تعد الزيارة التي بدأها الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس إلى اليونان هي الزيارة الثالثة له، منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد منتصف عام 2014، حيث أجرى من قبل زيارتين إلى العاصمة اليونانية أثينا كان آخرها في أكتوبر 2018، للمشاركة في أعمال القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان.

حيث تربط مصر واليونان علاقات تاريخية قوية بدءا من العصور القديمة، حيث تعد الدولتين من أقدم الحضارات في العالم، كما تعد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين أيضا من أقدم العلاقات حيث أقيمت عام 1833، وعلى مدار السنوات الماضية خلال عهد الرئيس السيسي تعمقت هذه العلاقات بشكل أكبر في مجالات عديدة.

ووصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى العاصمة اليونانية "أثينا" مساء أمس الثلاثاء، لبدء زيارة رسمية إلى جمهورية اليونان، حيث صرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن زيارة الرئيس إلى اليونان، تأتي في إطار حرص البلدين الصديقين على التشاور المستمر على المستوى الثنائي، بالإضافة إلى المستوى الثلاثي مع قبرص.

ومن المنتظر أن تشهد الزيارة عقد مباحثات معمقة للرئيس مع رئيس الوزراء اليوناني "كيرياكوس ميتسوتاكيس"، ولقاء مع رئيسة الجمهورية، ورئيس البرلمان، ووزير الطاقة والبيئة اليوناني، وذلك لبحث موضوعات العلاقات الثنائية وسبل تنميتها وتطويرها، واستعراض آفاق التعاون في مجال الطاقة، والتبادل الاقتصادي، وفرص الاستثمار المتاحة في مصر في ضوء المشروعات القومية الكبرى في أنحاء الجمهورية كافة.

زيارتان سابقتان للرئيس السيسي

وكانت الزيارة الأولى للرئيس السيسي بعد توليه رئاسة الجمهورية في 18 ديسمبر 2015، حيث استقبله الرئيس اليوناني حينها بروكوبيوس بافلوبولوس، وتناول اللقاء سبل تعزيز جهود المجتمع الدولى فى التعامل مع التحديات الراهنة والتى تزايدت فى الآونة الأخيرة وعلى رأسها تحدى الإرهاب الذى يتسع نطاقه على الساحة العالمية وأزمة الهجرة غير الشرعية.  

كما شارك الرئيس السيسي فى القمة الثالثة للآلية الثلاثية للتشاور السياسي والتعاون التي تضم مصر واليونان وقبرص، بأثينا بمشاركة كل من نيكوس أنستاسيادس رئيس جمهورية قبرص، واليكسيس تسيبراس رئيس وزراء جمهورية اليونان .

وكانت زيارة الرئيس السيسي الثانية لليونان في أكتوبر 2018، حيث استقبله رئيس وزراء اليونان آنذاك أليكسيس تسيبراس، حيث بحثت القمة سبل تعزيز العلاقات بين الدول الثلاث في كافة المجالات والبحث عن آفاق جديدة للتعاون المشترك بينها، كما شهد الزعماء الثلاثة عقب الاجتماعات مراسم توقيع عددا من اتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة عقب المباحثات.

زيارات قادة اليونان إلى مصر

وفي المقابل أجرى المسئولون في اليونان زيارات متعددة إلى مصر على مدار السنوات الست الماضية، وعلى رأسهم رئيس الدولة ورئيس الوزراء، ففي أكتوبر 2019 أجرى كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء اليونان زيارة لمصر للمشاركة فى القمة الثلاثية السابعة بين مصر وقبرص واليونان، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي.

حيث تناولت القمة متابعة مجالات التعاون الثلاثى بين الدول الثلاث والتعاون فى مجال الطاقة، بإلإضافة إلى الأوضاع الإقليمية فى منطقة شرق المتوسط، ومكافحة الاٍرهاب والهجرة غير الشرعية.

وفي أبريل 2018، قام بروكوبيس بافلوبولوس رئيس اليونان السابق بزيارة لمصر، للمشاركة فى فعاليات مبادرة (العودة إلى الجذور) بالإسكندرية، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى، وبحثا الجانبان سبل تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون في عدد من المجالات، مثل الطاقة والسياحة والزراعة، كما بحثا عددا من القضايا السياسية بالمنطقة ذات الإهتمام المشترك.

وفي أكتوبر 2016، أجرى أليكسيس تسيبراس رئيس وزراء اليونان حينها زيارة إلى مصر، لحضور أعمال الدورة الرابعة للقمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث بحثا الجانبان سُبل تعزيز التعاون بين البلدين في عدد من المجالات، منها النقل البحري، والتبادل التجاري، والطاقة، والزراعة والسياحة. 

كما شهد اللقاء مناقشة تطورات الأوضاع في المنطقة وتنسيق المواقف السياسية بين البلدين إزائها، وفي مقدمتها الأوضاع في سوريا وليبيا، بالإضافة إلى التهديدات الناتجة عن تزايد خطر الإرهاب وتداعيات الهجرة غير الشرعية وتدفق اللاجئين نتيجة استمرار الأزمات القائمة بالمنطقة.

وفي أغسطس 2015، أجرى رئيس وزراء اليونان السابق اليكسس تسيبراس زيارة لمصر، التقى به الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث بحث الجانبان سبل تطوير العلاقات والتعاون بين البلدين سواء على المستوى الثنائي أو المتوسطي، كما تم الاتفاق على زيادة مشاركة الشركات اليونانية في المشروعات الكبرى التي تدشنها وتنفذها مصر في مرحلة البناء الراهنة بما يدعم التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين.

وفي أبريل 2015، أجرى الرئيس اليوناني السابق بروكوبيس بافلوبوليس زيارة لمصر استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، تناولت المباحثات آخر التطورات الإقليمية والدولية وسبل تدعيم العلاقات المصرية اليونانية في مختلف المجالات خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. 

وفي نوفمبر 2014،  أجرى أنتونيس ساماراس رئيس وزراء اليونان السابق زيارة  لمصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي بمقر رئاسة الجمهورية. بحثا الجانبان تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ولاسيما على الصعيد الاقتصادي، وفي ضوء سابق خبرة اليونان في مواجهة الأزمات الاقتصادية وسبل التغلب عليها، منوهاً إلى تطلعنا لدعم الأصدقاء الأوروبيين للاقتصاد المصري، ودعوتهم للمساهمة في الاستثمارات المباشرة والمشاركة في المؤتمر الاقتصادي الذي نظمته مصر في فبراير 2015.

وتتواصل الزيارات المتبادلة بين وزراء مصر واليونان في كافة القطاعات بهدف تعميق أوجه التعاون وبحث القضايا المشترك، حيث تربط الدولتين عددا كبيرا من المشروعات في كافة المجالات وعلى رأسها الطاقة والغاز فضلا عن مجالات التعاون عسكريا واقتصاديا وسياسيا.