اكتئاب الربيع واحد من أزمات تبدل الفصول شأنه شأن أي اكتئاب موسمي، ففي شهر مايو من كل عام، يُصاب الكثيرون باضطراب مزاجهم وأحيانا يصفون حالتهم بالاكتئاب لما ينتابهم من مزاج سيء وهناك بعض الحالات تحتاج إلى تدخل طبي عاجل!.
“طبيبك الخاص” التقت الدكتور توفيق ناروز استشاري الطب النفسي كي تسأله عن حكاية هذا الاكتئاب، وتطرح عليه عدة أسئلة من بينها: هل اكتئاب الربيع موسمي أم هو وهم توارثناه؟.
ما أعراض هذا الاكتئاب؟. كيف نقي أنفسنا منه وما طرق العلاج؟. إلى نص الحوار.
كيف يمكن أن تتسبب فصول السنة فى الاكتئاب؟
يُعرف الاكتئاب الموسمي أو الاضطراب العاطفي الموسمي بأنه أحد الأنواع الفرعية للاكتئاب الذي يصيب بعض الأشخاص فى أوقات بين الفصول من كل عام، وتتسبب تلك الحالة فى استنزاف طاقة الفرد والحد من قدرته على ممارسة أبسط الأنشطة، وتغير الحالة المزاجية بشكل متكرر ومزعج.
ما أسباب الاكتئاب الموسمي؟
لا تزال أسباب الاكتئاب الموسمي الأساسية مجهولة بالنسبة للأطباء حتى الآن، لم يتم تحديد سبب واضح لحدوث هذا النوع من الاضطراب، لكن يعتقد أن تغير مستويات الموصلات العصبية السيروتونين والميلاتونين فى المخ دورا فى ذلك، حيث يعمل السيروتونين على تنظيم الحالة المزاجية، كما يقوم الميلاتونين بتنظيم الساعة البيولوجية للإنسان.
وقد يؤدي اختلاف فصول السنة إلى إحداث خلل فى النشاط اليومي (الساعة البيولوجية) لدى بعض الأشخاص مما يؤدى إلى اضطراب الحالة المزاجية.
أيضا يؤدي احتجاب ضوء الشمس فى بعض الفصول إلى انخفاض النواقل العصبية (السيروتونين) وهي من المواد المسئولة عن الحالة المزاجية، مما يتسبب فى إحساس الشخص بالضيق والإحباط.
ومستويات الميلاتونين هي إحدى المواد المسئولة عن تنظيم النوم واعتدال المزاج، وقد يعيق اختلاف فصول السنة إفرازها مما يؤدي إلى الاكتئاب الموسمي.
وقد يكون الموقع أحد أسباب الاكتئاب الموسمي حيث أشارت نتائج بعض الدراسات إلى أن من يعيشون بعيداً عن خط الاستواء -أقصى الشمال أو أقصى الجنوب- يكونون أكثر عرضة لتلك الحالة نتيجة عدم التعرض بالقدر الكافى لضوء الشمس شتاءً وطول ساعات اليوم صيفاً.
هل هناك أشخاص أكثر عرضة للاكتئاب عن غيرهم.. و لماذا؟
بصورة عامة السيدات هن أكثر عرضة للاكتئاب نتيجة للتغيرات الهرمونية الشهرية، والضغوط النفسية التي تعاني منها السيدات فى الجمع بين العمل داخل و خارج المنزل.
أعراض الاكتئاب الموسمي؟
تتمثل أعراض الاكتئاب الموسمي فى الآتي:
الشعور بالحزن، الإرهاق، قلة التركيز، فقدان الاهتمام بالأنشطة المفضلة، الشعور بالاضطراب والقلق، ازدياد الشهية والرغبة الشديدة بتناول الكربوهيدرات، تغيّر فى نمط النّوم، والنوم لساعات طويلة مع صعوبة فى اتخاذ القرارات.
ومن الجدير بالذكر أن الأعراض السابقة يمكن أن تصيب أي شخص طبيعي ولكن تكمن الخطورة فى استمرارها لعدة أيام.
هل هناك مضاعفات للاكتئاب الموسمي؟
ليست هناك مضاعفات لاضطراب المزاج النفسي المتعلق بالفصول، لأنها مجرد حالة مؤقتة وليست هناك أية فرصة لتطورها لحالة أخطر، فهي حالة مؤقتة تستمر لأيام قليلة فقط.
ما علاج الاكتئاب وطرق مقاومته؟
يتم وصف العلاج فى الحالات المرضية الشديدة عن طريق الطبيب المختص المعالج وعلى حسب كل حالة وما تحتاج إليه:
- العلاج الدوائي : مضادات الاكتئاب
- العلاج المعرفى السلوكي
- العلاج بتنمية المهارات الاجتماعية
- المقاومة بالصلاة وممارسة الرياضة والتأمل.
كيف نُحافظ على الصحة النفسية خلال فصلي الربيع والصيف ؟
الحصول على قسط كاف من النوم، وتناول الأطعمة الصحية، والالتزام بالأدوية التي يوصي بها الطبيب بطريقة صحيحة، وسؤال الطبيب عن كيفية التعامل مع الآثار الجانبية لبعض الأدوية، وعن كيفية ملاحظة العلامات المبكرة التي تدل على تدهور الحالة المزاجية من سيء إلى أسوأ على الرغم من العلاج وتجهيز الخطط إذا كان الأمر يزداد سوءا، وممارسة الرياضة بشكل أكبر والقيام بالأنشطة التي تجعل الشخص سعيدا.
ويجب على الجميع تجنب استخدام الكحول غير المشروعة حيث إنها تعمل على زيادة الاضطراب النفسي وتزيد من الشعور بالمزاج السيء.
هل هناك أية نصائح أو أنشطة يمكن اتباعها لتحسين الحالة النفسية؟
كل شخص يجب أن يهون على نفسه ما يزعجه ويتعامل مع الأمر بالطريقة التي تسعده .. هناك أشخاص يسعدون بالتنزه والسفر ومقابلة الأصدقاء أو مجرد الجلوس فى المنزل والاسترخاء مع مشاهدة فيلم مفضل، أيضا يمكن تناول السكريات الطبيعية والفواكه مع ممارسة الرياضة بشكل دوري لما لها من تأثير كبير على تحسين الحالة المزاجية.