الأحد 5 مايو 2024

أمراض الصيف إليك القائمة.. وعليك الوقاية!


.

20-6-2022 | 17:58

د. سعيد شلبى .. استاذ أمراض الباطنة والكبد


 تزداد فرص الإصابة ببعض الأمراض فى فصل الصيف ليس بسبب الميكروبات فقط؛ ولكن مثلا حرارة الطقس المرتفعة تتسبب فى التعرض للحمى وضربات الشمس والحروق، وفرط التعرق قد يؤدي إلى الجفاف، خاصةً إذا كان الشخص لا يهتم بتناول احتياجه اليومي من الماء.
وتتمثل أغلب الأمراض الشائعة فى الصيف فى التسمم الغذائي والصداع وضربة الشمس وحروق الجلد والطفح الجلدي  وآلام العظام والمفاصل والتهاب العينين والجديري المائي والالتهاب الكبدي الفيروسي والزكام  وحمى التيفود والحصبة.
  وإذا ما تحدثنا عن التسمم الغذائي؛ فبالرغم من إمكانية حدوثه فى كل فصول العام ؛ إلا أنه يزداد بدرجة أكبر فى فصل الصيف؛ بسبب كثرة تناول الطعام خارج المنزل؛ قد يتم إعداد وجبات الطّعام بصورةٍ مسبقة، وتركها تحت أشّعة الشّمس لوقتٍ طويل قبل تناولها؛ فتتسبّب درجات الحرارة المرتفعة بفسادها.
كما أنّ درجات الحرارة المرتفعة تعدّ بيئة مناسبة لنمو البكتيريا، وتتسبب الأطعمة الملوثة فى الإصابة بآلام المعدة والغثيان والإسهال أو القيء، وقد يؤدى للجفاف وتؤدي إلى اضطرابات الهضم، وقد يصل الأمر إلى التسمم الغذائي. 
ولتفادي هذه المشكلة، ينصح بالبحث عن مطاعم موثوقة واختيار الأطباق الصحية فى حالة تناول الأطعمة بالمطاعم. كما ينبغي غسل اليدين جيداً قبل تناول الطعام.
أما الصداع وضربة الشمس؛ فهما حالة مرضية تحدث بسبب التعرض لأشعة الشمس الحارقة أثناء بذل مجهود شديد مثل ممارسة الرياضة أو أي مهام تتطلب التواجد فى أماكن حارة لفترات طويلة، والذي قد يعزى إلى الإصابة بالجفاف، وتمدّد الأوعية الدّمويّة فى الدماغ وتسبّبها بضغط على النّهايات العصبيّة. وقد تتطور ضربة الشمس لتسبب السكتة الدماغية الحرارية. 
ويلاحظ أن فرص الإصابة بضربات الشمس تزداد فى حالة الإجهاد الكبير وسوء التغذية وعدم الحصول على قسط كاف من النوم حيث يؤدّي التّعرّض لدرجات حرارةٍ مرتفعةٍ لفتراتٍ طويلة إلى عدم قدرة الجسد على الحفاظ على ضبط حرارة الجسم ضمن المعدّلات الطّبيعيّة؛ فتتجاوز درجة حرارة الجسم الدّاخلية ال٤٠°س، ويعاني الفرد من الصّداع والدّوار، كما قد تؤدّي إلى فقدان الوعي وفشل عمل الأعضاء الدّاخليّة ولذلك يجب الاهتمام بتجنب الإجهاد وقلة النوم وسوء التغذية  للوقاية من ضربات الشمس.
أيضاً ينصح بارتداء القبعة أثناء المشي نهارا، مع الابتعاد عن أشعة الشمس الضارة قدر المستطاع. 
وغالباً ما يرتبط موسم الصيف بآلام الرأس والصداع والشعور بالإرهاق والإعياء نتيجة ارتفاع درجة الحرارة.
ولذلك يجب الاهتمام بشرب كميات كبيرة من الماء على مدار اليوم لتعويض ما يفقده الجسم من سوائل عن طريق العرق .
وفيما يخص حروق الجلد الناشئة فى فصل الصيف ؛ فهي أيضا تنتج من التعرض لفترات طويلة لأشعة الشمس فوق البنفسجية وخاصةً فى حالة السفر والجلوس تحت أشعة الشمس على شاطئ البحر.
