10-12-2022 | 13:40
كتب : إيهاب سلامة
ألم العصب الدماغي الخامس هو ألم شديد يمتاز بنوبات تصيب منطقة الوجه وتستمر لعدة ثوان في كل مرة، وقد يكون نتيجة لعدة أنواع من المثيرات والمحفزات، مثل: تناول الطعام، أو تنظيف الأسنان، أو الهواء البارد.
وغالبًا ما توصف النوبة كضربة كهربائية في المنطقة المشار إليها فقد تمر فترات زمنية طويلة دون حدوث نوبات ألم، وقد تكون بالمقابل فترات تشهد الكثير من النوبات.
يقول الدكتور إسماعيل ماهر استشارى المخ والأعصاب: إنه في غالبية الحالات يكون المسبب للألم هو ضغط مستمر من أحد الأوعية الدموية الدماغية على العصب الخامس المسئول عن نقل الإحساس من الوجه إلى الدماغ.
وفي بعض الحالات يظهر ألم العصب الدماغي الخامس لدى المرضى المصابين بالتصلب المتعدد، حيث يصيب المرض المنطقة العصبية في جذع الدماغ ذاته، ويمكن أن ينشأ هذا الألم من وجود ورم يضغط على العصب الثلاثي في منطقة خروجه من جذع الدماغ.
ويوضح أن أعراض ألم العصب الخامس تتمثل في واحد أو أكثر من هذه الأعراض:
- نوبات من الألم الشديد، أو الناري، أو الوخز الذي قد يشبه الصدمة الكهربائية.
- النوبات العفوية من الألم أو الهجمات الناجمة عن أشياء، مثل: لمس الوجه، أو المضغ، أو التحدث، أو تنظيف الأسنان.
- نوبات ألم تستمر من بضع ثوان إلى عدة دقائق.
- نوبات تستمر لأيام، أو أسابيع، أو شهور، أو أكثر، حيث يمر بعض الأشخاص بفترات لا يعانون فيها من الألم.
- الألم المستمر والشعور بالحرقان الذي قد يحدث قبل أن يتطور إلى ألم يشبه التشنج ولألم العصب الثلاثي التوائم.
- ألم في المناطق التي يغذيها العصب ثلاثي التوائم، بما في ذلك الخد، والفك، والأسنان، واللثة، والشفتين، أو في كثير من الأحيان في العين والجبهة.
- الألم يصيب جانبًا واحدًا من الوجه في كل مرة، على الرغم من أنه نادرا ما يؤثر على جانبي الوجه.
- الألم يتركز في بقعة واحدة أو ينتشر في نمط أوسع.
- النوبات تصبح أكثر تكرارًا وشدة بمرور الوقت.
- أسباب وعوامل خطر ألم العصب الخامس:
دكتور إسماعيل ماهر يرى أن أبرز أسباب وعوامل خطر ألم العصب الخامس تتجسد فيما يلي:
- تهيُّج العصب الخامس
- يتهيج العصب حيث قد يكون لديك وعاء دموي يضغط على العصب، مما يؤدي إلى إتلاف الطبقة الواقية المحيطة به والتي تسمى طبقة الميلانين.
ويمكن أن تؤدي بعض الأمراض مثل: التصلب المتعدد إلى ضغط الورم أو الشرايين المتشابكة على العصب.
وقد يُصاب العصب ثلاثي التوائم ربما بسبب الجراحة أو التعرض لحادث أو سكتة دماغية.
- عوامل خطر ألم العصب الخامس:
بعض الناس أكثر عرضة للإصابة بألم العصب الخامس من غيرهم، وتشمل أبرز عوامل الخطر ما يأتي:
- النساء أكثر عرضة للإصابة بألم العصب الخامس من الرجال.
- المرض أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم علي 50 عامًا.
- الاضطراب في العائلات قد ينتشر ربما بسبب كيفية تكوين الأوعية الدموية في الدماغ.
- الاضطراب قد يكون مرتبطًا أيضًا بارتفاع ضغط الدم.
وعلى الرغم من أن الألم يمكن أن يكون شديدًا إلا أن الحالة لا تهدد الحياة، ومع ذلك يمكن أن يكون مرضًا تدريجيًا ، مما يعني أنه يزداد سوءًا بمرور الوقت.
كما يشير إلى أن مضاعفات ألم العصب الخامس تشمل ما يأتي:
- الرؤية المزدوجة.
