الخميس 17 اكتوبر 2024

اكتشاف قطع أثرية في الصين يرجع عمرها إلى 45 ألف عام

قطع أثرية من العصر الحجري القديم العلوي

ثقافة17-10-2024 | 12:19

إسلام علي

يلقي موقع شييو في شمال الصين الضوء على الهجرة البشرية القديمة إلى شرق آسيا التي تمت قبل حوالي 45 ألف عام، وطبقا لما ذكره موقع cosmoc، يُظهر الموقع تقاربًا فريدًا بين الثقافة والتكنولوجيا، ويعد اكتشافه تحديًا للمعتقدات التقليدية حول كيفية انتشار الإنسان العاقل في أنحاء العالم.

فحص الأدوات الحجرية القديمة

أجرى فريق دولي من الباحثين دراسة شاملة على مجموعة من القطع الأثرية البشرية القديمة التي تم العثور عليها في موقع شييو، بالقرب من مدينة شوزو الواقعة على بُعد حوالي 350 كيلومترًا غرب بكين، وتم نشر نتائج هذه الدراسة في مجلة Nature Ecology and Evolution.

تقنيات التأريخ وتحديد عمر الموقع

استخدم الفريق تقنية التأريخ بالكربون المشع والتلألؤ لتحديد أن الأدوات الحجرية والعظمية المكتشفة في الموقع تعود إلى نحو 45 ألف عام.

استراتيجيات متقدمة لجمع الموارد

اكتشف العلماء أن حجر السج كان يُنقل من مناطق بعيدة تبعد مئات الكيلومترات عن الموقع لصنع الأدوات، ما يشير إلى وجود استراتيجيات متقدمة لجمع الموارد لدى الشعوب القديمة في تلك الحقبة.

مزيج من تقنيات الأدوات

تميزت الأدوات المكتشفة في الموقع بتنوع تقنياتها، فقد تم العثور على تقنيات متعددة مثل تقنية ليفالوا وتقنية الاختزال بالشفرات، والتي كانت شائعة خلال العصر الحجري القديم الأوسط "300 ألف إلى 50 ألف عام"، في المقابل، تشير الأدوات الأخرى إلى سمات تعود للعصر الحجري القديم الأعلى "50 ألف إلى 12 ألف عام".

الأدوات الفريدة والتكيف الثقافي

عُثر أيضًا في الموقع على أدوات فريدة مثل قرص الجرافيت المصمم على شكل معين وأدوات عظمية، مما يدل على التكيف الثقافي المعقد.
 ويقول الدكتور شي شيا يانج، المؤلف الرئيسي للدراسة، إن دمج هذه السمات الثقافية المتنوعة يعكس الابتكار والتكيف الذي قام به أسلافنا أثناء توسعهم في مناطق جديدة. 

لغز الهجرة إلى شرق آسيا

تشير الأدلة إلى أن الإنسان العاقل هاجر إلى شرق آسيا منذ 45 ألف عام على الأقل، لكن كيفية حدوث هذه الهجرة لا تزال موضع تساؤل، ويوضح موقع شييو أن عملية الهجرة كانت أكثر تعقيدًا مما كان يُعتقد سابقًا.

تطور الثقافات القديمة

يرى البروفيسور فرانشيسكو ديريكو من جامعة بوردو أن موقع شييو يعكس عملية تمازج الثقافات من خلال دمج السمات الموروثة مع الابتكارات الجديدة، هذا الاكتشاف يعقّد الفهم التقليدي للتوسع العالمي للإنسان العاقل، ويضيف أبعادًا جديدة لفهم تفاعلات الثقافات القديمة.