القرآن الكريم هو الكتاب الذي أمرنا به الله تعالي لنقرأه ونتدبره ونتعبد الله به، يجب عل كل مسلم ومسلمة أن يلتزم بالقرآن وأوامر ونواهيه حتي تنصلح أمور حياته كلها، فعلينا قرأته وتدبره؛ لأن التمسك بالقرآن الكريم في الحياة الدنيا سبيلًا للجنة، ومن ابتعد عنه ابتعد عن طريق للجنة، فكيف يُمكن للمسلم أن يفهم الحياة وأحكام الدين والحلال والحرام دون أن يكون معه دليل ومنهج وشريعة، فالقرآن هو القدوة المثلى للإنسان في حياته، ومن كرم الله -تعالى- أنّه يسّر لعباده أسباب حفظه؛ فالقرآن الكريم ألفاظه سهلةٌ، وأسلوبه ميسر، قال سبحانه: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر).
كيفية حفظ القرآن الكريم
حفظ القرآن الكريم يحتاج إلى تفريغ الأوقات فالله -تعالي -قال: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)، إنّ كثرة الانشغال بأمور الدنيا يضيع على المسلم خيرات عدة، فيجب المحافظة على الورد اليومي للحفظ والورد اليومي للقراءة، ويختلف القدر المحدد للحفظ من شخص الي أخر لاختلاف قدراتهم.
ويعتبر المراجعة على ما تم حفظه أولًا بأول من أهمّ أسباب تثبيت حفظ الآيات من القرآن الكريم، وفي هذا المعنى يقول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: "تعاهَدوا هذا القرآنَ، فوالذي نفسُ محمدٍ بيدِه لهو أشَدُّ تفَلُّتًا من الإبِل في عُقُلِها".
هناك نصائح أخري لحفظ القرآن وهي كالآتي:
-حاول أن تكرر قراءة الآية واحد وعشرون مرة ثم انتقل لأية أخري.
-لا تشك أبدا بأنك لن تحفظ القرآن وتأكد من نفسك أنك ستحقق الهدف.
-ضع لنفسك قدوة، فلا أحد أجدر أن يكون قدوة غير رسول الله (صلي الله عليه وسلم).
-تذكر دائما الثواب الناتج من حفظ القرآن، وأنك في طريقك لكي تكون أحب العباد لله.
-كلما تقدمت في الحفظ كافأ نفسك بأي نوع من الهدايا.
أفضل الأوقات لحفظ القرآن الكريم
يفضل الحفظ في الأوقات أقربها للإجابة، مثل: الدعاء في جوف الليل، وبعد الصلوات. تطهير النفس من المعاصي والإقبال على الله -سبحانه- بالاستغفار ممّا علِق بالنفس من شوائب، أقوي الدوافع المساعدة للمسلم على استغلال وقته في حفظ القرآن الكريم ومجاهدة النفس بالعزيمة القوية خاصةً في أوّل الأمر هو العزيمة وقوة الإرادة.
أمثل طريقة لحفظ القرآن
-الطريقة التراكمية من أفضل الطرق للحفظ فهي تقوم على تقسيم الصفحة إلى خمسة أقسامٍ في كل قسمٍ ثلاثة سطور تكرار قراءة القسم الأول من الصفحة المراد حفظها من خمسةٍ إلى إحدى عشرة مرة، وذلك لتكوين صورة ثابتة في الذهن، واستحضارها عند الحاجة إليها. إعادة الأسطر الثلاثة التي تم حفظها من خمسةٍ إلى إحدى عشرة مرة. في حال العثور على خطأٍ في حفظ كلمةٍ أو حرفٍ لا ينبغي إعادة الأسطر كلها، وإنما يجب إعادة الكلمة الخاطئة، والكلمة التي قبلها والتي بعدها من خمسةٍ إلى إحدى عشرة مرة حتى يتعوّد اللسان على موضع الضعف في الحفظ. حفظ القسم الثاني من الصفحة المراد حفظها بنفس الطريقة، ثم قراءة القسم الأول والثاني معًا ثلاث مراتٍ حتى يتمّ ربط المحفوظ ببعضه البعض، حفظ الأقسام المتبقّية من الصفحة بنفس الطريقة، وربط كل قسمٍ منها بالذي قبله حتى يكتمل حفظ الصفحة كاملة.
-فالأهم فالأمر كله أن يصبر المسلم ويصابر، وأن يكثر من تكرار القرآن الكريم، حتى يتمرّن ويعتاد على الحفظ.
فوائد حفظ القرآن الكريم
-حافظ القرآن من أهل الله وخاصَّته، فقد روي المنذري عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ للهِ أهلين من النَّاسِ قالوا من هم يا رسولَ اللهِ قال أهلُ القرآنِ هم أهلُ اللهِ وخاصَّتُه».
-القرآن يرفع من منزلة حافظه حتى يبلغ منزلة الملائكة الكرام، حيث صحَّ من حديث السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها ذكرت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ فَلَهُ أَجْرَانِ».
- من فضائل حفظ القرآن الكريم يُصبح صاحبه رفيع القدر في الدنيا لما يحصل من حب واحترام بين الناس ، فقد رُوي عن عمر- رضي الله عنه- قوله: «أما إنَّ نبيَّكم - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قد قال: إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ»، كما جاء في سنن أبي داود من رواية أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ».
-حافظ القرآن له الأولوية في إمامة الناس في الصلاة: فقد أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم- أصحابه إلى تقديم أكثرهم حفظًا لكتاب الله وأقرئهم له، مما يُشير إلى أولوية حافظ القرآن وأحقيته بإمامة الناس وأنه الأجدر بها، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ».
- يشفع القرآن لحافظه يوم القيامة، فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة الواردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أن القرآن يأتي شفيعًا لأصحابه يوم القيامة حتى يخرجوا به من النار، حيث يروي أبو أمامة - رضي الله عنه- يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ...».
- إكرام الله لوالدي حافظ القرآن فإن الله سبحانه وتعالى يُكرم والدي حافظ القرآن ويُعلي من قدرهما، فعن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه - رضي الله عنه- قال إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ أُلْبِسَ وَالِدَاهُ تَاجًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ضَوْءُهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتِ الدُّنْيَا لَوْ كَانَتْ فِيكُمْ فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهَذَا».
فوائد أخري لحفظ القرآن الكريم
قضاء لحظات رائعة مع ترتيل وتدبر وفهم القرآن.
-تعلّم كيفية التخطيط لتحقيق الأهداف، وتعلّم الصبر وعدم الاستعجال في الحصول على النتائج.
-استغلال الوقت فيما يفيد، ومعرفة أنّ العبرة في جودة وإتقان العمل، لا بسرعة إنجازه، والوقت المستغرق فيه.
اقرأ أيضا:
نبي يصوم النهار يُقيم الليل لا يغضب أبدًا.. فمن هو؟
الإفتاء توضح فضل صيام تاسوعاء وعاشوراء والأعمال المستحبة فيهما