مما لا شك فيه، وبحسب شهادات تاريخية، مارست المرأة السيناوية أقوى أنواع الجهاد، فكما يقاتل جندى القوات المسلحة فى ميادين المعركة كانت هى تقاتل بكل أسلحتها لحماية أسرتها ضد عدو لدود هو الخوف، فعندما اشتدت قساوة الإرهاب، وكانت أغلب سبل المعيشية مغلقة أمامهم، كانت هى واقفة صامدة تبث فى أسرتها الصبر والقوة والشجاعة، بل كانت تشجع أولادها على مساعدة أفراد القوات المسلحة فى دحر الإرهاب أو تشجعهم على العمل لمواصلة الحياه، نجد أنها لم تيأس، بل ظلت لآخر نفس تساند الدولة المصرية، فالمرأة السيناوية جندى مقاتل منذ 1967 حتى الآن.
الدكتورة سهام جبريل، عضو المجلس القومى للمرأة، عضو البرلمان عن محافظة سيناء سابقا، قالت إن «المرأة السيناوية تعد نموذجا عظيما من العمارة الإنسانية، حيث كانت وستظل ركنًا أصيلًا فى معادلة الصمود والبناء لم تكن يومًا عنصرًا هامشيًا، بل دائمًا كانت فى قلب الحدث حاضرة فى تفاصيل الحياة اليومية وفى المواقف الفارقة».
وأضافت عضو المجلس القومى للمرأة، أن المرأة فى شمال سيناء هى بطلة وأيقونة العمل الوطنى، فهى الصامدة المقاتلة فى كل الأدوار الإنسانية والاجتماعية والتنموية هى ابنة الأبطال والمقاتلين أم البطل والشهيد صانعة الحياة ومعلمة الأجيال وحارسة أمن الوطن حافظة وناقلة التراث، ورائدة التنمية ومحرك أساسى داخل مجتمعها صانعة التغيير والتقدم ووعيها المتجذر بخصوصية مجتمعها صديقة العادات والتقاليد والتملك التغيير الإيجابي.
كما لفتت إلى أن «المرأة المصرية بشكل عام، وفى سيناء، بشكل خاص لعبت دورًا هامًا فى خدمة الوطن والتنمية. من خلال جهودها فى مختلف المجالات، أسهمت فى تعزيز القيم الوطنية، والدفع بعجلة التنمية داخل مجتمعها المحلى وشاركت بقوة فى إدارة عجلة التنمية على أرض سيناء الحبيبة».
وتابعت: كما لعبت دورا هاما فى محاربة الإرهاب بجهود بالتوعية بمخاطر الإرهاب وتأثيره على المجتمع، هذا فضلا عن أنها أسهمت فى تعزيز الوعى الوطنى والتصدى للمزاعم المغرضة التى تستهدف مصر، كما أن المرأة السيناوية لا تقتصر على دورها فى خدمة الوطن فقط، بل هى أيضًا أم وزوجة وعضو فى المجتمع. تسهم فى تكوين أسرة قوية وتعزيز القيم الأسرية، مما يسهم فى استقرار المجتمع، بحسب عضو المجلس القومى للمرأة.
وكشفت أن أدوار النساء فى سيناء لم تقتصر على العمل الرسمى، بل امتدت إلى الريف والمناطق النائية، حيث تتولى النساء تنظيم المجتمع وتيسير الحياة اليومية وتربية الأجيال على معانى الصمود والانتماء، مشيرة إلى أن فكرة التنمية فى سيناء لا يمكن أن تتحقق دون دور المرأة لأنها الحاضنة الحقيقية للقيم والمبادئ والموروثات، وهى التى تغرس فى الأجيال مفاهيم الانتماء والمواطنة وتتحمل مسؤولية البناء من الداخل.

