تتلاحق التطورات الميدانية التي يشهدها قطاع غزة، رغم دخول العملية البرية الإسرائيلية، عامها الثاني، دون أي مؤشرات تدلل على انفراجة قريبة، خصوصًا مع تعطل مسار المفاوضات، جراء التعنت الإسرائيلي.
ومن ناحيته، قال الدكتور محمد شاكر، أستاذ العلوم السياسية، إنه كان من المفترض ألا يتم اجتياح قطاع غزة، وأن إسرائيل اجتاحت القطاع بقوة غاشمة، لا تتناسب مع ما حدث.
وأضاف شاكر في تصريحات لبوابة "دار الهلال": "تواصلت العملية في قطاع غزة، على مدى عام كامل، لم تراع فيه إسرائيل أي حرمة، بما في ذلك الأشهر التي لها قدسية خاصة".
وواصل: "لا مفاوضات مع إسرائيل إلا من منطلق قوة، حيث إنها لن تعرف أن تجلس على طاولة مفاوضات، إلا إذا أرغمت على ذلك بالقوة، وذلك معلوم تاريخيًا، لذلك نحن نؤكد على خيار المقاومة".
واستكمل أستاذ العلوم السياسية: "سواء كانت الفصائل الفلسطينية، شنت هجوم السابع من أكتوبر أم لا، فإن ما يحدث في قطاع غزة، كان مقرر له أن يحدث، وهذا ما أثبتته الأيام، مشيرًا في السياق ذاته، إلى أنه ربما دفعت حركة حماس إلى هذا المخطط دفعًا".
وأردف: "سواءً كانت حماس أم غيرها فإنها حركات مقاومة لا تسئل عما تفعل، فهي تقاوم محتل غاصب، والاجتياح البري للقطاع لم يكن له مبرر، حيث رتبت إسرائيل لذلك مسبقًا".
واستطرد: "إسرائيل دخلت إلى قطاع غزة لتعاقب حركة حماس على هجومها في السابع من أكتوبر 2023، ولم تعاقبها بمفردها، بل عاقبت القطاع بأكمله، لذا من المفترض أن يتوقف هذا العدوان الغاشم"، قبل أن يستدرك، أن إسرائيل لا تستجيب للمجتمع الدولي وتضرب بقرارته عرض الحائط".
وحول تمسك المقاومة الفلسطينية بتحقيق مطالبها، رغم دخول العدوان عامه الثاني، يوضح شاكر، أنه طالما كان هناك مقاومة في قطاع غزة، قادرة على تكبيد عدوها الخسائر، كان لها حق التمسك بمطالبها، ولا ترضخ، وذلك بناءً على ما نوهنا إليه، حيث لا تستجيب إسرائيل إلا بالقوة.
واستطرد: "أما إذا كانت قد فقدت المقاومة قوتها على الأرض، فلا يصح له أن تتمسك بتلك المطالب، وهي لا تمتلك من أسباب القوة شيئًا، وفقًا له"، مشيرًا إلى أن الفترة الماضية أثبتت أن إسرائيل لا تستجيب للمفاوضات، وأنها عازمة على المضي قدمًا في مواصلة العمل العسكري بالقطاع.
ماذا حدث؟
في الـ7 من أكتوبر العام الماضي، هاجمت حركة حماس 11 قاعدة عسكرية، و22 مستوطنة إسرائيلية بمحاذاة غزة، في إطار الرد على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى، حسبما ذكرت.
وكبدت العملية إسرائيل خسائر بشرية وعسكرية وهزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم، ومثلت ضربة قاصمة للجيش، الذي لطالما ادعى بأنه لا يقهر، كل ذلك جعلها تشن حرب مدمرة ضد قطاع غزة، تحت ذريعة القضاء على "حماس" خلفت حتى الآن ما يزيد على 144 ألفًا بين شهيدًا وجريح، جلهم من النساء والأطفال.
بينما بدأت عمليتها البرية في القطاع في الـ27 من أكتوبر العام الماضي، بعد قصف دام استمر نحو 3 أسابيع على مختلف أرجاء القطاع من البر والبحر والجو، وكان في اعتقاد إسرائيل أن أيام قلائل كافية لإنهاء كل شيء هناك، بما يعيد لها "قوة الردع"، لكن باتت غزة في غضون عام كامل مستنقع تعجز عن الخروج منه.