انطلقت الاثنين الماضى فعاليات بطولة العالم العسكرية للفروسية، فى نسختها الخامسة والعشرين لقفز الحواجز، والتى استضافتها ونظمتها مصر خلال الفترة من 5 إلى 8 مايو الجارى، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وأُقيمت فعاليات البطولة فى نادى كيان للفروسية، التابع للأكاديمية العسكرية المصرية بالعاصمة الإدارية الجديدة، بمشاركة 20 دولة من مختلف أنحاء العالم، وهى مصر، البحرين، البرازيل، الإكوادور، إستونيا، فرنسا، المجر، إيطاليا، الأردن، الكويت، سلطنة عمان، البرتغال، قطر، رومانيا، روسيا، السعودية، إسبانيا، تونس، تركيا، والإمارات.
حول تنظيم البطولة، وتصنيف مصر فى رياضة الفروسية، وصناعة بطل أولمبى وأهم التحديات التى تواجه الفروسية المصرية، التقت «المصوّر» الدكتور إسماعيل شاكر، رئيس الاتحاد المصرى للفروسية، نائب رئيس اللجنة الأولمبية المصرية.. وكان الحوار التالى:
ما أهمية تنظيم مصر لبطولة العالم العسكرية للفروسية؟
بطولة العالم العسكرية للفروسية، يشترك فيها أكثر من 20 دولة، ويأتى تنظيم مصر لها بأن يضع مصر على الصعيد العالمى فى هذه الرياضة، حيث أن الدول المشاركة، وحتى الدول غير المشاركة تتابع البطولة، ويتم بثها مباشرة على التليفزيون المصرى مما يجعل أنظار العالم تتجه نحو مصر، أيضًا يتم بثها على «كليب ماى هورس»، وهو موقع إلكترونى خاص ببطولات الفروسية، بحيث يستطيع العالم بأكمله متابعة البطولة من خلاله، ويكون البث مباشرا على هذا الموقع، وهو أشهر تطبيق عالمى لبطولات الفروسية، لا سيما كبرى البطولات، ولذلك هذا التنظيم يضع مصر على الخريطة العالمية فى مجال الفروسية.
ما مدى استعداد منتخبنا، وفرص فوزه فى البطولة، لا سيما أن نظام البطولة قائم على نظام «الخيول المستعارة»؟
فرصتنا كبيرة فى هذه البطولة، لا سيما أن الفرسان الثلاثة المشاركين فيها موهوبون جدًا، وأعرفهم جيدًا، وأعلم أنهم على مستوى ممتاز، ولذلك نستعين بهم فى المنتخب الأساسى عندما نحتاج إليهم. وبالفعل هذه البطولة تُقام على نظام الخيول المستعارة، بحيث بداية كل يوم فى البطولة يتم عمل قرعة، بناءً عليها كل فارس يحصل على حصان وتبدأ المنافسة، وفى اليوم التالى يتم تغيير الخيول بقرعة جديدة، إذًا هى هنا لا تعتمد على كفاءة الحصان، بقدر ما تعتمد على مهارة الفارس الذى يستطيع التعود على الحصان الجديد، وكل يوم ينافس بحصان جديد، ويستعرض قدرته على التنافس به، وهنا تتضح مهارة الفارس الحقيقية، وفى الواقع هؤلاء الفرسان الثلاثة الذين يمثلون مصر من القوات المسلحة على قدر عالٍ جدًا من المهارة والموهبة.
وكيف ترى فرصتنا فى بطولة العالم العسكرية للفروسية؟
«إن شاء الله ذهب»، وأرى أن فرصتنا كبيرة جدًا، حيث إن الفرسان لدينا وبمنتهى الأمانة موهوبون جدًا، وأتوقع لهم ذلك، والفرسان الثلاثة هم المقدم شادى أشرف، والنقيب نور حازم، والفارس الناشئ إسماعيل البرعى وهو طالب فى الكلية الحربية، وأتوقع أنهم سيقومون بأداء مشرّف ويحصدون ميدالية بإذن الله.

