قال الحبيب علي الجفري، الداعية الإسلامي ورئيس مؤسسة طابا للدراسات الإسلامية، إن مرصد الفتاوى التكفيرية هو كيان أهم وأكبر من التحذير من فكر الجماعات الإرهابية فهو مرصد شامل لنطاق الفتوى في العالم ومؤشراته، وإشكالات التطرف والإرهاب وتفلت الفتوى ومساحات تمدد مؤسسات الفتوى الرسمية المؤهلة، فهو مؤشر كنا نحتاج إليه.

وأضاف الجفري في تصريح لبوابة دار الهلال، أن مؤتمر الإفتاء العالمي السادس هو حلقة من سلسلة من المؤتمرات تراكمية الأثر الهامة والجادة والتي تميزت بأنها تمس الواقع وتحول نتاج المناقشات إلى مشاريع عملية تعرض في الأعوام التي تليها وتتم متابعتها، ومنها مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية.

وأكد أن مؤسسة الإفتاء المصرية هي الوحيدة في العالم التي تمتلك مثل هذا المرصد، وجاءت جائحة كورونا لتكشف حالة من الفوضى والتطرف في الفتوى فهناك من رفض كل الإجراءات الاحترازية والتمرد على شيء أمر الله سبحانه وتعالى بالأخذ به وهو الأخذ بالأسباب، موضحا أن الله أمر بعدم أخذ فتوى شرعية له علاقة بتخصص طبي أو بيئي أو أيا كان إلا بعد الرجوع لأهل الاختصاص.

وأشار إلى أن الاعتدال في كل الأمور هو المطلوب، ومراعاة التخصص في الفتوى هو أمر مطلوب أيضا، مشيرا إلى أن هناك تخصص يعود لمن يدرس الشريعة ويمتلك أدوات الاستنباط التي تمكنه من تجديد الفتوى عند الحاجة إلى التجديد وتغير المعطيات لأن الفتوى تتأثر بالزمان والمكان والأوضاع، مع مراعاة الثوابت أيضا مثل عدد ركعات الصلاة أو غيرها من القضايا التي لا مجال للاجتهاد فيها.

وأوضح أن هناك قضايا متغيرة لأنها بنيت على واقع معين، وهناك قاعدة فقهية تقول أن الحكم يدور مع العلة حيث دارت وجودا وعدما، مما يقام عليه تغييرا للفتوى، مؤكدا أن المفتي ينبغي أن يكون ملما بالواقع ولا يجوز أن يفتي شرعا أو ينزل الأحكام قبل أن يعي الواقع.

 

اقرأ أيضا:

قاضي قضاة فلسطين لـ«الطاهري»: الفتوى ليست نصًا جامدًا وتتغير بتغير الزمان

العام الهجري الجديد 1443.. الإفتاء توضح فضل صيام أول أيامه

وزير الأوقاف: أصبحنا مؤسسة رائدة في الفكر المستنير وإصداراتنا العلمية في معظم دول العالم