1-7-2023 | 10:14
دعاء نافع
الأكياس التي تتكون على المبيض عند النساء، ظاهرة شائعة وتحدث بشكل طبيعي ولكن الملفت للنظر إنها تكتشف صدفة وأحيانا يكون الاكتشاف عندما تصل هذه الأكياس للانفجار ولابد من التدخل الجراحي.
حول هذا الموضوع والفرق بينه وبين تكيسات المبيض كان هذا الحوار مع الأستاذ الدكتور أمل الشحات أستاذ النساء والتوليد بطب قناة السويس التي تحدثنا عن الاكتشاف المفاجئ لأكياس المبيض وطرق العلاج وكيفية الوقاية.
*بداية ما هي أكياس المبيض؟
-هي أكياس ممتلئة بسائل موجودة على المبيض وهي شائعة وتحدث بشكل طبيعي وقد تظهر وتختفي دون أن تشعر بها المرأة سواء سيدة أو فتاة، وذلك لظهورها واختفائها خلال شهر أو أثنين، وتكتشف خلال الكشف الروتيني بالسونار.
*ما أنواع أكياس المبيض؟
-أكياس المبيض نوعان، الأول: أكياس وظيفية وهي الأكثر شيوعا وتنتج عن خلل هرموني، حيث يتكون الكيس بعد انفجار البويضة، وهي مرتبطة بالدورة الشهرية ولا يحدث للكيس ضمور ويظل متواجدا على المبيض لشهر أو أثنين ويكتشف بشكل روتيني عند حدوث خلل في نظام الدورة الشهرية، وليس له أضرار عندما يكون حجمه صغيرا ومع بعض العلاجات البسيطة يختفي، أما لو زاد حجمه فيسبب بعض الأعراض التي تشتكي منها المرأة مثل: آلام أسفل الحوض وقد يسبب ظاهرة الإسهال أو الإمساك وآلام مع الجماع لو كانت المريضة متزوجة، أما النوع الثاني من هذه الأكياس: أكياس البطانة المهاجرة فجزء من هذه البطانة يحدث بها تجمع للدورة، وخلال عدة أشهر تتكون هذه الأكياس وتسمي أكياس (الشوكولاتة) لتحول الدم داخلها للون البني الداكن لون الشوكولاتة.
كيفية اكتشاف أكياس المبيض .. وما أضرارها؟
- عيب أورام المبيض عمومًا إنها تكتشف في وقت متأخر عندما تظهر أعراض ملحة على المريضة، فمع زيادة حجم الأكياس أو الكيس على المبيض يحدث التواء في الكيس نفسه مما يحدث آلام حادة أو انفجار مفاجئ، وهنا تحدث حالة طوارئ حيث لابد من التدخل السريع والتعامل جراحيا عن طريق المنظار الجراحي أو الجراحة التقليدية، حسب الحالة يحدد الطبيب المعالج نوع الجراحة وغالبا كل الأكياس التي يحدث لها التواء تتحول لأكياس دموية.
أما أكياس البطانة المهاجرة يمكن اكتشافها مبكراً لوجود آلام شديدة في الحوض، وهو ألم حاد قبل وأثناء وبعد الدورة، وهذه الآلام الشديدة في الحوض تصبح مع الوقت آلاما مزمنة، وهنا يكون العلاج حسب حجم هذه الأكياس، فلو حجمها مازال صغيرا تكون الاستجابة عالية للعلاج ويقل الألم.
*هل التهابات الحوض إنذار بوجود أكياس؟
-عندما تعاني المريضة من التهابات في الحوض بشكل متكرر، قد يكون هناك أكياس في الحوض أو على المبيض والحوض معاً، وهنا يكون العلاج بالمضادات الحيوية أو إفراغها عن طريق الموجات فوق الصوتية من خلال المهبل أو عن طريق مناظير البطن، وهذا يدخل في نطاق أكياس المبيض ولابد من المتابعة الدورية مع الطبيب المعالج.
وهنا تكون طرق العلاج عديدة حسب حجم هذه الاكياس إما دوائي لتقليل الآلام وهي أدوية مضادة للالتهاب أو العلاج الهرموني وله نتائج جيدة جداً، ويُحدث ضمور شديد لهذه الأكياس ويتم شفاء المريضة.
*ما الفرق بين أكياس المبيض والتكيسات؟
التكيس موضوع مختلف تماما وليس له أسباب محددة ويصيب نحو 10 % من النساء والفتيات وهو الأكثر شيوعا وأكثر معرفة أيضا، وهناك عدة أسباب رئيسية لتشخيص التكيسات منها: أن تكون المريضة لديها ضعف في نشاط المبيض وبالتالي يؤدي لعدم التبويض، وهنا تعاني من تأخر الإنجاب لو كانت متزوجة، وشكل المبيض يزداد حجمه ويمتليء بحويصلات صغيرة تمتد على جدار المبيض، ولا يزيد حجم هذه الحويصلات على 10 ملليمترات وبالتالي لا تصل لمرحلة البويضة ويصاحب هذا خلل في نظام الدورة الشهرية.
وقد يكون هناك زيادة في إفراز الهرمون الذكوري وتعاني المريضة من زيادة الشعر في أماكن غير مرغوب فيها وزيادة حب الشباب بصورة واضحة، وتشخص بالموجات فوق الصوتية وهنا لابد من بعض التحاليل المعملية.
*هل هناك طرق معينة للوقاية من أكياس المبيض؟
-دائما ننصح بالكشف الدوري لكل النساء سواء متزوجة أو لا، من سن ال 35 فما فوق ولكن المشكلة الحقيقية إنها قد تأتي لفتيات دون العشرين وتكتشف عند زيادة الأعراض كما قلت سابقا من آلام في الحوض وقد تكون آلام في الجانب الأيمن من البطن، وقد تشخص على إنها الزائدة الدودية وهي في الحقيقة أكياس على المبيض، لكن مع تقدم السونار نستطيع اكتشاف أي خلل في الأوعية الموصلة للمبيض، وبالتالي الاكتشاف المبكر سَهّل كثيرا العلاج، وإذا احتاج الأمر للتدخل الجراحي فالمنظار الجراحي جزء كبير من التقدم والنجاح في العديد من العمليات ومنها هذه الحالات.