28-6-2025 | 10:30
أحمد فاخر
قد يصاب الإنسان ببعض الأمراض المختلفة المرتبطة بالعظام، نتيجة للتعرض لبعض المؤثرات المختلفة طوال العام ، وتتنوع تلك الأمراض على حسب استعداد كل شخص للإصابة بها، فماذا عن أبرز هذه الأمراض وأعراضها وكيف يمكن الوقاية منها.
يبدأ الدكتور محمد الديب استشاري جراحة العظام حديثه عن مرض هشاشة العظام، مشيراً إلى أن هناك حوالى 210 مليون شخص في العالم مصاب بهشاشة العظام، وكل 20 ثانية تمر قد تؤدي إلى كسر في الجهاز الحركي للإنسان وبالرغم من أن هشاشة العظام الأكثر شيوعاً بين الإناث مقارنة بالذكور، فإنها ليست مرضاً خاصاً بالمرأة حيث ساد الاعتقاد لوقت طويل أن تخلخل العظام (وهن العظام) هو مرض النساء وأن الرجال نادراً ما يصابون به إلا أنه اتضح في الخمسة عشر سنة الماضية أن تخلخل العظام يصيب الرجال على نحو شائع، وبدأ البحث للتو في العلاجات الممكنة.
وفي الواقع فإن نحو مليونين من الرجال حول العالم مصابون بهشاشة العظام فيما يهدد هذا المرض 12 مليوناً آخرين، ولأن هشاشة العظام تبدأ في وقت متأخر لدى الرجال عن النساء، فإن أكثرية الرجال من ذوي العظام الرقيقة هم في سن يزيد على 65 عاماً، وبالإجمال فإن واحداً من كل خمسة من الرجال في سن الخمسين سوف يعاني من حدوث الكسور بسبب هشاشة العظام خلال سنوات عمره اللاحقة، وكسر عظم الحوض هو على الخصوص الأكثر شيوعاً والأكثر خطراً لدى الرجال مقارنة بالنساء حيث تزيد معدلات الوفاة خلال سنة بنسبة 37.5 % أما لدى الرجال فإن مستويات التستوستيرون تنخفض بالتدريج، تنخفض 1 % كل سنة بعد سن الأربعين ونتيجة لذلك فإن فقدان العظام يظل بطيئاً نسبياً إلا أنه يكون مستمراً وهذا ما أثبتته الدارسات العلمية والطبية أخيراً.
وبعد سن 65 عاماً فإن الرجال والنساء يفقدون العظام بنفس المعدل تقريباً، وخلال الزمن سيفقد الرجال في المتوسط نحو 20 % من العظم القشري (الطبقة الخارجية الكثيفة للعظم) و30 % (الطبقة الداخلية الإسفنجية للعظم)، وبتقدم السن قد تنخفض معدلات التستوستيرون إلى ما دون المعدلات الطبيعية محدثة أعراض نقص التستوستيرون والتي قد تشبه حالة نقص هرمون الأنوثة عند النساء الذي يصاحبه أعراض سن اليأس من الحيض، ويرافق هذا الانخفاض في نسبة التستوستيرون أعراض منها نقص كمية العضلات وكتلة العظام وقلة الميل إلى الجنس الآخر.
أما الدكتور محمد صالح أخصائي العلاج الطبيعي فقد قام بالإشارة بأن عظام القدم ملساء مستديرة، ولكن مع تراكم حمض البوليك الذي يتكون على هيئة كريستالات دقيقة جداً تتراكم حول أماكن الارتكاز وفي أبعد نقطة عن القلب وهي كعب القدم، وبالتالي تحدث ظاهرة (بيزو) وهي جذب للعظام التي يحدث عليها تحميل لكريستالات حمض البوليك التي تتراكم مع بعضها مثل: حبيبات الرمل الصغيرة التي تكون صخرة، مما يؤدي إلى شعور المريض بألم شديد جداً في كعب القدم بعد الاستيقاظ صباحاً وبمجرد وضع قدميه على الأرض، ولكن مع ممارسة حياته الطبيعية صباحاً يقل الألم بشكل ملحوظ نتيجة تعود الجسم على الإشارة التي تصدر من كعب الرجل للمخ مما يجعل المريض لا يشعر بالألم رغم استمرار المشكلة، ونتيجة لذلك أغلب المرضى لا يهتمون بالأمر ويتعايشون دون إجراء أي تحليل طبي طالما يزول الألم مع الوقت.
