الخميس 21 نوفمبر 2024

الأرق المزمن ... يهاجم الإدراك والذاكرة!


الأرق المزمن ... يهاجم الإدراك والذاكرة

21-9-2022 | 13:57

بقلم : غادة عاشور
كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يعانون من الأرق المزمن هم الأكثر تعرضا لأعراض القلق والاكتئاب والمشكلات التي تتعلق بذاكرة الأحداث والحقائق والمفاهيم، فقد يقف التعرض لبعض الضغوط النفسية أو تناولك لوجبة طعام دسمة قبل النوم وربما بعض عاداتك السيئة في النوم وعدم قدرتك علي تنظيم مواعيد نومك وراء شعورك بالأرق فلا تستطيع أن تنعم بنوم هاديء مستقر، مما ينعكس سلباً علي مزاجك العام صبيحة اليوم التالي. وقد يحدث هذا الأرق لبعض الأشخاص بشكل عارض أو مؤقت وهو لا يدعو للقلق، إلا أن جرس الإنذار يجب أن يدق إذا ما استمر هذا الأرق طويلاً وتحول من حالة مؤقتة عارضة إلي حالة مرضية مزمنة تؤثر علي قدرتك علي التركيز وأدائك في العمل وإنجاز مهامك اليومية بل ونشاطك وصحتك العامة، حيث إن هذا النوع من الأرق ربما يكون بداية لتداعيات صحية أخري تؤدي إلي تراجع مستويات الذاكرة لديك وفق ما كشفت عنه الدراسة الحديثة التي نشرت في دورية (sleep) العلمية لباحثين من جامعة "مونتريال" في كندا. فقد كشف الباحثون عن أن الأرق المزمن له تأثير سلبي مباشر علي الوظيفة الإدراكية للشخص المصاب به، بل ويؤدي إلي تراجع في ذاكرة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 45 عاماً ،وقد كشفت عدة دراسات سابقة عن وجود صلة بين الأرق والمشكلات المعرفية إلا أن هذه الدراسات كان يتم إجراؤها علي عدد محدود من البشر ولم تكن تميز بين الأرق البسيط والمزمن، حيث إن الأرق المزمن غالباً ما يرتبط بمشكلات صحية أخري مثل الشعور بالقلق أو الألم المستمر والذي يحرم المريض من النوم بصورة طبيعية والأرق اضطراب شائع في النوم يؤدي إلي عدم القدرة علي النوم وصعوبة الاستمرارية، مما يجعل المصاب ينام بشكل متقطع ويستيقظ مبكراً ولا يستطيع العودة للنوم بسهولة مرة أخري وعادة ما يصاحب الأرق المزمن الشعور بالإرهاق الدائم بمجرد الاستيقاظ. ويتحول الأرق من عرض عابر إلي اضطراب مزمن إذا كان الشخص يعاني من الصعوبة في النوم لمدة ثلاث ليالي متتالية أسبوعيا علي الأقل لأكثر من ثلاثة أشهر متتالية ،مما يؤثر علي المزاج العام والقدرة علي الانتباه والتركيز خلال ساعات النهار، وذلك بعكس الأرق البسيط العابر الذي لا يؤثر علي النشاط اليومي ولا يرتبط بالمشكلات المعرفية. وقد أوضح الدكتور ساهر هاشم أستاذ أمراض المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة القاهرة أن الأرق ينجم عن خلل في الدورة الفسيولوجية للنوم الناتج عن نقص في هرمون "الميلاتونين" وهو الهرمون الذي يزيد إفرازه ليلاً أثناء النوم وينخفض نهاراً، كما يقل إفرازه أيضاً عند التقدم في العمر، وهذا ما يفسر لنا معاناة كبار السن من الأرق المزمن ليلاً وعدم القدرة علي النوم لساعات طويلة، ويمكن التغلب علي الأرق المزمن من خلال عدة عوامل تساعد علي تحسين جودة النوم مثل الرضا بالواقع والمقسوم أياً كان ، والشعور بالأمن والأمان الذي تفتقر إليه شعوب كثيرة بسبب الحروب والنزاعات بالإضافة إلي ممارسة الرياضة قدر المستطاع بشرط عدم الإجهاد العضلي، والتي تساعد المخ علي إفراز بعض الهرمونات التي تعمل على تسكين الآلام بشكل طبيعي