هذا الموضوع يُحزن الكثير من النساء، إنه انقطاع الطمث الذي يجيء بشكل طبيعي فى مرحلة عمرية معينة وهو أمر طبيعي فهي مرحلة فسيولوجية بحتة ناتجة عن توقف نشاط المبيضين، إفراز البويضات.
هذه المرحلة تحتاج فهم جيد للمرأة كي ندرك هذا التحول وما يصاحبه من تغييرات صحية ونفسية وكيفية التعامل مع هذه المرحلة والتي سميت خطأ (بسن اليأس).
حول هذا الموضوع الحسّاس والمهم كان هذا الحوار مع الأستاذ الدكتور هاني حسن مصطفي أستاذ طب النساء والتوليد جامعة القاهرة. إلى نص الحوار.
- بداية ما هي المرحلة التي ينقطع فيها الطمث عند المرأة والتي تسمي خطأ بسن اليأس؟
- انقطاع الطمث عند النساء شيء فسيولوجي طبيعي فى سن تقريبا الخمسين أو ما قبله بقليل أو بعده بسنوات بسيطة فمن سن الخامسة والأربعين يبدأ تدريجيا ضعف فى عمل المبيضين، وهما المسئولان عن إفراز الهرمونات والبويضات، حيث يقل مخزون عدد البويضات، ولكن الهرمونات موجودة ونتيجة لوجود هذه الهرمونات تحدث الدورة الشهرية بدون تبويض، وهذا ما يحدث قبل الانقطاع التام للدورة بعدة سنوات، تظل عدة سنوات علي هذا الحال بين النزول غير المنتظم للدورة وصولا للانقطاع التام، وهذا الانقطاع التام يحدث بعد عدم نزول الطمث لمدة عام كامل نتيجة الانقطاع التام للبويضات مع وجود بعض الهرمونات ،ولكنها غير كافية لإعطاء دورة شهرية.
- وماذا عن انقطاع الطمث المبكر؟
- يحدث لبعض النساء انقطاع للدورة الشهرية فى سن مبكرة قد يكون فى نهايات الثلاثينات أو بداية الأربعينات من العمر، ويكون بسبب عوامل صحية أثرت علي نزول الدورة الشهرية فيقل إفراز هرمون الأستروجين ،حيث يتوقف المبيض عن إفراز هذا الهرمون بكمية كافية وأيضا قلة فى إنتاج البويضات، وهناك أسباب عديدة للانقطاع المبكر للدورة منها مشاكل فى المبيضين أو استئصالهما أو خضوع المرأة للعلاجات المختلفة الخاصة بالأورام السرطانية فتبدأ فى عدم انتظام نزول الدورة وهو نوع من الانقطاع التدريجي وصولا للانقطاع التام، وهذا النوع من النساء لابد أن يكون أكثر حذرا لتعرضها المبكر لبعض المشاكل الصحية بعد هذا الانقطاع.
- هل انقطاع الدورة الشهرية يؤثر علي صحة المرأة؟
- بكل تأكيد سيؤثر لأن هرمونات المبيض (الأستروجين) له مهام هامة جداً لكل أجهزة الجسم فهو عنصر حماية مطلقة للمرأة وخط دفاع قوي أمام أي مرض، كما أنه يمثل حماية فائقة للقلب والجهاز الدوري للمرأة بما فيها الأوعية الدموية، ويساعد علي تنظيم نسبة الكوليسترول فى الدم وحماية المرأة من الجلطات وحماية القلب من جلطات الشرايين التاجية وبعد انقطاع الطمث وعدم وجود هرمون الأستروجين تصبح المرأة بلا حماية ضد هذه الأمراض.
أيضا عنصر الأستروجين عنصر حماية للعظام بشكل فائق، فمن ضمن وظائف هذا الهرمون إنه عنصر مساعد لبناء الخلايا التالفة للعظام ومع ذهاب الأستروجين تصبح المرأة عرضة للهشاشة لعدم وجود حماية، ومع هذا يبدأ مع تمهيدات انقطاع الدورة منذ بداية سن الخامسة والأربعين تقريباً، وبالتالي فمنذ هذه السن وكل امرأة عرضة للهشاشة وتزداد مع الانقطاع التام للدورة الشهرية، ،وكلما تقدمت المرأة فى العمر كانت أكثر عرضة للهشاشة.