ولذلك ينصح المرضى دائماً بأن العلاج يبدأ أولاً باتباع نظام غذائي صحي وذلك عن طريق الامتناع عن:
• اللحوم الحمراء والتعويض عنها بلحوم الدواجن والأسماك، حيث إن زيادة كمية البروتين في الجسم يؤدي إلى زيادة حمض البوليك في الجسم نتيجة صعوبة هضمها بشكل صحيح.
• تناول الكبد والقوانص والطحال والقلب.
• تناول البط والإوز والحمام.
• البقوليات مثل: الفول والطعمية والعدس واللوبيا.
• الحمص والترمس.
• تناول التسالي بجميع أنواعها مثل اللب والسوداني والمكسرات.
• شرائح البطاطس الجاهزة.
• تناول المياه الغازية والشعير.
• شرب الشاي والقهوة التركية والفرنسية ومشتقاتها.
وهناك آلام في القدم تحدث نتيجة حدوث التهاب في الغشاء المبطن لعظام الكعب والموجود بين العظام والجلد، ويحدث هذا الألم أحياناً نتيجة ما يطلق عليه (الشوكة العظمية) بالكعب نتيجة السير لمسافات طويلة دون راحة أو الوقوف لأوقات طويلة حافي القدمين أو ارتداء أحذية صلبة النعل، وبالتالي في حالة إجراء أشعة أوضحت وجود تلك الشوكة العظمية يجب على المريض ارتداء حذاء بفرشة مصنوعة من السيليكون الطري حتى يقلل ذلك من حدة الألم، كما يجب شراء الكعب السيليكون بناءً على استشارة الطبيب لأنه يختلف حجمه وسمكه من مريض لآخر.
وفي سياق آخر يشير الدكتور أمير محمد عاصم استشاري جراحة العظام والمفاصل إلى أن الإنزلاق الغضروفي القطني يصاب به الإنسان نتيجة حدوث مشكلة بالوسادة المطاطية الموجودة بين فقرات العمود الفقري بالظهر وهي التي تسمى (ديسك الظهر)، والديسك عبارة عن مادة جيلاتينية مركزها ناعم في حين أن غلافها أكثر خشونة، ويحدث الإنزلاق الغضروفي نتيجة خروج تلك المادة الجيلاتينية اللينة من أي شق في غلافها الخشن، ونتيجة لذلك تحدث إثارة للأعصاب القريبة منه مما يؤدي للشعور بألم وتنميل وضعف في ساق المريض أو ذراعه، ومن جهة أخرى يوجد حالات للإنزلاق الغضروفي لا يحدث معها أي آلام أو أعراض يشكو منها المريض.
ومن أهم الأعراض التي قد تظهر مع الإصابة بالإنزلاق الغضروفي وهي عبارة عن آلام شديدة أسفل الظهر وأحياناً تمتد إلى المؤخرة وأسفل الساق أيضاً، والشعور بتقلصات في عضلات الظهر والساقين أثناء المشي، وآلام عند السير لمسافات طويلة مع عدم القدرة على الوقوف لفترات طويلة، أما إذا كان الفتق أو الشق الذي حدث في غلاف المادة الجيلاتينية كبيرا يمكن أن يضغط بدوره على الأعصاب الشوكية المجاورة للفقرة مما يسبب ألماً شديداً على جانب واحد من الجسم في الجزء الذي يمده العصب المصاب بالإحساس مثل: الألم الناتج عن الإصابة بـ (عرق النسا)، كما يمكن أن يشعر المريض بألم في كلتا الساقين معاً، ويزداد هذا الألم مع الوقوف ويقل بالنوم والاستلقاء وهو المعروف بــ (متلازمة ذيل الفرس).