28-6-2025 | 10:30
أحمد فاخر
مع فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة يتعرض الإنسان للأجهزة مثل المراوح والتكيفات للترطيب على الجسم وتخفيف حدة درجات الحرارة، مما يؤدي إلى زيادة الإصابة بالأمراض الصدرية بشكل كبير مثل الأنفلونزا والالتهاب الرئوي، فكيف يمكن الوقاية من هذه الأمراض ؟
في البداية يوضح الدكتور أحمد المراغي استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة الفرق بين الزكام والالتهاب الفيروسي (الأنفلونزا) فيقول: إن الزكام أو دور البرد هو عبارة عن رشح أو انسداد في الأنف أو احتقان بسيط في الحلق أو صداع خفيف يبدأ تدريجياً ، ويمكن أن تصاحبه حرارة أو لا والتي عادة لا تصاحبه أعراض عامة كثيرة، أما الأنفلونزا عادة ما تصيب الإنسان بشكل مفاجئ ويصاحبها حرارة شديدة أو متوسطة مع الشعور بإعياء شديد مع تكسير في الجسم مع صداع مستمر، كما يمكن أن تصاحبها كحة أو ضيق في النفس، وبالتالي تعتبر أعراضها أكثر قوة.
وتحتاج إلى الراحة مع تناول سوائل ومسكنات عامة وغيره، لكن لو الموضوع زاد عن حده وحدثت مضاعفات في الفم أو الأنف يجب تناول بعض الأدوية القوية مثل المضادات الحيوية بعد استشارة الطبيب المختص، وعادة ما يكون لقاح الأنفلونزا ضد نوعين وهما الأنفلونزا (A) و(B)، وهو علي شكلين إما على هيئة بخاخ للأنف أو حقنة تؤدي إلى حدوث رد فعل مناعي للجسم، وبالتالي في حالة تعرض الإنسان لنفس الفيروس مرة أخرى يظهر رد فعل أفضل من قبل الجسم ونتيجة لذلك تكون الأعراض أقل، ومن هنا نؤكد أن المصل لا يقي من الإصابة بالأنفلونزا بشكل كامل ، ولكن يمكن أن تصيب الجسم بشكل ضعيف وأعراضها أقل، وبالتالي لا يحتاج الإنسان لتناول أدوية قوية كما أن مضاعفاتها تكون أقل خطورة، كما يفضل أخذ المصل كل المصابين بالأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر والأمراض الخاصة بالصدر والشعب الهوائية، ولا توجد أية أضرار على أخذ المرأة الحامل للمصل، ولا يفضل أخذ التطعيم أثناء الإصابة بأدوار البرد أو الزكام، وغالباً لا تحدث أية مضاعفات بعد أخذ المصل باستثناء بعض الإحمرار والتورم في مكان أخذ الحقنة في الجلد ويزول بعد فترة قصيرة دون أية أعراض أخرى تذكر.
ويشير الدكتور حسن حمدي استشاري طب المناطق الحارة أنه مع دخول فصل الصيف قد تظهور بعض حالات الإصابة بمتحور كورونا في جميع أنحاء العالم، ويستمر الفيروسُ في التحور والتطور ، مما قد يؤدي إلى ظهور متحورات جديدة تسبب موجات جديدة من الحالات، وسبب الحالات الحالية هو المتحور (NB.1.8.1) وهو متحور يخضع للرصد ولا يشكل حالياً أية مخاطر صحية إضافية مقارنة بالمتحورات الأخرى المنتشرة، ولذلك فإن هذه الحالات متوافقة مع المستويات التي لوحظت خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وللوقاية من الإصابة بفيروس كورونا بشكل عام احرص دائماً على حماية نفسك والآخرين من الإصابة بالأنفلونزا والأمراض الصدرية الأخرى مثل الالتهاب الرئوي، مع تجنّب الأماكن المزدحمة والحشود وحافظ على مسافة آمنة تفصلك عن الآخرين، ويرجى ارتداء كمامة محكمة في حال إصابتك بالمرض أو عند مخالطتك لأشخاص مرضى، أو إذا كنت من الأشخاص المعرضة لخطر شديد، كما يجب الاهتمام بنظافة يديك بشكل متكرر باستخدام مطهر كحولي لليدين أو الماء والصابون، مع المحافظة على تغطية فمك وأنفك عند السعال أو العطس بثني مرفقك أو بمنديل، ثم التخلص من تلك المناديل الورقية المستعملة على الفور ونظف يديك بعد ذلك.