فمع الجلوس تحت أشعة الشمس الضارة، يتعرض الجلد للحروق ويتحول لونه للأحمر، وبالتالي يسبب آلام عند لمسه، ومع الوقت يتغير لونه إلى البني ثم يبدأ فى التقشر.
وأفضل طريقة للوقاية من حروق الشمس هي استعمال الكريمات الواقية من الشمس المناسبة لكل نوع من البشرة، وذلك قبل مغادرة المنزل فى أي وقت من اليوم.
كما يجب الحفاظ على رطوبة البشرة من خلال شرب الماء ووضع الكريم المرطب على الجلد، ويفضل عدم الجلوس فى مناطق معرضة لأشعة الشمس المباشرة.
أما الطفح الجلدي فى الصيف ؛ فيمثل مشكلة شائعة لدى الكبار والصغار، ويحدث ذلك نتيجة ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير، وخاصةً فى البلاد العربية، وفرط تعرق الجسم. 
تؤدّي الأجواء الحارّة الرّطبة إلى انسداد قنوات العرق المتواجدة فى المناطق الجلديّة التي تغطّيها الملابس، والتي تتسبّب فى ظهور طفح جلدي أو بثور ذات لون أحمر أو وردي يصاحبها الحكّة، كما قد يحدث التهاب فى الطّفح الجلدي يتسبّب بالألم والانتفاخ وإفراز القيح والالتهابات والعدوى.
 تزداد الأنشطة المائيّة التّرفيهيّة المشتركة خلال الصّيف، وتعدّ مياه البرك والمسطّحات المائيّة الطّبيعيّة بيئةً مناسبة لنموّ مسبّبات الأمراض ونقل العدوى بها بين الأفراد؛ فتؤدّي إلى الالتهابات الجلديّة، والتّنفسيّة، والهضميّة، والعصبيّة، والتهابات الأذن والعيون.
كما أن نزول حمامات السباحة يمكن أن يعرض الجسم لحساسية والتهابات الجلد، لأن الأمراض يمكن أن تنتقل عن طريق الماء.
يمكن الوقاية من الطفح الجلدي من خلال الانتظام على الاستحمام يومياً فى موسم الصيف، ويفضل استخدام الماء البارد.
كذلك يجب اختيار ملابس قطنية خفيفة وهى لا تسبب حساسية الجلد، مع ضرورة تغيير الملابس باستمرار وخاصةً بعد تشبعها بالعرق .
وفى حالة نزول حمامات السباحة، فيجب الاستحمام فور الخروج من حمام السباحة لتطهير الجسم من أية ميكروبات قد تكون علقت فيه .
والتهابات العين ترتبط بالأمراض المتعلقة بالبكتيريا والفيروسات فى موسم الصيف، والتي يمكن أن تسبب تهيجا والتهابات فى مختلف أعضاء الجسم.
ويتمثل التهاب العين فى التهاب الملتحمة المبطنة للجفنين والمتسبب فيها الفيروسات والبكتيريا، والفطريات، كما يمكن أن يحدث أيضا من حساسية العين للمواد الكيميائية.
وللوقاية من التهابات العين، يجب الحفاظ على نظافة المكان وتطهيره جيداً، والحفاظ على نظافة اليدين باستمرار، وتهوية المنزل لتنقية الجو من أي بكتيريا وفيروسات.
للتكنولوجيا الحديثة والبعد عن الطبيعة ؛ متمثلة فى استخدام التكيفات، له دور مهم فى  التهابات العظام والمفاصل عند استخداماتها لفترات طويلة وخاصة عند النوم وتسليط هواء المكيف على الجسم ومع الوقت، يتسبب هذا فى الشعور بآلام شديدة فى مختلف أجزاء الجسم، وخاصةً منطقة أسفل الظهر.
ولذلك ينصح باستخدام المكيف بدرجة مناسبة وليست شديدة البرودة، كما لا يجب تسليطه على الجسم مباشرةً، وعدم التعرض له والجسم متعرق.
أما الجديري المائي؛ فينتشر بين الأطفال ويظهر على هيئة طفح جلدي باللون الأحمر، مصحوباً بحمى، ويسبب الشعور بحكة فى الجلد وتعب بالجسم. ويمكن أيضا أن يصيب الكبار إذا لم يتعرضوا له من قبل .
