23-7-2022 | 21:34
كتبت: دعاء نافع
الحديث عن ارتباط الطعام والشراب بالمناعة القوية لا ينقطع بل تحتاج إليه أكثر في انتشار رهيب للفيروسات المختلفة والأوبئة وما صاحبها من ضعف عام لصحة الإنسان علي وجه الأرض، وقد أكدت الدراسات المختلفة أن ما يأكله الإنسان له صلة وثيقة بمناعته ، فكلما كان أكله وشربه صحيحاً مفيداً نضج وقوي جهازه المناعي، وبالتالي يكون لديه قوة وحائط صد ضد الكثير من الأمراض والفيروسات والأوبئة.
وهذا ما أكده لنا الأستاذ الدكتور مجدي نزيه الأستاذ بمعهد التغذية في هذه السطور.
- بداية كيف نقوي الجهاز المناعي خاصة ونحن فى أشهر الصيف المليئة بالعديد من الأمراض؟
-لابد أن نستبدل مصطلح تقوية المناعة بكلمة دعم المناعة، لأن التقوية خطر مثل ضعف المناعة بل وكثير من الأمراض المناعية ناتجة عن مناعة زائدة، مما حفزت بعض الأمراض ضدها.
وعموما لا يوجد طعام وشراب لتصليح المناعة بشكل عام فالمناعة آلية طبيعية وضعها الله داخل أجسامنا ، ولكي تعمل بصورة صحيحة لابد أن تتوافر عدة عناصر.
بداية البعد عن مصادر التلوث بكافة أنواعها سواء تلوث ميكروبي أو مغناطيسي أو كيميائي والمقصود بالكيميائي كل السموم والإضافات الكيميائية التي توضع علي كل المشروبات والطعام المصنع وما أكثر هذه الجزئية وما أكثر إقبال الناس عليها خاصة الأطفال والشباب والمقصود بالتلوث الكهرومغناطيسي هو قرب الأجهزة الإلكترونية خاصة التليفون المحمول من الشخص، وأيضا للأسف نجد أن طائفة الأطفال والشباب يلتصق بهم هواتفهم المحمولة طول اليوم حتي فى ساعات النوم وناهيك علي ما تبعثه هذه الهواتف من إشعاعات وذبذبات تدمر المخ وكل الجهاز المناعي، ويقصد بالتلوث الميكروبي انبعاثات المصانع وعوادم السيارات ودخان السجائر وما تفعله بالبيئة ويستنشقه الإنسان هذه ثلاثة مصادر مدمرة لأي جهاز مناعي، لذا فالبعد عنها مهم جداً لدعم المناعة والحفاظ علي قوتها.
- ما دور الطعام والشراب فى تعزيز المناعة؟
- طبعاً لهما دور كبير بجانب البعد عن مصادر التلوث، وبكل بساطة نأكل أكل الشتاء فى موسمه وأكل الصيف فى موسمه والفاكهة تؤكل فى موسمها حتي لو صنعت كعصير يكون فى نفس الموسم دون إضافة مواد حافظة.
أما عادة تخزين طعام الشتاء للصيف والعكس فهو ضد الطبيعة الربانية التي خلق فيها الطعام وبالتالي ، وكأنه السير عكس الاتجاه، فقد خلق الله خضراوات وفاكهة الشتاء تناسب بيئة معينة للأرض التي زرعت فيها ليتناولها الناس فى هذا المكان فى موسمه لحكمة دلت علي قيمة هذا الطعام فى حينه، أما تخزين الفاكهة والطعام ليؤكل فى موسم غير موسمه فهو نمط دخيل علي مجتمعنا دخل واستشري عام بعد الآخر لدرجة أن طهي الطعام المجمد هو السائد فى معظم البيوت، مما أدي لهدم جزء كبير من المناعة لعدم الاستفادة، مما يتناوله الجسم.
- وماذا عن مصنعات الطعام؟
- هذه كارثة أخري كبيرة، هناك قاعدة بسيطة يعرفها كل الأجيال السابقة أن يصنع الطعام بطريقة سهلة يضاف إليه ما يزيد من قيمته ويؤكل طازجا نحن أخذنا من الغرب المصنعات فلم تعد اللحوم كما هي ولا الأسماك حتي المشروبات حدث لها تغير قلل من قيمتها وساعد كل هذا علي هدم مناعة الشخص وهذا ما يفسر أن الأجيال فى العقود السابقة تعاني من ازدياد الأمراض سواء المزمنة المتعارف عليها مثل السكر والكوليسترول والضغط وأيضا البدانة الشديدة والتي أصبحت سمة لكل أسرة مصرية تقريبا كذلك (كلكعة) ما نأكله بإضافات غريبة تسمي نكهات كارثة زادت من معدل انتشار السرطانات ناهيك عن ازدياد الأمراض المناعية لأن كل هذا عمل خلخلة فى مناعة البشر.
- كيف تري الحل لتعزيز المناعة؟
- لابد من إعادة الحياة لنمطها الطبيعي والاستيقاظ مبكراً فى ساعات النهار الأولي والنوم مبكراً أيضا ، وذلك لضبط الساعة البيولوجية لكي نعمل بالطريقة التي خلقت بها، لابد من نشاط يومي معتدل وعلي مدار اليوم، وإعطاء الجسم ما يحتاجه فقط من طعام وشراب بمعني يحسب كل شخص مرحلته العمرية فيتناول المفيد من الدهون والبروتين والنشويات والخضراوات.
وعموما لدينا كنوز فى السوق المصري تعتبر صيدلية خضراء علي مدار السنة وهي مكونات طبق السلاطة الذي لابد أن يكون يوميا وعنصرا مشتركا بألوانه الخماسية فى كل وجبة، أيضا حان وقت البعد عن المعجنات بكل اسمائها والرجوع للأكل المصري الطبيعي مثل العدس – البصارة – الكشري – الفول أكلات شعبية ذات قيمة غذائية عالية فقد ثبت علميا أنها عناصر أساسية فى دعم مناعة الأشخاص وأخيراً لا يوجد عصا سحرية لدعم مناعة الشخص بل هو أسلوب حياة ومنهج متكامل الأركان لابد أن يوجد لدي كل فرد من الأسرة.