ما التحديات التى تواجه الفروسية المصرية، ومتى نرى مصر تنافس بقوة فى الأولمبياد، وماذا نحتاج لذلك؟
لدينا فرسان موهوبون، لكن ينقصنا بعض الإمكانات فى الخيول، خاصة أنه أصبح لدينا بنية تحتية جيدة مثل ملاعب الخيول بالمدينة الأولمبية فى العاصمة الإدارية الجديدة، و تنقصنا الخيول على المستوى العالمى، وأفضل فارس فى مصر لديه خيول هو نائل نصار، ويعيش فى أمريكا، وهو الذى كان يمثلنا فى أولمبياد باريس ولكن لم يحالفه الحظ، ولكنه لديه فريق كامل متكامل من الخيول، لكن بقية الفرسان يكون لديهم حصان واحد مثلا، وأيضًا فى الغالب يكون ليس على المستوى المطلوب، إذًا الخيول إذا توفرت على مستوى عالٍ فسنرى أداء عالميا، لأن فرساننا على نفس مستوى الفرسان العالميين ولا ينقصهم شيء من التأهيل، كل ما ينقصهم هو الخيول المناسبة لكى يكونوا على نفس القدر، ويستطيعوا المنافسة فى أى محفل مهم أو فى الأولمبياد.
هل يتم تعويض ذلك بعمل أو المشاركة فى معسكرات تدريب خارجية؟
لاعبو المنتخب فى الأساس يقيمون فى الخارج حاليًا كمحترفين، منهم نائل نصار ويقيم فى أمريكا، وكريم الزغبى يقيم فى هولندا، وأحمد ناصر النجار أيضًا يقيم فى هولندا، وعبد الرحمن إكرام يقيم فى بلجيكا، أيضًا لدينا فرسان يقيمون فى الإمارات وإن كانت لا تعتبر مثل أوروبا فى تنوع الخيول وجودتها، أيضًا لدينا فرسان موهوبون جدًا ونقوم بتشجيعهم، ولدينا فارس ناشئ ممتاز وهو إسماعيل البرعي، ونشجعه على الإقامة والاحتراف فى الخارج، لأن المعيشة هناك هى الأساس أن يرتقى الفارس بمستواه، وهو يلعب باسم مصر فى جميع الأحوال، سواء وهو مقيم فى الخارج، أو الداخل، أو فى أى بطولة أيا كانت، لكى يكون هناك احتكاك دولى دائم بالفرسان المحترفين، وأن يرى الفارس المصرى نوعية مختلفة ومتنوعة من الخيول.
وأشير هنا إلى أن الخبرة التى يحصل عليها عندما يحتك بالفرسان فى الخارج هى خبرة عظيمة جدًا، ولذلك نحن نسعى طوال الوقت لتوفير فرص سفر لمنتخبنا، بحيث تم عمل معسكر فى قطر لمدة شهر فى يناير الماضى، وهذا العام سيتم عمله لمدة شهرين فى ديسمبر 2025، ولن نكون فيه بمفردنا، هذا المعسكر يضم أفضل فرسان فى العالم، وهذا بمثابة احتراف فى الخارج، بحيث سنسافر بـ60 فارسة وفارسًا، يواجهون ويحتكون بأفضل الفرسان العالميين، جميعهم يحضرون إلى قطر، ولذلك المنافسة تكون قيّمة جدًا، والمرة الماضية حين أرسلنا 30 فارسة وفارسًا وظلوا شهرًا فى المعسكر عادوا بمستوى متقدم جدًا فى المنافسة، وهذه المرة سوف نرسل 60 وسيقيمون لمدة شهرين، ولذلك نحن دائمًا نشجعهم على الاحتكاك بالفرسان فى الخارج لكى يكتسبوا الخبرة، ويكونوا قادرين على حصد ميداليات أولمبية.
ولماذا لا يتم توفير الخيول للتدريب اللازم، ماذا ينقصكم، وهل الدعم الذى تحصلون عليه غير كافٍ لتوفير ذلك؟
رياضة الفروسية مع الأسف هى أغلى رياضة فى العالم، ليس فى مصر فحسب، ولكن فى جميع دول العالم، وبالفعل هى تحتاج إلى دعم مادى كبير، وفى الواقع الدولة لا تبخل علينا بذلك، والرئيس السيسى أصدر توجيهات كبيرة فى سبيل ذلك، أيضًا الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، يدعمنا بشكل كبير كى نستطيع توفير هذه الخيول لفرساننا والنهوض بمستوى منافستنا، وهذا الأمر الدولة المصرية تراه جيدًا وتركز فيه، ومخصصة له دعمًا ماديًا لتوفير الخيول الرياضية، وهذا الأمر لم يكن موجودا من قبل، وسنرى آثاره فى السنوات القادمة.