د. سهام أوضحت أن الدولة المصرية قدمت العديد من الجهود لتعزيز دور المرأة فى المجتمع وتحسين ظروف حياتها فى سيناء، من خلال تقديم برامج تدريبية وتأهيلية للمرأة فى سيناء لتعزيز مهاراتها وزيادة فرص العمل، وتقديم الدعم المالى والتقنى للمشروعات الصغيرة، التى تقودها نساء فى سيناء، فضلا عن تنظيم حملات توعية وتثقيف للمرأة فى سيناء حول حقوقها وواجباتها، كذلك تقديم الرعاية الصحية للمرأة فى سيناء، بما فى ذلك خدمات الصحة الإنجابية والصحة النفسية، وتعزيز فرص التعليم للمرأة فى سيناء، بما فى ذلك التعليم الابتدائى والثانوى والجامعي، وأبضا تقديم الدعم الاجتماعى للمرأة فى سيناء، بما فى ذلك الحماية من العنف والتمييز، بالإضافة إلى تعزيز مشاركة المرأة فى الحياة السياسية فى سيناء، بما فى ذلك المشاركة فى الانتخابات والمناصب الحكومية.
وأردفت: فى ظل توجه الدولة نحو التمكين المجتمعى والتنمية المستدامة برزت أدوار جديدة للمرأة السيناوية فدخلت مجالات التعليم والصحة والبيئة والعمل المجتمعى والإنتاج الحرفى، بل وشاركت فى حملات التوعية ومبادرات الحفاظ على الهوية البيئية والموروث الثقافي.
بدروها، قالت سناء عبيد، عضو المجلس القومى للمرأة، مدير عام بوزارة الشباب والرياضة بالمعاش، إن «قوة المرأة السيناوية تكمن فى صبرها على الصعاب فهى منذ حرب 1967 وهى درع أساسى فى الحفاظ على الوطن فهى من تبث الصبر والشجاعة والقوة فى نفوس أسرتها، وتهون عليهم كل ما يمرون به».
وأضافت: عندما اشتد الإرهاب كنا نتعايش مع عدو لدود وهو الخوف، سواء من الإرهابيين أو من الجوع والعطش لغلق أغلب سبل المعيشية، ولكن استطاعت المرأة السيناوية إدارة الأزمة، ومن أن تصنع أغلب الأطعمة فى المنزل من عمل الخبز إلى أغلب الأطعمة لتحافظ على أسرتها، وظهر أيضا أجمل ما فى الشعب السيناوى فكل من لديه فائض حتى لو واحدة من البطاطس كانت تذهب لمن يحتاجها، كما المرأة كانت تشجع أولادها الشباب للمشاركة فى الحفاظ على المجتمع، كما كانت تواظب على عملها رغم هذه الظروف القاسية لأن أغلب النسب العاملة فى الوظائف المختلفة سواء فى القطاع العام أو الخاص للمرأة.
وروت «عبيد» تجربتها الشخصية، موضحة أن لديها شابين كانت تحمسهما وتساندهما لمساعدة رجال القوات المسلحة فى جمع وحصر عدد الأسر فى العريش لتوزيع الأطعمة، وكان كل شباب المنطقة يشاركون فى هذا الأمر، فكانوا يخرجون كل يوم من بعد صلاة الفجر حتى الساعة الثانية مساء، وطوال هذه المدة كنا نجلس نقرأ القرآن والدعاء لعودتهم سالمين، فكانت العمليات الإرهابية منتشرة فى أنحاء سيناء تستهدف المدرعات القوات المسلحة.
«المرأة السيناوية اليوم عنوان لقدرة المجتمع على تجاوز الأزمات»، هكذا وصفت «عبيد» دورة المرأة السيناوية، قائلة: كل خطوة تنموية فى سيناء يجب أن يكون للمرأة فيها موضع وموقف ودور لأنها ببساطة تمثل نصف المجتمع، لكنها تصنع فى واقع الأمر المجتمع بأكمله، وتسهم فى بناء المستقبل.