يعد عيد الميلاد المجيد من أهم الأعياد المسيحية، ويحتفل به المسيحيون في أنحاء العالم بطرق متنوعة تعكس التقاليد الثقافية والدينية لكل منطقة، في مصر، تبدأ الاستعدادات للاحتفال بهذا العيد بفترة صوم الميلاد التي تمتد لمدة 43 يومًا، حيث يلتزم المسيحيون بتناول الأطعمة النباتية فقط، وتنتهي ليلة 6 يناير، استعدادًا للاحتفال بالعيد في 7 يناير، وفقًا للتقويم اليولياني الذي تتبعه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
الاستعدادات الروحية:
خلال فترة الصوم، يحرص المسيحيون على حضور القداسات والصلوات في الكنائس، حيث تُقام تذكارات لأحداث مرتبطة بميلاد المسيح في كل يوم أحد من شهر ديسمبر، تشمل هذه التذكارات: الأحد الأول من شهر كيهك، تذكار بشارة الملاك لزكريا، الأحد الثاني، تذكار بشارة الملاك لمريم العذراء، الأحد الثالث، زيارة مريم لأليصابات والدة يوحنا المعمدان، الأحد الرابع، ميلاد يوحنا المعمدان. تُختتم هذه الفترة بالاحتفال بميلاد المسيح في 7 يناير.
الاستعدادات الاجتماعية:
تتزين الكنائس والمنازل بزينة عيد الميلاد التي تشمل شجرة الكريسماس والمغارة التي تمثل مشهد ميلاد المسيح. تُزيَّن الشجرة بالأضواء والنجوم، بينما تحتوي المغارة على تماثيل لمريم العذراء، يوسف النجار، والطفل يسوع، ومن حولهم المجوس، تُقام أيضًا معارض خيرية لتوزيع الملابس والطعام على المحتاجين، وتُشكَّل فرق لترديد الترانيم التي تروي قصة الميلاد.
الاحتفال بالقداس:
يُعتبر قداس عيد الميلاد من أهم مظاهر الاحتفال، حيث يتجمع المؤمنون في الكنائس ليلة 6 يناير لحضور القداس الذي يستمر حتى الساعات الأولى من صباح 7 يناير، يتخلل القداس ترانيم وصلوات خاصة بالمناسبة، ويُختتم بتبادل التهاني بين الحضور.
الاحتفالات العائلية:
بعد انتهاء القداس، تجتمع العائلات لتناول وجبة خاصة تُعرف بـ"عشاء الميلاد"، والتي تأتي بعد فترة الصوم الطويلة، تتضمن المائدة أطباقًا تقليدية متنوعة، ويُعد هذا التجمع فرصة لتبادل الهدايا والتهاني، وتعزيز الروابط الأسرية.
الاختلاف في مواعيد الاحتفال:
جدير بالذكر أن بعض الطوائف المسيحية تحتفل بعيد الميلاد في 25 ديسمبر، بينما تحتفل به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في 7 يناير، يعود هذا الاختلاف إلى اعتماد الكنيسة القبطية على التقويم اليولياني، في حين تعتمد الكنائس الغربية على التقويم الغريغوري.