الأحد 9 يونيو 2024

الأنبا إرميا: العيش المشترك أساس استقرار المجتمع

الأنبا إرميا

دين ودنيا10-8-2021 | 21:45

دار الهلال

قال نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي إن "العيش المشترك هو أساس استقرار المجتمع"، مؤكدًا أن التنوع أمر حتمي وبدونه لا يستطيع المجتمع أن يتقدم في مختلف المجالات. 


وأضاف الأنبا إرميا - خلال مشاركته في الجلسة الثانية بعنوان "العيش المشترك من النظرية للتطبيق ضمن فاعليات مؤتمر "دور الدين في دعم العيش المشترك " الذي ينظمه منتدى حوار الثقافات بالطائفية الإنجيلية بحضور الدكتور القس إندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية - أن العيش المشترك هو حماية للوطن ضد من يحاولون التفرقة باسم الدين، وأن الدول المنقسمة خارقة ومدمرة، كما يحدث في عدد من الدول المجاورة. 


وأكد ضرورة أن نعلم أبناءنا كيفية الحفاظ على وحدة الوطن، وأنه لا يوجد دولة في العالم متمسكة بالدين مثلما هو حادث في بلادنا مصر، وأن الدين يؤثر في المجتمع وأن المواطن مرتبط بدينه وعاداته، لافتا إلى أن كافة الأديان تدعو إلى السلام فهو اسم من أسماء الله.


وتابع قائلا، إن الأديان تنادى بالمحبة والسلام والإحسان، وأن هناك مشاركة في التعاليم الإنسانية الصحيحة يتفق عليها الأديان السماوية، وأنه في بيت العائلة المصرية عملنا على الأمور المشتركة والأرضية الواسعة التي تربط الأديان السماوية والقواعد الإيمانية الواحدة. 


وأوضح رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي أنه على مر التاريخ توجد العديد من المواقف والأحداث التى تؤكد على عمق المحبة، وأنه في العديد من الأزمنة كان هناك تعايش سلمي بين أصحاب الأديان. 


وأشار إلى هناك ثلاثة أمور يجب أن نهتم بها يأتي في مقدمتها الإعلام الذي من الممكن أن يكون وسيلة للبناء والتطور من خلال تقديم الفكر الصحيح وزرع فكرة التعايش في المجتمع، إلى جانب نشر مفهوم الرأي والرأي الآخر مع التأكيد على المفاهيم الوسطية للأديان، والتركيز على قيم العدل والرحمة والسلام مع تقديم شخصيات دينية متميزة وقيادية إلى جانب تصحيح المفاهيم عن الآخر، فضلا عن تقديم نماذج طيبة تكون قدوة لجميع أفراد المجتمع. 


ونوه الأنبا إرميا إلى أن توصيل القيم الدينية الصحيحة تؤثر على الأسرة، ويتم من خلالها تغيير العديد من المفاهيم، موضحا أن بيت العائلة كان ينظم لقاءات مشتركة تجمع الأئمة والقساوسة، وهو أمر يعود بأثر طيب على جميع أفراد المجتمع. 


وشدد رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي على ضرورة تربية الأطفال على حب الوطن وغرس القيم النبيلة ومفهوم المواطنة منذ الصغر، وأنه على الجميع أن يسعى إلى تقديم بلادنا مصر في أفضل صورة كما هي دائما. 


من جانبه، قال الدكتور أحمد مجاهد رئيس قسم الدراما والنقد بكلية الآداب جامعة عين شمس إن المصريين لدى القانون سواء ويحث الدستور المصري على قيم المواطنة والتعايش بين الجميع. 


وأضاف أنه لابد من تعليم أطفالنا القيم الأخلاقية المشتركة وأن يكون هناك كتاب دين موحد يدرس تلك القيم دون الخوض في العقائد، مشيدا بالمجهودات التي تقوم بها الحكومة من أجل العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد من خلال العديد من المشروعات التي يساهم فيها مؤسسات المجتمع المدني من أجل بناء الإنسان. 


بدوره، قال الدكتور طارق منصور وكيل كلية الآداب السابق بجامعة عين شمس، إن المواطنة الحقيقية تقوم على روابط روحية تجعل الفرد يرى الوطن هو أهم ما يملك، لافتا إلى أن المواطنة هي قناعة داخلية تتولد لدى المواطن قائمة على قواعد المساواة بين جميع المواطنين في كل الأمور. 


وأضاف منصور أن المواطنة تعلي وتثمن من قيمة العدل والإنسانية دون تمييز، وأن وثيقة الوحدة الإنسانية التي تم توقيعها بين الفاتيكان ومؤسسة الأزهر الشريف تعد صورة طيبة للقيم الإنسانية والروحية النبيلة التى تدعو لها كل الأديان السماوية.