استعدادات مكثفة تجرى فى قطاعات الدولة لموسم الحج هذا العام، وسط تأكيدات رسمية بـ«ضرورة خروج الموسم فى أفضل صورة وتفادى أى خروقات حدثت خلال العام السابق»، وكذا «تشديدات على ضرورة التنسيق المستمر بين الجهات المصرية والسعودية لضمان نجاح موسم الحج، وأهمية تقديم خدمات مميزة للحجاج المصريين».
الأزهر الشريف والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام اعتمدا خطة إعلامية تتضمن «التحذير من مخاطر الحج غير النظامى وبيان آثاره وسلبياته على الفرد والمجتمع والصورة العامة للدولة»، و«بيان الدور الذى تقوم به الحكومة فى خدمة بعثة الحج وتذليل الصعوبات كافة أثناء الرحلة».
الأزهر سيقوم بالخطة التى أعلن عنها «مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية» عبر إنتاج برامج خاصة لفتاوى الحج، وفيديوهات «موشن جرافيك» لشرح المناسك، وتخصيص حلقات حوارية للعلماء فى وسائل الإعلام لمعالجة الفتاوى الشاذة والشبهات التى تثار حول الحج، فضلاً عن توزيع ونشر أعمال ومحتويات الأزهر لمناسك الحج ورقياً وإلكترونياً على المنصات والمنافذ الإعلامية المختلفة، جهود «مركز الفتوى» تنضم إلى جهود مجمع البحوث الإسلامية وبقية قطاعات الأزهر.
الدكتورة إلهام محمد شاهين، الأمين المساعد لشئون الواعظات بمجمع البحوث الإسلامية، شرحت جهود «مجمع البحوث» لموسم الحج هذا العام، قائلة: إن جهود «المجمع» ستكون عبر عدة مجالات، المجال الأول، تدريب وإعداد الوعاظ والواعظات لموسم الحج، عن طريق عقد دورة تدريبية لجميع الوعاظ والواعظات فى مناسك الحج، إضافة إلى التدريب العملى عليها، بالتعاون مع «أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثى الفتوى».
وأضافت: تم عمل دورة تدريبية اشتملت على جميع مناسك الحج، وكل ما يتعلق بها من أحكام وواجبات ومحظورات ومستحبات، هذا بجانب التدريب العملى على مناسك الحج، عبر عمل مجسمات للكعبة وجبل عرفات والصفا والمروة ومقام إبراهيم، وقمت بعمل تجربة عملية للواعظات فى مدينة «البعوث الإسلامية» بحضور الطالبات الوافدات.
واختتمت أخيراً فى «أكاديمية الأزهر» دورة «مناسك الحج والعمرة» لتأهيل الكوادر الدعوية المكلَفة بتوعية الحجيج، وتزويد المشاركين بالجانب الفقهى المتكامل لمناسك الحج والعمرة، من خلال شرح دقيق لأحكام المناسك وفق المذاهب المعتبرة، مع بيان المسائل الخلافية وكيفية التعامل معها فى الواقع العملى.
وفى وقت سابق نظم مكتب شئون الواعظات بمجمع البحوث الإسلامية ورشة عمل لواعظات الأزهر الشريف للتدريب العملى على مناسك الحج والعمرة من خلال المحاكاة الواقعية، تمهيدًا للانتشار فى الموانئ والمطارات لتوعية الحجاج قبل سفرهم لأداء فريضة الحج، وذلك بشكل عملى يبسط المادة العلمية ويساعد على توضيحها للحجاج بصورة ميسرة، فى إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بتكثيف فعاليات التوعية فى المواسم الدينية والمجتمعية.
وبحسب «إلهام»، فإن التدريب على التوعية بمناسك الحج والعمرة عن طريق التطبيقات العملية يساعد على ترسيخ المعلومة، مضيفة أن واعظات الأزهر الشريف يشاركن الوعاظ فى الانتشار والتواجد بمختلف الموانئ والمطارات للتواصل مع الحجاج قبل سفرهم إلى الأراضى المقدسة لشرح مناسك الحج والرد على أسئلتهم واستفساراتهم.
