يقابلنا الهواء الساخن فى الشوارع والميادين، يقابلنا فى المصايف والمتنزهات والنوادي، كما أنه يدخل علينا البيوت من النوافذ، كل هذا يؤدي للعديد من المضاعفات الصحية مثل: إصابات الجلد أو بعض الأمراض الأخرى نتيجة التعرض للشمس، وقد تؤدي إلى الإصابة بمضاعفات لأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن حتى الأطفال قد يتعرضون لأضرار الهواء الساخن، تُرى كيف نقي أنفسنا من كل هذه الآثار قبل فوات الأوان؟. إلى نص هذا التحقيق.
يقول الدكتور فخر الدين سالم استشاري الأمراض الصدرية إن الصيف قادم إلى بلادنا بكل ما يعنيه الصيف من أشعة شمس قوية وهواء ساخن، لكن فى البداية علينا توضيح أن:
- الهواء يتمدد بالحرارة كباقي الغازات، ويزداد حجمه إلى حوالى مرة وربع إذا تم تسخينه من درجة صفر إلى درجة 40 مئوية، وبالتالي فإن كمية ما يتنفسه الإنسان العادي من الهواء فى الدقيقة الواحدة تنخفض إلى حوالى ثلاثة أرباع الكمية التي كان يتنفسها فى الهواء البارد.
- الهواء مخلوط (وليس مركبا كيميائيا) من غاز الأكسجين بنسبة 20% وغاز النيتروجين بنسبة 79% تقريبا، بالإضافة إلى غاز الأرجون وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء.
- عند رفع درجة حرارة الهواء إلى 40 درجة مئوية فإنه يمكن أن يتشبع ببخار الماء بنسبة 7%، مما يتسبب فى خفض النسب السابقة للأكسجين والنيتروجين.
وهذه المعلومات تهمنا من حيث التأثير على التنفس عند ارتفاع درجات الحرارة، ونستطيع أن نستنتج منها أن عملية التنفس فى فصل الصيف تصبح أكثر صعوبة وتحتاج إلى مجهود أكبر عن الشتاء، للحصول على نفس المقدار اللازم من الأكسجين، والذي ينتقل من الرئتين بواسطة كرات الدم الحمراء إلى جميع خلايا الجسم، حيث يتحد داخل الخلايا بالغذاء منتجا الطاقة اللازمة للحياة.
وهذا بالنسبة للإنسان العادي، أما فى حالة الإنسان المصاب بمشكلة صحية فى الرئتين أو المدخن أو المصاب بالسمنة المفرطة، أو كبار السن، فلا شك أن المشكلة ستزداد سوءا ويضطر الإنسان إلى استخدام مكيفات الهواء أو يضطر إلى الحد من نشاطه اليومي الطبيعي.
وقد يضطر بعض المرضى أحيانا إلى الاعتماد على أسطوانة الأكسجين أو جهاز توليد الأكسجين من الهواء، وخاصة هؤلاء المصابين بالأمراض المزمنة التي تؤثر على عملية أكسدة الدم مثل: مرضى التليف الرئوي، ولكن لا يجب اللجوء إلى هذا الحل دون استشارة الطبيب لوجود خطورة أحيانا من الإفراط فى استنشاق الأكسجين على الرئتين، كما أنه من الأفضل تواجد جهاز قياس الأكسجين عن طريق الأصابع، هذا الجهاز الصغير الذى أصبح مألوفا لدى الكثير من الناس بعد جائحة كورونا .
ويستكمل د. “فخر الدين سالم” أنه بالإضافة إلى انخفاض نسبة الأكسجين فإن كثرة التعرق عند ارتفاع الحرارة يؤدى إلى جفاف الجسم، و بالتالي زيادة لزوجة الدم مما يعرض البعض ( وخاصة مرضى السكرى) لخطر الإصابة بالجلطات، ويضر الجفاف أيضا بالكلى وقد يسبب لها بعض الأضرار.
لكن كيف نقي أنفسنا من حرارة الجو ؟. أولا: ليس هناك داع للتعرض لأشعة الشمس القوية أو للهواء الساخن لفترة طويلة، فإذا اضطر الإنسان للتعرض للحرارة، فعليه بالإكثار من شرب السوائل وتناول الأطعمة والفاكهة والعصائر الطبيعية، وترطيب الجلد باستمرار لمنع الجفاف .
ثانيا :على المدى الطويل يجب على الإنسان زيادة لياقته البدنية وقدرته على التحمل، وذلك عن طريق ممارسة الرياضة وخاصة تمارين تقوية العضلات التي تحيط بالقفص الصدري، على أن تكون التمارين مناسبة للسن والحالة الصحية .
ثالثا : لا داعى لإتلاف الجهاز التنفسي بالتدخين، وإن كنت مدخنا فحاول أن تتوقف فورا؛ لكى تحافظ على ما تبقى من جهازك التنفسي، فربما تحتاج إليه بكامل كفاءته إذا تعرضت لضغوط خارجية مثل: نقص الأكسجين عند ارتفاع درجة حرارة الهواء.