- ضعف الفك.
- فقدان منعكس القرنية.
- خدر مزعج وجزئي في منطقة الألم.
- مشاكل في المضغ.
ويكشف دكتور إسماعيل ماهر أن الفحص الجسدي أبرز طرق التشخيص للمرض ، حيث يمكن للطبيب تشخيص حالة المريض من خلال السؤال عمّا يأتي:
- طبيعة الألم: حيث يكون الألم المرتبط بألم العصب الخامس مفاجئًا وشبيهًا بالصدمة وقصيرًا.
- موقع الألم: حيث إن إصابة أجزاء وجهك المتأثرة بالألم ستنبه طبيبك بأن العصب ثلاثي التوائم مصاب.
- محفزات الألم: حيث عادةً يحدث الألم المرتبط بالألم العصبي الخامس عن طريق التحفيز الخفيف للخدين، مثل: تناول الطعام، أو التحدث، أو حتى مواجهة نسيم بارد.
- إجراء فحص عصبي حيث يمكن أن يساعد لمس وفحص أجزاء من وجهك الطبيب على تحديد مكان حدوث الألم بالضبط، وإذا بدا أنك تعاني من ألم العصب الخامس يمكن أن تساعد اختبارات الانعكاس أيضًا طبيبك في تحديد ما إذا كانت الأعراض ناتجة عن عصب مضغوط أو حالة أخرى.
- التصوير بالرنين المغناطيسي ، حيث قد يطلب طبيبك إجراء فحص بالرنين المغناطيسي لرأسك لتحديد ما إذا كان التصلب المتعدد أو الورم يسبب ألم العصب الثلاثي التوائم، وفي بعض الحالات قد يحقن طبيبك صبغة في وعاء دموي لعرض الشرايين والأوردة وتشخيص تدفق الدم.
أما عن علاج ألم العصب الخامس فيشتمل على ما يأتي:
- العلاج الدوائي:
لا تعمل مسكنات الألم النموذجية بشكل جيد مع الأشخاص المصابين بألم العصب الخامس، ولكن قد يصف طبيبك أنواعًا مختلفة من الأدوية، وتشمل مضادات الاختلاج لمنع الأعصاب من التهيج.. ومُرخيات العضلات: يمكن أن يتناولها المريض بمفردها أو مع مضادات الاختلاج، ومضادات للاكتئاب ثلاثي الحلقات: قد يقترح طبيبك مضادًا للاكتئاب ثلاثي الحلقات للتحكم في الأعراض.
- العلاج الجراحي:
تشمل أبرز طرق العلاج الجراحي ما يأتي:
- ضغط البالون:
حيث يقوم الأطباء بإدخال بالون فارغ في فراغ بين العصب ثلاثي التوائم وقاعدة الجمجمة، وعندما يتم نفخ البالون يتم ضغط العصب على العظام الصلبة، مما يؤدي إلى إتلاف عزل العصب حتى لا تشعر بالألم من اللمسات الخفيفة.
- حقنة من أحد المواد الطبية:
والتي يتم حقنها في السائل الشوكي المحيط بالعصب ثلاثي التوائم في قاعدة الجمجمة، وهذا يضر بالعزل المحيط بالعصب ، مما يخفف الاستئصال بالترددات الراديوية حيث يقوم الأطباء والمرضى بتحديد المنطقة الدقيقة داخل العصب ثلاثي التوائم ، مما يسبب ألمًا شديدًا، ثم يمكن للطبيب إرسال تيار كهربائي إلى البقعة لتخفيف الإحساس.
- تخفيف ضغط الأوعية الدموية الدقيقة ، والذي يحرك أو يخرج الأوعية الدموية التي تؤثر على العصب.
- استئصال العصب، حيث يتم قطع العصب ثلاثي التوائم جزئيًا لتخفيف الألم.
وللوقاية من ألم العصب الخامس ينصح الأطباء بالتالي:
- اغسل وجهك بالماء الدافئ أي ليس ساخنًا جدًا ولا باردًا جدًا.
- تناول الأطعمة اللينة.
- تناول الأطعمة التي تكون في درجة حرارة الغرفة دافئة أو باردة، لكن ليست ساخنة جدًا أو باردة جدًا.
- تجنب الأطعمة التي قد تؤدي إلى حدوث نوبات مثل: الكافيين، والحمضيات.
- اشطف فمك بماء بدرجة حرارة الغرفة بعد الأكل.