ومن جهة أخرى يشير الدكتور سمير عنتر استشاري الحميات بالتأكيد إلى أن الالتهاب الرئوي من أخطر الأمراض التي يمكن أن تصيب الإنسان، حيث إنه يعتبر من الأمراض التي قد تؤدي إلى الوفاة، حيث إن الالتهاب الرئوي مرض خطير جداً،لأن الرئة هي المسئولة عن دخول وخروج الأكسجين للجسم، وبالتالي إذا حدث بها خلل يؤدي ذلك إلى عجز الإنسان عن التنفس كمن وضعته تحت سطح البحر دون وسيلة للتنفس، ولذلك تعتبر أكثر نسبة وفيات في العالم نتيجة مرض معدي هم مرضى الالتهاب الرئوي، ويصاب الإنسان بالالتهاب الرئوي نتيجة ميكروب يصيب الجهاز التنفسي ينتقل عن طريق الهواء نتيجة العدوى من شخص مريض، ويمكن أن يكون هذا الميكروب بالقوة الكافية لاختراق الجسم عبر الأنف ويستطيع تخطي كل الحواجز التي من المفترض أن تعوقه ومنها الشعيرات الموجودة بالأنف والغشاء المخاطي المبطن للقصبة الهوائية بالإضافة لتخطيه لمناعة الجسم بشكل كامل ويصل إلى الرئة، والأكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي هم المرضى كبار السن فوق 65 سنة الذين يعانون من أمراض مختلفة مثل الضغط والسكر والقلب والكبد والكلى، أيضاً من يعانون من إعاقة نفسية أو من يعانون من الأمراض التي تصيب الجهاز المناعي مثل الإيدز أو الروماتويد نتيجة تناولهم لأدوية مثبطة للمناعة ، كما يمكن أن يصاب الأطفال خلال السنة الأولى من عمرهم ،حيث يمكن أن تؤدي إصابتهم بنزلة شعبية إلى تسلل الميكروب إلى الرئة مباشرة بسبب ضعف المناعة في هذه السن الصغيرة، ومن أكثر المعرضين للإصابة بالالتهاب الرئوي من يتناولون بعض الأدوية، حيث يتعرضون لمشاكل كبيرة نتيجة الإصابة بالالتهاب الرئوي، وكالمصابين بالأورام ويتناولون علاجاً كيماوياً، ومن تعرضوا للإصابة بمشاكل سابقة بالجهاز التنفسي يجب عليهم الحرص الدائم وأخذ الحيطة من الإصابة بالالتهاب الرئوي.
وفي النهاية يجب التوضيح بأنه عند حدوث كحة يصاحبها ارتفاع بسيط في درجة حرارة الإنسان لمدة يوم يعتبر ذلك إنذارا مهما ،حيث إنه يعتبر من أهم الأعراض، لذلك ننصح الأمهات بعدم الاستهانة بإصابة أبنائهن بتلك الأعراض، وعدم اختزالها في مجرد دور برد بسيط وأخذ أدوية برد عادية دون استشارة طبيب، لذلك لا يجب الاستهانة بتلك الأعراض البسيطة وعلى الأمهات متابعة أطفالهن عند إصابتهم بجزء من تلك الأعراض، وإذا بدأ في التنفس بشكل متقطع حيث لا يستطيع أخذ نفس عميق يعتبر هذا من أحدى علامات الإصابة وبمجرد إهمالها قد يؤدي ذلك للوفاة ، كما أنه من المعروف أن معدل تنفس الإنسان الطبيعي من 20 إلى 25 مرة في الدقيقة، فإذا زاد معدل التنفس أثناء السكون إلى 40 مرة خلال الدقيقة فيعتبر هذا علامة من العلامات الخطيرة للالتهاب الرئوي.