجراحي هو الحل للتخلص من الألم الناجم عن التهاب العصب الخامس.
وتشمل جراحات ألم العصب الخامس ما يلي:
- تخفيف ضغط الأوعية الدموية الدقيقة، حيث يتم نقل أو إزالة الأوعية الدموية التي تضغط على العصب.
- الجراحة الإشعاعية التجسيمية، وفيه يتم تسليط إشعاع بجرعات عالية على جذر العصب.
- الجراحة الإشعاعية تعمل على تدمير العصب الثلاثي التوائم بتسليط إشعاع دقيق عليه.
- استئصال العصب، وهي جراحة تنطوي على قطع جزء من العصب الثلاثي.
وتقول الدكتورة أماني عبد المقصود استشاري أمراض الباطنة إن العصب ثلاثي التوائم (العصب الخامس) هو العصب الوحيد الذي يوفر الإحساس لوجه الإنسان. مثل الإشارات الحسية للجلد كالشعور بالحرارة، البرد ، اللم، الضغط ، الاهتزاز ، حيث يصل الشعور بالألم إلى الدماغ عبر هذا العصب. وينمو أو ينقسم العصب ثلاثي التوائم إلى ثلاثة أقسام رئيسية تمتد إلى الجبهة والخد والفك، تتحد هذه الفروع الثلاثة في عصب واحد يدخل إلى جذع الدماغ بعد اجتياز مسافة قصيرة في الفضاء تحت العنكبوتية.
وتشير إلى أن هذه المساحة هي مكان مرور الأعصاب التي تدخل وتخرج من الدماغ بالإضافة إلى الشرايين والأوردة التي توفر تدفق الدم من وإلى الدماغ، في بعض الأحيان قد يلتف الشريان أو الوريد القريب حول العصب ويضغط عليه نظرًا لأن الضغط داخل الشريان والوريد ليس ثابتًا ويتغير مع دقات القلب ، ويكون ضغط النبض بشكل طبيعي. لذلك ، فإن الألياف العصبية الفردية تعاني وتتهيج مما يؤدي إلى التهاب العصب الوجهي أو العصب الخامس.
وتتجلى عادةً، الأعراض من خلال هجمات مفاجئة ومكثفة من الألم الحاد ،أو من خلال الشعور بنتلات كهربائية أو رعدية حارقة والتي تستمر لبضع ثوان، و يمكن أن تحدث هذه الأعراض هذه المؤلمة عند التحدث والضحك واللمس والأكل وتنظيف الأسنان، أو أي شيء يحفز العصب الثلاثي التوائم. ويسمى هذا النوع من المرض بألم العصب الخامس الكلاسيكي أو النوع الأول
وعلى النقيض من ذلك ، يتسم النوع الثاني أو الشكل غير النمطي بألم خفيف طويل الأمد. قد يعاني مريض واحد من كلا النوعين من الألم بشكل بديل أو متراكب على بعضهما البعض. عادة هناك خدر مصاحب في المنطقة المصابة ولكن قد لا يكون المريض على دراية بهذا بسبب الألم.
ويظهر الألم في أحد فروع العصب الثلاثي التوائم. وفي بعض الأحيان قد يتأثر اثنان أو جميع الفروع الثلاثة. غالبًا ما يتأثر فرع الفك السفلي الذي يوفر تعصيبًا للفك والأسنان السفلية فرع الفكين ، مما يثبت الإحساس في الخد والأسنان العلوية أقل شيوعًا، وفرع العيون هو العصب الأقل تأثراً وتوضح «عبد المقصود» أن تشخيص ألم العصب الثلاثي التوائم يعتمد على التشخيص السريري المباشر، الفحص السريري غير ملحوظ ولكنه قد يظهر نقص الحس في توزيع واحد أو أكثر من انقسامات العصب الثلاثي التوائم.
في الوقت الحالي لا يوجد اختبار دقيق أو طريقة تصوير لتأكيد التشخيص الدقيق للعصب الخامس، وفي أغلب الحالات تكون الأعراض نموذجية للغاية ويكون التشخيص واضحًا، ومع ذلك في حالات أخرى ، قد يتجنب المرضى أنماط الألم المربكة التي تؤدي إلى التشخيص الخاطئ وسوء العلاج، هذا ينطبق بشكل خاص على الحالات التي تظهر مع ألم الأسنان، وقد يخضع هؤلاء المرضى لعلاج غير ضروري للأسنان تصل لقلع الأسنان بالرغم من أن لا علاقة للأسنان بمرضهم.