الخميس 2 مايو 2024

قصر عابدين.. شاهد عيان على تحول مصر لدولة مستقلة

قصر عابدين

الاتحادية30-4-2021 | 20:09

محمد فتحي

شهد قصر عابدين الكثير من الأحداث التاريخية والسياسية التي ساهمت في قيام مصر دولة مستقلة، إذ أمر الخديو إسماعيل بتشيد القصر ليكون البداية الأولى لظهور القاهرة الحديثة، لأنه في نفس الوقت الذي كان يجرى فيه بناء القصر أمر الخديو إسماعيل بتخطيط القاهرة على النمط الأوروبي من ميادين وشوارع واسعة وقصور ومباني وجسور على النيل وحدائق.

90 عامًا من الأحداث

قصر عابدين جوهرة القرن التاسع عشر، كانت نشأته عام 1863 حتى ثورة 1952، شاهدًا على 90 عامًا من الأحداث الاجتماعية والسياسية الحافلة، حيث إن إمبراطور فرنسا «نابليون الثالث»، في عام 1867 قد وجَّه دعوة إلى الخديو إسماعيل للحضور باسم مصر في المعرض العالمي الذي أُقيم وقتها في العاصمة الفرنسية باريس.

سبب إنشاء القصر

واستقبل الخديو إسماعيل البارون هاوسمان الرأس المخطط لتطوير وإعادة بناء مدينة باريس، واصطحبه في نزهات وجولات في أنحاء المدينة الأوروبية حيث الشوارع والمتنزهات والحدائق المنسقة والمباني الجديدة بطرزها المختلفة، وبعدها أدرك الخديو إسماعيل أن عاصمته لا بد أن تواكب باقي العواصم في التطوير والتقدم.

بناء القصر

تم بناء قصر عابدين على أطلال منزل قديم كان يملكه عابدين بك، أحد أمراء الأتراك، وكان يشغل وظيفة أمير اللواء السلطاني، وأثناء البدء في بناء قصر عابدين هدمت عدة برك كانت موجودة وسويت الأرض، كما تم شراء عدة مبانٍ ملاصقة وأُزيلت، ودأب الخديو إسماعيل لعدة سنوات على شراء الأملاك المجاورة حتى وصلت مساحة الأرض إلى 25 فدانًا تقريبًا كما ورد في حجة ملكية القصر.

تاريخ مصر الحديث
شهد القصر أحداثا لها دورا كبيرا في تاريخ مصر الحديث والمعاصر، ويرجع اسم القصر إلى عابدين بك أحد القادة العسكريين في عهد محمد علي باشا، وكان يمتلك قصرا صغيرا في مكان القصر الحالي فاشتراه إسماعيل من أرملته وهدمه وضم إليه أراضى واسعة ثم شرع في تشييد هذا القصر.

محتويات القصر
ويحتوى القصر على قاعات وصالونات تتميز بلون جدرانها فالصالون الأبيض والأحمر والأخضر تستخدم في استقبال الوفود الرسمية أثناء زيارتها لمصر، إضافة إلى مكتبة القصر التي تحوى نحو مايقرب من 55 ألف كتاب. كما يحتوى القصر على مسرح يضم مئات الكراسي المذهبة وفيه أماكن معزولة بالستائر خاصة بالسيدات ويستخدم الآن في عرض العروض المسرحية الخاصة للزوار والضيوف.

«الجناح البلجيكي»

ويوجد بداخل القصر العديد من الأجنحة مثل: «الجناح البلجيكي»، الذي صمم لإقامة ضيوف مصر المهمين، وسمي كذلك لأن ملك بلجيكا هو أول من أقام فيه، ويضم هذا الجناح سريرا يعتبر من التحف النادرة نظرا لما يحتويه من الزخارف والرسومات اليدوية.

ويضم القصر متحفا في غاية من الثراء التاريخي حيث كان أبناء وأحفاد الخديوي إسماعيل الذين حكموا مصر من بعده قاموا بوضع لمساتهم على القصر وعمل الإضافات التي تناسب ميول وعصر كل منهم، وقد تم ترميمه ترميما معماريا وفنيا شاملا.

وشملت هذه الأعمال تطوير وتحديث متحف الأسلحة بإعادة تنسيقه وعرض محتوياته بأحدث أساليب العرض مع إضافة قاعة إلى المتحف خصصت لعرض الأسلحة المختلفة التي تلقاها رؤساء مصر من الجهات الوطنية المختلفة، أما المتحف الثاني بالقصر فهو مخصص لمقتنيات أسرة محمد علي باشا من أدوات وأواني من الفضة والكريستال والبلور الملون وغيرها من التحف النادرة.

Dr.Randa
Dr.Radwa