1-12-2022 | 19:33
كتبت: هند عطا
منذ استيقظ العالم على وباء كورونا، وكل البيوت حول العالم بدأت تتجه إلى المعقمات والمنظفات والمطهرات المنزلية بشكل هائل، وكثيف جدا، ومع أهمية النظافة للحفاظ على الصحة العامة، إلا أن الاستخدام المفرط لتلك المطهرات والمنظفات كشف عن وجه آخر تختبئ وراءه أضرار وأمراض مختلفة.
فى هذا التحقيق نناقش معا ونتعرف على أخطار الاستخدام المبالغ فيه للمطهرات والمعقمات.
الدكتور أحمد بشير مدرس الصدر والحساسية يقول إن استخدام المنظفات بشكل مفرط له أضرار خطيرة، لأنها مواد كيميائية وليست طبيعية، حيث تسبب حساسية شديدة فى المجرى التنفسي.
ويوضح أن استخدام المطهرات والمنظفات بشكل كثيف له تأثير سلبي على الصدر، ويمكن أن يتسبب فى التهاب شديد فى منطقة القصبة الهوائية والتهاب شعبي أو حساسية مزمنة موضحا أنها قد تسبب بعض الحروق على مستوى الجهاز التنفسي، خصوصا مادة الكلور والمواد التي تختص بوجود أحماض عالية مؤكدا أنه يُحظر استخدام الكلور الخام تماما، فيجب أن يكون مخففا لأنه يعتبر مادة مميتة خاصة إذا تم استخدامه فى مناطق سيئة التهوية.
وحذر من خلط تلك المواد الكيماوية بمواد أخرى لأغراض التنظيف أو التعقيم أو لأي سبب، خصوصا أن خلط مادة الكلور مع مادة الفلاش ينتج عنه غاز سام ومميت مشيرا إلى أن أخطر تلك المواد الكلور، ولذلك عند استخدامه يجب تخفيفه بواقع لتر مياه لغطاء الزجاجة الواحد.
وينصح بأن يكون التطهير بشكل يومي كحد أقصى، وأن يكون صباحا فى مكان جيد التهوية والمكان خاليا من أي شخص مصاب بحساسية صدرية أو أمراض فى الرئة أو الصدر داعيا لارتداء كمامة عند استخدام المطهرات والمنظفات حتى تكون آمنة على الجهاز التنفسي، وكذلك تهوية المكان بالمراوح أو شفاط الهواء.
الدكتور مصطفى العزايزي أستاذ مساعد طب وجراحة العيون يوضح أن المعقمات تؤدي إلى الكثير من المشكلات الضارة بصحة العين والتي زاد استخدامها خاصة فى فترة جائحة كورونا..
ويعد الكحول هو أشد وأشهر المعقمات والمطهرات، ويؤدي إلى إصابة العين بحروق كيميائية على الطبقة الخارجية، وبالأخص القرنية وهي طبقة شفافة فى مقدمة العين، كما أن الكلور واحد من أشهر المطهرات الخاصة بـالأسطح والأرضيات وله خطورة، فقد يؤدي إلى حروق كيميائية عند ملامسة سطح العين أو يسبب حساسية شديدة بملتحمة العين خاصة مع الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه تلك المركبات موضحا أن استخدام الصابون المطهر أو سائل الاستحمام ليس له آثار سلبية، ويمكن أن يسبب آثرا تحسسيا فقط إذا دخل للعين أثناء الاستخدام.
وتتمثل الأعراض فى الاحمرار، الألم، رؤية ضبابية، التحسس الشديد للضوء مما يمنع حرية الجفن وإبقاء العين مغلقة مع وجود دموع غزيرة فى بعض الأحيان.
فى بعض الحالات الشديدة تؤدي ملامسة المطهرات إلى الإصابة بندبات فى قرنية العين، لذا يجب اتباع الإسعافات الأولية وهي تجنب فرك العين وغسلها فورا بمياه نظيفة بغزارة ولمدة عشرين دقيقة، وتوجيه تيار المياه تجاه العين وهي مفتوحة لضمان وصول الماء داخلها، وإذا لم يهدأ الألم خلال ساعتين يجب التوجه على الفور لزيارة الطبيب لتشخيص الضرر الواقع على العين وعمل اللازم.
أما عن الوقاية فينصح “العزايزي” باستخدام المطهرات والمنظفات بحرص شديد والتأكد من أن فوهة الزجاجة بعيدة عن اتجاه العين قبل الرش، واستخدام المطهرات والمعقمات مع الأطفال تحت إشراف الكبار وتخفيف تركيز الكلور قدر المستطاع.
الدكتورة علا حجازي أخصائي أمراض الجلدية والتجميل تقول إن الإفراط فى استخدام المطهرات ومنتجات التعقيم أصبح سببا للإصابة بالأمراض الجلدية على عكس ما هو متوقع بسبب الضرر الكبير الذي تسببه تلك المنتجات للجلد.
