18-10-2025 | 10:41
أماني عزت
يعد مرض السكر تحدياً صحياً عالميا وتكمن خطورته الحقيقية في مضاعفاته التي تطول مختلف أجهزة الجسم ولعل تأثيره على الجهاز العصبي من أكثرها شيوعا وإزعاجا و هذا التلف الذي يصيب الأعصاب، والمعروف باسم "الاعتلال العصبي السكري"، ليس مجرد عرض عابر، بل هو حالة مرضية قد تغير جودة حياة المريض بشكل جذري.
يوضح الدكتور محمد كمال استشاري أمراض الباطنة والسكر أن استمرار ارتفاع مستويات السكر في الدم يؤدي إلى إلحاق ضرر تدريجي بالأوعية الدموية الدقيقة التي تغذي الأعصاب،كما يتسبب في تلف الألياف العصبية نفسها مباشرةو تبدأ الأعراض خفيفة كوخز خفيف أو تنميل في أطراف الأصابع والقدمين ثم تتصاعد لتشمل فقدان الإحساس بالحرارة أو البرودة وآلاما حارقة أو لاسعة تزداد ليلاً، مما يحرم المريض من النوم.
لا يتوقف الأمر عند الأطراف، فقد يمتد التأثير ليصيب الأعصاب المسؤولة عن الهضم مسبباً عسر هضم وغثيانًا أو تلك المنظمة لضربات القلب ومستوى ضغط الدم مما يؤدي إلى دوخة عند الوقوف،كما قد يتسبب في مشاكل في التبول.
وأشار إلى أن الخطر الأكبر عند فقدان الإحساس هو أن الجروح البسيطة قد لا يشعر بها المريض، فتتطور إلى تقرحات خطيرة والتهابات قد تصل إلى العظام، مما يزيد من خطر البتر.
وأكد على أن الخبر الجيد هو أن السيطرة الصارمة على مستوى السكر في الدم هي حجر الزاوية في الوقاية من هذه المضاعفات أو إبطاء تقدمها و يركز العلاج على تخفيف الألم بالأدوية والعناية اليومية بالقدمين واتباع نمط حياة صحي ، بالإضافة إلى الفحص الدوري للقدمين والأعصاب هو خط الدفاع الأول لاكتشاف أي مشكلة مبكرًا، لأن الحفاظ على صحة الأعصاب يبدأ بالتحكم في السكر.