- وماذا عن حالات العصبية والاكتئاب التي قد تصيب بعض النساء بعد انقطاع الدورة الشهرية؟
- الأستروجين هرمون هام جداً فمن ضمن مهامه مساعدة النساء علي عدم التعرض للشعور بالسخونة الجسدية وهو منظم لهرمونات إشارات فى المخ تعمل علي التوازن النفسي والحد من العصبية وبعد انقطاع الطمث يحدث اختلال فى هذه الإشارات المخية، وبالتالي قد يحدث بعد انقطاع الدورة بعض حالات اكتئاب وقتية أو نوع من العصبية وتزول مع الوقت ،وذلك لحدوث اختلال فى هذه الإشارات المخية، وعموما كلما يكون انقطاع الدورة الشهرية فى السن الطبيعية للانقطاع أي فى سن الخمسين عاما تكون الأعراض بسيطة وتزول مع الوقت، أما النساء اللاتي تعرضن للانقطاع المبكر للدورة نتيجة لسبب طبي فتأتي هذه الأمراض مبكرة وبشكل أكبر.
ولكن فى العموم تظل هذه الأعراض قرابة العام وبشكل بسيط وليس قوي وبعدها يعتاد الجسم علي عدم وجود هذا الهرمون ويكون طبيعيا، والقليل من النساء تأتي لهن هذه الأعراض بشكل كبير وشديد ،وهنا يضطر الطبيب المعالج إعطاء بعض الهرمونات التعويضية عما فقدته من هرمون، ويحدث هذا فى الغالب للنساء الصغيرات فى السن وانقطعت لديهن الدورة مبكراً.
- ما النصيحة التي تقدمها للنساء فى تلك المرحلة؟
- لابد أن تدرك كل امرأة أن انقطاع الطمث لديها شيء ربنا خلقه فهو أمر رباني طبيعي، وليس معناه الكبر أو العجز ،لذا فسن اليأس مصطلح ظالم وسلبي، بل هو مرحلة أخري من عمر كل امرأة ولابد من التكيف مع هذه المرحلة حتي تستطيع التغلب علي الأعراض المصاحبة لها، وبالتالي أول نصيحة أن تكون المرأة مدركة أن هذا أمر طبيعي ولا يعيبها ،ولكن لابد من بعض الإرشادات الصحية لكل النساء فى هذه المرحلة ومن قبلها أيضا بداية الاهتمام الفائق بصحتها فلابد من تجنب حدوث أمراض القلب والجهاز الدوري بالكامل، وذلك بالمتابعة الجيدة وعدم الاستهتار بأي عرض تشعر به ،وأيضا متابعة كثافة العظام والخضوع للعلاجات الخاصة بهذه الكثافة حتي لا تكون عرضة للكسور العظمية، لابد من الاهتمام بالطعام الجيد المليء بالخضراوات والفاكهة والبعيد عن الدهون والسكريات فإدراك الوزن فى تلك المرحلة هام جداً، وذلك لأن كلما قل هرمون الأستروجين تزيد نسبة الدهون ،وبالتالي تكون المرأة عرضة للبدانة بكل سلبياتها ،وأيضا الأستروجين وقلته يؤثر علي الأنسولين فقد نجد وجود إصابة بالسكر والضغط فى هذه المرحلة وزيادة الدهون الثلاثية والكوليسترول، لذا فالطعام الصحي وممارسة رياضة المشي أفضل وسائل حماية للحفاظ علي جسم النساء بشكل عام وعلي مدار عمرهن، ولكن الاحتياج للحياة الصحية يزيد مع انقطاع الدورة الشهرية أيضا لابد من تناول أدوية الكالسيوم وتناول هذه الأدوية يكون قبل انقطاع الدورة الشهرية وتتناول المرأة كل يوم قرصا، وهناك أنواع متعددة متاحة وتصنيع مصري ،أيضا التعرض للشمس بقدر الإمكان وأخيراً لابد لكل امرأة أن تشغل يومها بأعمال مفيدة وعدم التفكير السلبي أو المحزن.