وكيف ترى اهتمام الرئيس السيسى برياضة الفروسية، وكذلك توجيهاته بتجهيز منطقتى عين شمس والزهراء للخيول الأصيلة؟
الرئيس السيسى أصدر توجيهات قوية جدًا فى هذا الشأن، واهتمامه هذا يسير فى كافة المجالات، بحيث جميع المنشآت الرياضية التى أُنشئت كانت بتوجيه واهتمام من الرئيس، وعندما سافرنا إلى قطر والدعم المادى وكذلك المعنوى الذى حصلنا عليه كان بتوجيهات منه، وفى الحقيقة اهتمام القيادة السياسية بأى رياضة وليس الفروسية فحسب، ينقل هذه الرياضة إلى مستوى أفضل، وأيضًا يكون هناك اهتمام أكبر بكل شيء، على سبيل المثال البث والمتابعة للبطولات والمنافسات.
وحينما تولينا الاتحاد كان لدينا قوام بطولة الجمهورية 300 فارسة وفارس، حاليًا لدينا 800، وفى أقل من سنة بعد اهتمام ودعم الرئيس، ومنافسات الفروسية، أصبحت تُبث على التليفزيون وكذلك بطولات الجمهورية تم نقلها مباشرة، دخل فى بطولة الجمهورية للتنافس 800 فارسة وفارس، وهذا رقم كبير جدًا، وفى الواقع هذا الاهتمام يفرق بشكل كبير مع الرياضة نفسها وتقدم الدولة فيها.
والتوجيهات التى جاءت من الرئيس السيسى بتجهيز منطقتى عين شمس والزهراء -تعكس توجه الدولة المصرية للنهوض بالجواد العربى والمصري، ونحن فى مصر مشهورون بالجواد العربى الأصيل، ولم يحصل على الاهتمام اللائق لسنوات طويلة، وسيادة الرئيس وجه بأن يحدث تطوير كبير له، وهذا الملف يتولاه واحد من أعظم جهابذة علوم الخيول العربية الأصيلة وهو الأستاذ عمر صقر، لكى يستطيع إعادة الحصان العربى الأصيل لمكانته، وهذا النوع من الخيول غير مخصص لرياضة المنافسة، ولكنه للجمال، وطوال التاريخ مصر كانت مشهورة بتصدير الجواد العربى الأصيل، والآن الرئيس وجه بعودة هذا ثانية، ويتم عمل تهجين لهذه الخيول للحفاظ على هذه السلالة وتعظيمها، ومثلما قلنا إن هذا النوع من الجواد هو للجمال وليس المنافسة، وسعره أغلى بكثير جدًا عن خيول المنافسة، بحيث يتخطى سعره 4 أضعاف حصان القفز وحصان الطريق، وهى الأحصنة التى تنافس فى الرياضة، وهذا النوع له مسابقات خاصة به، وهى مسابقات مخصصة للجمال، وتكون أسعاره وجوائزه كبيرة وكثيرة جدًا، وهو يتبع الجمعية المصرية للخيول العربية.
«توفير الخيول» التحدى الأكبر الذى يواجهنا وتلقينا دعمًا كبيرًا من الرئاسة و«الشباب والرياضة» سنرى آثاره
فى السنوات القادمة والأولمبياد
الرئيس السيسى يدعم بقوة رياضة الفروسية المصرية، وفى كل دول العالم اهتمام القيادات السياسية بأى رياضة ودعمها ينقلها إلى العالمية
مشاركة مصر فى معسكر قطر للفروسية يناير الماضى
نشجع فرساننا على الاحتراف فى الخارج، حيث أهمية الاحتكاك الدولى وتنوع الخيول، ونقيم ونشارك فى معسكرات خارجية للتأهيل الجيد