30-3-2024 | 10:59
إيهاب سلامة
أثبتت العديد من الدراسات فعالية الصيام في الوقاية من الأمراض، لكن ماذا عن دور الصيام في علاج الأمراض المزمنة والحد من تطورها.. وهل العلاج بالصوم فعّال أم أنه يعمل فقط على التخفيف من حدة أعراض المرض .. وهل يكتفي الأطباء بالصيام وحده أم يكون مصحوبا بتغييرات في النظام الغذائي أيضا؟
يقول الدكتور أحمد عبد الله الشحات استشاري التغذية العلاجية إن من أهم الأمراض التي يعالجها الصيام هي متلازمة التمثيل الغذائي، حيث ينتج كل من نظام تقييد السعرات الحرارية والصيام درجات مماثلة من فقدان الوزن لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة. لكن يمكن أن يكون الصيام أفضل بنسبة 20 % إلى 25 % من تقييد السعرات الحرارية، إذ على الرغم من الانخفاضات المماثلة في وزن الجسم، إلا أن الصيام أكثر فعالية من تقييد السعرات الحرارية في الاحتفاظ بالكتلة الخالية من الدهون.
كما يؤكد الدكتور أحمد عبدالله إن للصيام دورا مهما في علاج الصرع، حيث نشرت دراسة نتائج أبحاث حول ستة أطفال مصابين بالصرع لمدة شهرين، وأفادت أن الأطفال الستة شهدوا تحسنا متواضعا في السيطرة على النوبات، وقد اعتبرت الدراسة أن النتائج ليست مفاجئة، لأن الصيام والنظام الغذائي الكيتوني (وهو نظام غذائي عالي الدهون، معتدل البروتين، منخفض الكربوهيدرات) يشتركان في العديد من الآليات المساهمة في تحسين القدرة على التحكم في النوبات.
كما يؤكد الدكتور عبدالله أن الأدلة الطبية تقول إن للصيام دورا مساعدا في علاج السرطان، ذلك لأن الصيام الطبي بمثابة عامل مساعد مع العلاج الكيميائي لدى المصابين بالسرطان، حيث يعمل على:
- تخفيف الآثار الضارة المرتبطة بالعلاج الكيميائي.
- حماية الخلايا الطبيعية من التلف نتيجة العلاج الكيميائي.
وفي دراسة أخرى شملت حالة مرضى الورم الأرومي الدبقي وهو ورم يحدث في المخ والحبل الشوكي، أشارت نتائجها إلى نتائج إيجابية فيما يتعلق بنمو الورم، كما تم تقييم فوائد الصيام بالموازاة مع العلاج الكيميائي في أنواع أخرى من السرطان، كسرطان الرئة والثدي، وكانت من نتائج الدراسة أن الصيام ساهم في تقليل الآثار الضارة المرتبطة بالعلاج الكيميائي، مثل: ارتفاع ضغط الدم.
ويقول الدكتور أحمد عبد الله إنه بالنسبة للمرضى الذين يعانون من زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم، تقدم دراسة طبية إرشادات علاجية جديدة تتمثل في الجمع بين الأدوية الخافضة للضغط والصيام في عطلة نهاية الأسبوع، تساعد هذه الطريقة العلاجية على إنقاص الوزن وخفض ضغط الدم وتقليل كمية ونوع الدواء والحد من تلف الأعضاء وتقليل التفاعلات الدوائية الضارة.
ويقول الدكتور أشرف الحلوجى استشاري الجهاز الهضمي والكبد إن الصيام يساهم في علاج الأمراض الالتهابية البشرية، حيث ينتج عنه تحسينات مرضية في الأمراض غير العصبية والالتهابية، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي والربو كما أنه عند تطبيق الصيام العلاجي بشكل صحيح بناء على الأنماط الغذائية المناسبة مع المتابعة الطبية الخاصة بكل مرض، يكون فعالا في تعزيز الشفاء الذاتي.