6-9-2022 | 09:38
كتبت: نفيسة سعيد
انتشرت في الأونة الأخيرة حالات الإصابة بالحزام الناري (الهربس) بالتوازي مع إصابات كورونا التي تضرب المناعة وتُضعفها. وللعلم فإن الهربس ليس بعدوى فهو نفس الفيروس الذي يصاب به الأطفال ( الجدري المائي) ولكنه يظل كامنًا في الجهاز العصبي لسنوات طويلة وعند الكبر مع ضعف مناعة الإنسان أو الإصابة بأي فيروس يبدأ ينشط ويحدث الحزام الناري، وهو ما نتعرف عليه تفصيلياً من خلال حوارنا مع الدكتورة سحر السيد أستاذ الأمراض الجلدية بطب عين شمس .
تؤكد الدكتورة سحر السيد أستاذ الأمراض الجلدية بطب عين شمس أن الهربس (الحزام النارى) عبارة عن طفح جلدي يسير مع عصب الجلد ، وهذا العصب يوجد تحت الجلد وهو موجود في جسم الإنسان على الجانبين اليمين واليسار ومن ثم فإن الحزام الناري يصيب أحد الجانبين وسُمي بالحزام الناري لأن أشهر الأماكن إصابة به هو الوسط والظهر، ولكن على الصعيد الآخر يمكن الإصابة به فى أي مكان في الجسم ويكون عبارة عن حويصلات بها ماء وفي الحالات الشديدة يختلط الماء بالدماء وتميل هذه الحويصلات إلى اللون الأحمر .
وتشير إلى أن الإصابة بهذا الفيروس سببها فيروس كامن في الجسم منذ الطفولة وقت الإصابة بالجدرى المائى رغم علاجه إلا أنه عند الكبر والإصابة بأية التهابات يصيب عصب الجلد خصوصا مع ضعف المناعة ، لذا يظهر هذا الطفح الجلدي .
تشرح لنا الدكتورة سحر السيد أن الأطباء لاحظوا في الأونة الأخيرة ظهوره مع الإصابة بالكوفيد لأنه مرض مناعي والإصابة فى بعض الحالات بالكوفيد تحفز هذا الفيروس وتنشطه ، وأحيانا يظهر مع المجهود العضلي الشديد ، والتعرض لأشعة الشمس الشديدة، والإرهاق الشديد، أعني أي إجهاد يصيب الإنسان يؤدي لضعف المناعة قد يكون سببا لتحفيز هذا الفيروس ومن ثم الإصابة بالحزام الناري ، وهو يمكن أن يصيب العين ومن ثم يؤثر على النظر.
كما تضيف أن فيروس الحزام الناري يصيب غالبا الأعمار المتقدمة بحكم أن هؤلاء يعانون من أمراض تراكمية ومن ثم ضعف المناعة ، كما أن له علاقة وثيقة بمرضى السكر والسرطان ولاسيما مرضى السرطان الذين يتناولون العلاج الكيميائي (الكيمو ثيربى) وأيضا مرضى الذئبة الحمراء فهو مرض مناعي أيضا ويمكن أن يؤدى للإصابة بالحزام الناري ، وأيضا هناك مرضى تفرض عليهم الظروف التواجد في الرعاية مدة طويلة فهم أيضا معرضون للإصابة بالحزام الناري.
أما عن المضاعفات تنوه أستاذ الأمراض الجلدية إلي أن عدم علاج الحزام الناري الهربس بطريقة صحيحة يعرِّض المريض لمضاعفات شديدة منها أن هذه الحبيبات تتحول لندبات شديدة في الجلد وأخطر مضاعفات هذا المرض هو انتشاره في أجهزة الجسم الداخلية.
وعن العلاج تكشف د. سحر السيد أن العلاج أصبح الآن أفضل من الماضي ، حيث كان العلاج قديما عبارة عن علاج موضعي مع مضادات حيوية ، أما الآن مع التقدم العلمي والطبي أصبح العلاج أفضل وأسرع ، ولكن يشترط سرعة التوجه للطبيب المتخصص، وقت اكتشاف هذا المرض خلال 48 أو الــ 72 ساعة الأولى من الإصابة والعلاج عبارة عن مضادات للفيروسات.
وتنبه إلى ضرورة توخى الحذر عندما يصيب الحزام الناري شخصا كبيرا في السن ، هنا علينا عزله بعيدا عن الأطفال والأحفاد لأنهم في هذه الحالة يتم نقل العدوى لهم ولكن بالجدرى المائي وليس بالحزام الناري.
وتؤكد أستاذ الأمراض الجلدية أن الحزام الناري مرض مناعى، ولكننا في هذه الحالة ننصح بتقوية المناعة دائما منذ الصغر وتقويتها أيضًا فى الكبر، لذا ننصح بالعلاج في البداية ففي حالة إصابة الشخص فى العين أو الوجه عليه التوجه لطبيب العيون مباشرة لأنه أحيانا يؤدى الحزام الناري لضمور القرنية.