الإثنين 10 يونيو 2024

«من البداية للنهاية».. تاريخ إطلاق أول عيد العمال في العالم

عمال أثناء العمل

تحقيقات1-5-2021 | 09:55

محمد عاشور

تحتفل معظم دول العالم بمناسبة عيد العمال العالمي أو يوم العمال فى أول يومٍ من شهر مايو من كل عام، وهو مخصص لدعم العمال والاحتفال بنضالهم والتضحيات التي قدموها على مدى السنوات، ويتم إعلان هذا اليوم في أغلب الدول على أنه عطلة رسمية تكريما للعمال، وتقديرا لجهودهم، وتحفيزهم على المطالبة بحقوقهم.

مطالبات العمال في عيدهم

نصت مطالبات العمال على عدة بنود، أبرزها ضرورة الانتباه للأجور المتدنية لبعض فئات العمال، وتحسين ظروف بيئة العمل السيئة، إلى جانب التقليل من ساعات العمل الطويلة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على إحدى أبرز القضايا التي يطالب الكثير بإلغائها، وهي عمالة الأطفال، إذ يعتبر الاحتفال بعيد العمال الطريقة التي تكرم من خلالها النقابات إنجازات العمال الاقتصادية والاجتماعية، كما تتزامن هذه العطلة مع انطلاق وبداية فصل الربيع في عدة دول حول العالم.
أول عيد للعمال

تم الاحتفال بعيد العمال عند إطلاقه لأول مرة من قبل البلديات والولايات الأمريكية المختلفة حتى قبل الإعلان عنه كعطلة وطنية، في الخامس من شهر مايو عام 1882م في مدينة نيويورك الأمريكية، ثم تم الاحتفال بعطلة عيد العمال في العام اللاحق في نفس التاريخ.

ومع حلول عام 1894، تبنت 23 ولاية أخرى العطلة، حيث وقع الرئيس الأمريكي «غروفر كليفلاند»، على قانون ينص بأن يوم الإثنين الأول من شهر مايو في كل عام عطلة وطنية.

تاريخ عيد العمال

تعود نشأته إلى أواخر القرن التاسع عشر للميلاد في الولايات المتحدة الأمريكية، تحديدا في مدينة شيكاغو، التي ناضلت نقابات العمال فيها آنذاك للحصول على حقوق العمال التابعين لها، خصوصا حق العمل لثمان ساعات يوميا.

يذكر أنه قد تكللت جهودهم بالنجاح، حيث تم الاعتراف بشكل رسمي بيوم العمال في عام 1889، الذي تم الإعلان عنه أثناء إقامة أول مؤتمرا اشتراكيا دوليا في مدينة باريس لإحياء ذكرى قضايا، التي حدثت عام 1886م، التي كانت عبارة عن مواجهة قوية بين كل من العمال المضربين وشرطة شيكاغو ثار فيها العمال كاحتجاجا على ما كان يحدث حينها من إجبار لهم على العمل لمدة 16 ساعة متواصلة يوميا، وفي ظروف غير مناسبة ولا تخضع لأي معايير متعلقة بالسلامة والأمان.

أسفرت الاحتجاجات في الولايات المتحدة عن اتخاذ اتحاد النقابات العمالية لليوم الأول من شهر مايو عام 1886، تاريخاً لانطلاق بدء العمل بساعات العمل الثمانية يوميا، ولم تنته الأمور عند هذا الحد فحسب، بل استمرت بعدها عدة احتجاجات في مناطق مختلفة من الولايات المتحدة، الأمر الذي دفع الكونجرس في عام 1904، إلى إلزام المنظمات التي تتبع الحزب الاشتراكي الديمقراطي وتنضم أيضا للنقابات العمالية في كافة الدول، بالتوقف عن العمل في أول يوم من شهر مايو سنويا، كإحدى مطالب السلام العالمي. 


صاحب فكرة عطلة عيد العمال

عيد العمال ظل الخلاف قائما حول الجهة التي استحدثت يوم العمال أولا حتى بعد مضي ما يقارب 130 عاما على الاحتفال الأول به في عام 1882، إذ ينسب بعض المؤرخين بالإضافة إلى عمال البناء والنجارين الأمريكيين الفضل في استحداث عيد العمال لـ«بيتر ماجواير»، الأمين العام للنجارين والمؤسس المشارك لاتحاد العمل الأمريكي، خاصة عند اقتراحه ليوم العمال، كطريقة لتكريم أعمال العمال الرائعة بصنع المنحوتات، تعتقد الفئة الأخرى من الأشخاص أن الفضل في استحداث عيد العمال يعود للميكانيكي «ماثيو ماغيري»، الذي تم انتخابه كوزيرا محليا لرابطة الماكينات الدولية في مدينة باترسون بنيوجيرسي.

ويعتقد أنه اقترح عيد العمال أثناء عمله كسكرتيرا في نقابة العمال المركزية الموجودة في مدينة نيويورك، ورجح التاريخ أنه أول من احتفل بعيد العمال، كنتيجة للخطة التي وضعها اتحاد العمال المركزي.


الاحتفال بعيد العمال

أقيمت الاحتفالات سنويا بعيد العمال منذ إطلاقه رسميا لأول مرة، وتشتمل تقاليد الاحتفال بهذا اليوم على سير موكب في الشارع، كأحد أنواع تقدير قوة العمال في مختلف المؤسسات التجارية والعمالية، بالإضافة إلى إتباع الاحتفال بنزهة تجمع بين العمال وعائلاتهم لإضفاء جو من المتعة والمرح لكل منهما.

ولا يقتصر الاحتفال بعيد العمال على العمال الكادحين فحسب، بل يتعداهم وصولا لرجال الأعمال وغيرهم ممن يساهمون بشكل فعال في إفادة العمال ونهضتهم، إلى جانب تحقيق غاياتهم الرئيسية التي تفيد أنفسهم وعائلاتهم، عدى عن كون أمر أخذ إجازة من الأمور المحببة للجميع، سواء كانت في نهاية الأسبوع، أو في يوما محددا، ويمكن استغلالها بالمشاركة بالأنشطة المختلفة

الاكثر قراءة