الإثنين 29 ابريل 2024

ما الحكمة من خلق الشيطان؟

حكمة الله في خلق الشيطان

دين ودنيا23-10-2021 | 14:43

زينب محمد

يُعد الشيطان، العدو المبين للإنسان، فيعمل دائمًا على تعكير صفوة وابعاده عن كل ما يرضي الله –سبحانه وتعالى-، والدليل على ذلك ان الشيطان قال لله في القرآن الكريم « قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ»، ولكن ليس كل البشر يتمكن الشيطان من الوسوسة لهم، وهم العباد المؤمنين، وفي هذا السياق ستعرض بوابة «دار الهلال» حكمة الله -سبحانه وتعالى- في خلق الشيطان، وهي كالآتي:

الحكمة من خلق الشيطان

خلق الله -تعالى- الشيطان، وجعل في ذلك حكماً ومصالحاً عديدةً، لا يملك حصرها إلا هو، وفيما يأتي جانبٍ من تلك الحكم:

- إكمال مراتب العبودية لأنبياء الله تعالى، وأوليائه، وذلك من خلال مجاهدتهم لعدو الله تعالى، وحزبه، ومخالفتهم له، وإغاظتهم إياه.

- جعل الشيطان عبرةً لمن أراد عصيان الله تعالى، ومخالفة أوامره من بني البشر.

- ابتلاء الإنسان وامتحانه من خلال خلق الشيطان، فيظهر بذلك الطيب من الخبيث بينهم.

- إظهار كمال قدرة الله تعالى بتنوّع خلقه، فقد خلق الملائكة والشياطين، وهو خالق الأضداد كلّها؛ السماء والأرض، والحر والبرد، وغير ذلك.

- دفع الإنسان لعبادة الله تعالى، كعبادة الإنابة، والاستعانة، والتوكّل، والصبر، فهذه من أحب العبادات إلى الله -عز وجل-.

الشيطان وعداوته للإنسان

خص الله -تعالى- مخلوقاته المكلّفة منها بثلاثة نعم رئيسية؛ العقل، والدين، والحرية في الاختيار والتصرف، وقد كان إبليس أول من أساء استخدام هذه النعم، واستغلها في التمرد عمّا أمره الله تعالى به، فامتنع عن السجود لآدم عليه السلام، رغم أن الله تعالى قد أمره بذلك، مما أدى إلى أن يطرده الله تعالى من السماء، ويحقّ عليه لعنته إلى يوم القيامة، إلّا أن إبليس أصر على عصيانه، بل وطلب من الله -تعالى- أن يُمهله إلى يوم البعث حتى يتمادى أكثر في استغلال تلك النعم من خلال إغواء بني آدم، وتزيين المعاصي لهم ليكونوا رفقاءه في النار، فكلّ ما يقع بين الناس من كفرٍ وقتلٍ وفواحشٍ وزنا وسفور ونحو ذلك هو من عمل الشيطان الذي أعلن عداوته لبني آدم من ذلك اليوم، وتتخذ عداوة الشيطان لبني آدم صوراً عديدةً، فمنها تزيين الشرور والآثام لهم، ومنها الوسوسة لهم في أعمالهم، ومنها قعوده للإنسان في كلّ طرق الخير محاولاً أن يصرفه عنها ويثبّطه عن فعلها، ومنها حرصه على إلقاء العداوة والبغضاء بين الناس، ومنها إيذاؤهم بالشرور والأسقام، ومنها أنّه يبول في أذن الإنسان حتى يمنعه من اليقظة في الصباح.

وحتى يحقّق الشيطان بغيته في إضلال الإنسان، فإنّه يسلك طرقه الأربعة، اليمين والشمال والأمام والخلف، فأي طريق يسلكها الإنسان يجد الشيطان ماثلاً فيها، وله في الوسوسة للإنسان مداخل ثلاثة؛ هي: الهوى، والشهوة، والغضب، فطبيعة الشهوة بهيمية، يظلم الإنسان بها نفسه وتؤدي به إلى البخل، أما طبيعة الغضب فسبعية، وبها يظلم الإنسان نفسه وغيره، كما أنّها تؤدي به إلى الكبر والعجب، وطبيعة الهوى شيطانية، يتعدّى ظلمه بها إلى خالقه، مما يؤدي إلى الكفر والبدعة، وللشيطان خطواتٍ في تحقيق مراده من إغواء الإنسان، فيحاول أولاً أن يدفعه إلى الكفر والشرك، فإن لم يستطع حاول أن يدفعه إلى البدعة، فإن لم يتمكّن من ذلك حاول دفعه إلى فعل الكبائر، فإن لم يستجب له الإنسان حاول دفعه إلى الصغائر، فإن لم يستجب أيضاً حاول أن يُشغله بالمباحات حتى يصرفه عن الطاعات، فإن لم يتمكن منه حاول صرفه عن العمل الفاضل بالمفضول، فإن لم يتمكّن كانت خطوته الأخيرة بأن يسلّط عليه حزبه من الإنس والجن، حتى يشغله ويشوّش عليه.

Dr.Randa
Dr.Radwa