«د. إلهام» سردت تفاصيل أخرى مهمة، وهى أنه عقب الدورات التدريبية سيتم إجراء اختبار للوعاظ والواعظات الراغبين فى التواجد بالمطارات لتوعية الحجاج، عن طريق لجنة من كبار العلماء فى «هيئة كبار العلماء» وبمجمع البحوث الإسلامية وفى لجان الفتوى، سيتم اختبارهم فى التدريب العملى، والأسئلة التى وردت من الحجاج فى المطارات، والتى تم تجميعها خلال السنوات الماضية، للتعرف على إجاباتهم حولها.
وكذا عن إصدار كتيبات ومطويات سيتم توزيعها فى المطارات والمساجد الكبرى عن مناسك الحج، والأدعية المأثورة، وأحكام المرأة فى الحج، وأحكام الأضحية، وأيضاً فيديوهات تم إعدادها للتعريف بالحج، سيتم بثها على صفحة «مجمع البحوث» بـ«فيسبوك»، وسوف تعرض فى المطارات المختلفة عبر شاشات، وسيكون هناك عرض لمناسك الحج على الطائرات للمرة الأولى هذا العام للمسافرين لأداء الفريضة والمناسك.
الأزهر بقطاعاته المختلفة ليس وحده من استعد لموسم الحج، فالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، يواصل فعالياته واجتماعاته من أجل موسم حج «متكامل»، وعقد المهندس خالد عبدالعزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، يوم السبت اجتماعاً مع سامية سامى، مساعد وزير السياحة والآثار لشئون شركات السياحة، رئيس اللجنة العليا للحج والعمرة، وناصر تركى، نائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد المصرى للغرف السياحية، عضو اللجنة العليا للحج والعمرة، تم خلاله بحث سبل التعاون، بشأن توعية المواطنين بصورة عامة بشعيرة الحج وأهميتها وكيفية أدائها بالصورة المثلى، مع ضرورة الالتزام بأداء هذه الشعيرة من خلال الإطار الرسمى الموجود بالدولة وعدم اللجوء إلى الطرق غير الرسمية للحج والبعد عن السماسرة والوسطاء والكيانات غير المرخصة والتى تمثل مخاطرة شديدة عليهم وتعرض الأرواح للخطر.
وأكد «عبدالعزيز» أهمية ما تقوم به وزارة السياحة والآثار واللجنة العليا للحج والعمرة من تسهيل إجراءات حجاج السياحة المصريين لأداء شعيرة الحج، موضحًا ضرورة قيام وسائل الإعلام باستضافة علماء الفقه والدعوة المتخصصين لتبصير الحجاج بكيفية أداء المناسك بسهولة ويسر وبما يصب فى مصلحة الحجاج وسلامتهم.
كما أشار «تركى» إلى أهمية التعاون بين المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والاتحاد المصرى للغرف السياحية للتوعية السياحية بشكل عام، مما يحقق أهداف الدولة نحو تحقيق نمو سياحى ويدعم الاهتمام الذى توليه الدولة بصناعة السياحة بشكل عام والجهد الكبير لوزارة السياحة والآثار لتطوير الأنشطة السياحية بما فيها السياحة الدينية فى إطار تعاون وثيق بين الوزارة والقطاع الخاص، وأوضح أن الاتحاد وغرفة شركات ووكالات السفر والسياحة يقومون بالتنسيق التام مع الوزارة لتوعية المواطنين بالطرق الرسمية للحج من خلال حملات مكثفة بمختلف وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى.
أمنياً كانت وزارة الداخلية حاضرة بقوة ضمن خطتها الاستباقية فى التصدى للمخالفات المتعلقة بالأمن السياحى، وإحكام الرقابة على الشركات التى تعمل فى مجال السياحة «بدون ترخيص»، تحسباً لقيام القائمين على تلك الشركات بالنصب على المواطنين خلال هذه الأيام تحت زعم تنظيم رحلات (حج وعمرة) عبر برامج سياحية، لتتمكن «الداخلية» خلال الساعات الماضية من ضبط 5 شركات تعمل بدون ترخيص وتقوم بالنصب والاحتيال على المواطنين والاستيلاء على مبالغ مالية منهم، بزعم تنظيم برامج سياحية ودينية مختلفة لهم، وإيهامهم بأنها شركات سياحية مرخصة «على خلاف الحقيقة»، حيث قامت هذه الشركات بالترويج لنشاطها عبر مواقع التواصل الاجتماعى، فى حين تواصل «الداخلية» جهودها من أجل موسم الحج القادم.