وتوضح أن نسبة الأمراض الجلدية التي تنتج عن عدم النظافة الشخصية قليلة جدا، لأن الجلد عضو له وظائف مهمة جدا مثل أي عضو آخر كالقلب والكبد، فله حوالي سبع وظائف وأهمها أنه خط الدفاع الأول لجهاز المناعة فهو بمثابة درع واق يقي الجسم من أي عدوى خارجية.
وتقول “حجازي” إن الإفراط فى النظافة بهدف وقاية الجسم من الأمراض الجلدية هو عاري من الصحة تماما مؤكدة أن النظافة الشخصية بشكل معتدل هي الطريقة المثلى للوقاية من الأمراض المعدية، فالإفراط فى النظافة قد ينتج عنه الكثير من الأمراض الجلدية مثل: الأكزيما التلامسية موضحة أن انتشار المنظفات والمطهرات مؤخرا نتيجة وباء كورونا فى الغالب هي سبب النوع الأول (الأكزيما التلامسية) والإفراط فى استخدامها يسبب تهيجا فى الجلد.
وتشرح لنا أن الطريقة الصحيحة للوقاية من الأمراض الجلدية والمحافظة على النظافة الشخصية والصحة هي غسل اليدين بالماء الفاتر والصابون العادي وليس الصابون المطهر عدة مرات على مدار اليوم ثم تجفيف اليدين جيدا، وذلك لأن الصابون المطهر يقتل الجراثيم والميكروبات كما يقتل البكتيريا النافعة التي تكون موجود على سطح الجلد، واستخدام كريم مرطب بعد غسل اليدين للمحافظة على صحة الجلد حتى يكون قادرا على القيام بدوره الوقائي لأن الجلد بطبيعته يفرز دهونا تعمل كطبقة عازلة على الجلد، فهي تحافظ عليه من العوامل الخارجية، والإفراط فى استخدام الكحول والصابون يزيل تلك الطبقة من على الجلد ويسبب جفافا شديدا للجلد مما ينتج عنه تشققات جلدية، وبالتالي يكون هناك مجال لمرور الميكروبات داخل الجلد.
وتكشف الدكتورة علا حجازي أن هناك نوعا آخر من الأكزيما يُسمى بأكزيما ربات البيوت وسببها الإفراط فى استخدام المنظفات والمواد المطهرة بدون استخدام قفازات لحماية الجلد والبشرة، لذلك يفضل ارتداء القفازات عند القيام بأعمال النظافة والتطهير مع استخدام كريم مرطب يوميا لترطيب الجلد والحفاظ على صحته.
وتشير إلى أن المشكلات الجلدية الملحوظة فى الفترة الأخيرة فى العيادات مرتبطة بالإفراط فى استخدام الكحول، حيث تظهر بعض البقع و يحدث اسمرار فى مناطق الجلد التي تكون معرضة للشمس (بشرة الوجه) نتيجة ملامسة الكحول للبشرة ومن ثم للضوء سواء الشمس أو حتى ضوء المنزل الذي يصدر عنه أشعة فوق بنفسجية حتى الضوء الأزرق الذي يخرج من الأجهزة الإلكترونية مثل التلفزيون واللاب توب وشاشات الموبايل .. كلها ينتج عنها بقع واسمرار فى البشرة ويمكن أن يسبب التهابا كما يمكن أن يحدث ذلك أيضا بعد تعقيم اليدين بالكحول ثم لمس البشرة والوجه فيؤدي إلى الأضرار السابق ذكرها والتي تستدعي وقتا طويلاً للعلاج.
وتضيف أن الأطفال بشرتهم حساسة جدا على عكس البالغين، لذا يجب أن نكون حريصين جدا، لأن تعريض بشرة الأطفال للإفراط فى المطهرات والمعقمات يمكن أن يهيج بشرتهم، حيث ننصح الأمهات بعدم استخدام المناديل المبللة بشكل مبالغ فىه سواء لتطهير اليدين أو لتنظيف الجسم بعد تغيير الحفاضات حتى لا تضر بشرتهم وتسبب التهابات وننصح باستخدام الماء والصابون العادي ثم التجفيف جيدا.
وتختتم بذكر بعض النصائح للوقاية من كورونا والأمراض بشكل عام:
-غسل الأيدي بالماء والصابون بالطريقة الصحيحة واستخدام المحلول المطهر فقط فى حالة عدم توافر الماء و الصابون.
-تجنب ملامسة الفم والأنف والعينين.
-تجنب السلام بالأيدي و الالتزام بالتباعد الاجتماعي.
-تهوية الأماكن المغلقة باستمرار.
-استخدام الكلور المخفف بالماء بنسبة 9:1 وهذه النسبة تستخدم لتطهير الأرضيات والأسطح.
-تهوية المكان جيدا بعد رش الكلور المخفف لتجنب استنشاق أبخرة الكلور.
-ارتداء الكمامة لا يزيد على 4 ساعات ثم التخلص منها بشكل آمن.
وبالنسبة للأشخاص الذين قد تسبب لهم الكمامة الجراحية ظهور حبوب فى منطقة الوجه، ينصح باستخدام الكمامة القماش مع غسلها بالماء وتعقيمها بالهواء الساخن “السيشوار” أو المكواة.