وتكون الوقاية من هذا المرض عن طريق الابتعاد عن الأشخاص المصابين به، ولذلك لا ينصح بالتواجد فى الأماكن المغلقة والمزدحمة فى موسم الصيف، حيث إنه ينتقل عن طريق التنفس والتلامس. 
وفيما يخص الحصبة ؛ فهي تنتشر فى الربيع والصيف . وهى تشبه الجديري المائي فى طريقة انتقاله، ويظهر على هيئة بقع بيضاء فى جميع أنحاء الجسم.
ويصاحب هذا المرض بعض الأعراض مثل الحمى الشديدة والتهاب الحلق واحمرار العين. ويحتاج المريض إلى العزل خلال فترة الإصابة حتى لا يسبب عدوى للأشخاص المحيطين. وتكون الوقاية من خلال تجنب الاحتكاك بشخص مصاب بالمرض، وكذلك الابتعاد عن الأماكن الممتلئة بكثير من الأشخاص.
وينصح أيضاً بتقوية المناعة لدى الأطفال من خلال تناول الأغذية الصحية يومياً، فهذا يقلل فرص انتقال العدوى.
والحمى النكافية: مرض فيروسي شديد العدوى، ويصيب الأطفال بشكل خاص.
وينتقل المرض عن طرق التنفس والسعال أو العطس، ومن أبرز أعراضه تضخم الغدد اللعابية وآلام العضلات، الحمى، الصداع، فقدان الشهية، والضعف العام.
وللوقاية من هذا المرض، ينصح بالحصول على اللقاح الخاص به.
الزّكام: يتواجد خلال فصل الصّيف أحد أنواع الفيروسات الذي قد يتسبّب بالإصابة بالزّكام الشّديد؛ فيعاني المصاب من ارتفاع درجة الحرارة والصّداع وتقرّح والتهاب الحلق
أما الالتهاب الفيروسي الكبدي نوع (أ) ويأتي من خلال تناول مياه أو أطعمة ملوثة بالفيروس أو تناول الأطعمة فى مطاعم لا تطبق فيها الاشتراطات الصحية أو الكشف الصحي على العاملين فيها .
وحمى التيفود وتسببها بكتيريا؛ تؤدى للصداع وألم البطن وفقدان الوزن وتؤدى إلى حمى شديدة وتحتاج إلى التدخل العلاجي المباشر ؛ باستخدام المضادات الحيوية المتخصصة .
أما المعلبات والمواد الحافظة فى الطعام؛ فهي بريئة من أمراض الصيف بطريقة مباشرة ؛ ولكن كثرة تناول العصائر الصناعية أو المصنعة  والمياه الغازية والمعلبات بسبب حرارة الجو ؛ قد تؤدى إلى أضرار بالكبد والكلى على المدى البعيد . ولهذا ينصح بتناول العصائر الطبيعية الطازجة بالرغم من ارتفاع ثمنها . 
وفيما يخص بعض المشروبات الساخنة والتي اعتدنا عليها مثل الشاي والقهوة والينسون والحلبة و النعناع ؛ فهي مفيدة جدا فى الصيف ؛ لأنها تؤدى إلى التعرق وفقدان السوائل الزائدة من الجسم والتي أثناء تبخرها تؤدى إلى فقد الحرارة الزائدة من الجسم. وعلى النقيض وعلى غير المعلوم للعامة؛ فإن المشروبات الباردة تؤدى إلى انقباض الأوعية الدموية وعدم فقد السوائل ؛ ولهذا فلا تعتبر مفيدة فى الجو الحار.
أخيرا أود أن أنوه إلى زيادة فرص الإصابة بالبلهارسيا صيفا ؛ بسبب إقبال الأطفال على السباحة فى الترع فى بعض المناطق وتعرضهم للسركاريا المعدية والتي تنطلق من القواقع وتنشط فى الجو الحار؛ لتنتج أطوارها المعدية للإنسان، ولهذا نرجو قيام الأطفال بتجفيف جلدهم بعد الخروج من الماء؛ لأن هذا يمنع دخول هذه الأطوار المعدية إلى جلد الإنسان وإصابته بالبلهارسيا. ويلاحظ أن هذا المرض قد بدء بالانحسار بدرجة كبيرة فى السنوات الأخيرة.