لا شك أن استقرار الحياة الزوجية بين الأزواج له دور كبير في الاستقرار الاجتماعي لأى أسرة، وبالتالي استقرار المجتمع كله.. لكن في بعض الاحيان تحدث شروخ كبيرة في هذه العلاقة من دون الانتباه إلى أن هذه الشروخ خطيرة للغاية، ومن أبرز القضايا المسكوت عنها قضية البرود ( الفتور ) الجنسي بين الزوجين، حيث لا يتم الحديث عنها كثيرا لحساسيتها، وألن غالبية الازواج لا يلجأون للأطباء لعلاجها بدعوى العادات والتقاليد، رغم أن علاجها المبكر يحمي الاسرة كلها من الانهيار. في هذا الحوار تحدثنا الدكتورة راندة فخر الدين محمود أبوالسعود استشاري أمراض النساء والتوليد والمدير التنفيذي للاتحاد النوعي لمناهضة الممارسات الضارة ضد المرأة والطفل عن البرود الجنسي، وطرق الوقاية منه، وعلاجه. إلى نص الحوار. في البداية هل هناك تعريف علمي للبرود أو الفتور الجنسي بين الزوجين ؟ - المقصود بالبرود الجنسي انعدام الرغبة أو الشغف في ممارسة النشاط الجنسي، وعدم القدرة على تحقيق استجابة جنسية أوتحقيقها بصعوبة كبيرة، أو فشل الاستجابة للمؤثرات والمحفزات الجنسية، وبالتالي نفور من الجماع، وعدم الفستمتاع بالعلاقة الحميمة أو الوصول إلى النشوة الجنسية المرغوبة. هل هذه الحالة(تنشأ أو تحدث تدريجيا بين الطرفين.. خاصة عند المرأة؟ - حدوث فتور في الرغبة الجنسية من وقت لآخر أمر طبيعي، ولكن استمرار فقدان هذه الرغبة مؤشر لوجود مشكلة تستدعي استشارة المختص. وماذا عن الاسباب التي تكون وراء ظهور هذه الحالة.. وهل لها أسباب طبية أو نفسية أو اجتماعية ؟ - هناك عوامل كثيرة تؤثر في الرغبة الجنسية للرجال أو النساء مثل: العادات والتقاليد والخبرات السابقة والممارسات الضارة مثل: ختان اإلناث (تشويه األعضاء التناسلية للإناث)والسلوكيات والهرمونات ووظائف الدماغ والمرحلة العمرية والحالة الصحية والظروف الاجتماعية والاقتصادية، وعادة ما يرتبط البرود الجنسي بوجود مشاكل في العلاقة، بسبب مشكلات نفسية أو عاطفية، مثل: التوتر، والقلق، والاكتئاب،والشعور بالذنب، أو الخوف من الجماع المؤلم، أو الخوف من الحمل، وتوجد حالات أيضًا من البرود الجنسي تنتج بسبب عدم تقبل الشريك أو نتيجة الملل الذي يصاحب الروتين الجنسي المعتاد، وبالتالي نقص الحماس يكون مؤشرا لوجود مشكلة صحية كامنة، أو بسبب بعض العلاجات الطبية، مثل: العلاج الكيميائي للسرطان،وقد يكون البرود الجنسي نتيجة عامل واحد من تلك العوامل أو نتيجة ألكثر من عامل. هل ختان الأنثى في سن صغيرة يعتبر سببا جوهريا لوجود حالة البرود الجنسي بين الزوجين؟ - يعتبر جفاف المهبل أو الشعور بالقلق، والتحفيز غير الكافي في عملية الجماع يؤدي إلى عدم القدرة على الإثارة الجسدية عند النساء كما أن فشل السيدة للوصول إلى النشوة الجنسية بسبب تعرضها لجريمة تشويه الأعضاء التناسلية (ختان الإناث) والتي ينتج عنها جفاف المهبل بالإضافة إلى أن العوامل النفسية، مثل: الشعور بالذنب، أو القلق بسبب الذكرى السيئة المرتبطة بهذه الممارسة، وهذه الجريمة أحد أسباب الالتهابات المتكررة، والانسجة الندبية ما ينتج عنها ألم أثناء الجماع. كيف نقدم بطاقة توجيه وإرشاد لتوعية الامهات في القرى والاقاليم حول أضرار ختان الإناث الصغار؟ - ينبغي توعية أولياء الامور بالنقاط التالية: لا يوجد مرجع طبي يعترف بجراحة اسمها ( ختان الإناث) ولا يدرس في كليات الطب، وهناك قانون بمواجهة ختان الإناث. ماذا عن دور الطبيب في تقديم الرأي والمشورة لتجنب هذا الفعل الضار للأنثى مستقبلا؟ - لا يصح أن يخضع الأطباء لرغبة الآباء أو البنات في إجراء هذه الجريمة لأن الفتاة الصغيرة غير مدركة في هذه السن لخطورة إجراء قد يؤثر على حياتها المستقبلية كلها، كما أن هناكمسئولية نفسية وأخلاقية وقانونية على عاتق من يوافق على هذا الفعل وهو مسئول عن طفلة قاصر، وعلى الطبيب أن يقدم المشورة الصحيحة لاهل الفتاة وأن يوضح لهم أضرارها النفسية والاجتماعية وأنها مجرمة، ولا توجد استثناءات تبيح ذلك وأي دكتور يقول خلاف ذلك يكون مخالفا للعلم الذي درسه والقسم الذي أقسمه، وهي دعوة خاطئة تفتقد إلى الأمانة العلمية. ما أضرار ختان الإناث ؟ - ختان الإناث أو تشويه الاعضاء التناسلية للإناث جريمة لها أضرار كثيرة وليس لها أي فوائد، وسبب رئيسي في الالتهابات المزمنة في الجهاز البولي والتناسلي – وتعسر الولادة –عدم الوصول للاشباع الجنسي الكامل وبالتالي التعاسة. ماذا عن علاج البرود الجنسي؟ - بالنسبة لعلاج البرود الجنسي فيحتاج إلى جلسات علاجية تضم الزوج والزوجة معا، يتم خلالها شرح العلاقة الجنسية، وقد يستدعي العلاج عدة جلسات للوصول إلى النتائج المرضية، ونحذر من أن البرود أو الفتور الجنسي من أهم أسباب توتر العلاقات الزوجية والتي قد تصل إلى الانفصال.