14-10-2022 | 09:10
بقلم : أ.د جمال شفيق أحمد
مرت الشهور وانتهت الإجازة الصيفية التي تمتع فيها جميع الأبناء من جميع الفئات العمرية باللعب والمرح والتسلية والذهاب للمصايف والنوادي والخروج مع الأصدقاء أو الأقارب في الرحلات أو إلى المنتزهات والحدائق العامة.
وبطبيعة الحال لم تكن عليهم أية مسئوليات أو التزامات، والأكثر من ذلك هو الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والسهر طوال الليل والنوم طوال النهار، بمعنى أدق انقلبت كل الأمور رأساً على عقب تحت مسمى (إحنا إجازة ومعندناش واجبات).!
ومع بداية دخول العام الدراسي الجديد، تحدث في بعض الأحوال مشاكل وتوترات صباح كل يوم ما بين الآباء والأمهات والأبناء لإيقاظهم وذهابهم إلى المدرسة وتكون هناك صعوبة كبيرة في هذه العملية كل يوم نتيجة ما تعودوا عليه طوال الإجازة من عدم تنظيم أوقات النوم والأكل والصلاة وكل أمور الحياة الأخرى.
هذا بالإضافة إلى احتمالية نوم الأبناء بعد رجوعهم من المدرسة حتى وقت دخول الليل ثم الاستيقاظ والسهر والرغبة في النوم عند موعد الذهاب إلى المدرسة في الصباح الباكر.. وهناك طبعاً مواقف متأزمة بين الوالدين والأبناء وتوجيه الاتهامات لهم بالتقصير والإهمال وعدم سماع الكلام وعدم أداء الواجبات المدرسية وما إلى ذلك.
حتى لقد يصل الأمر في ذروته إلى اضطراب العلاقات النفسية والانفعالية والاجتماعية والعاطفية بين الوالدين والأبناء.
وتتشكل عند هذه النقطة بعض السيناريوهات المتناقضة السيئة داخل بعض الأسر لعل من أبرزها:
السيناريو الأول
هناك سيناريو محاصرة مستمرة من الأب أو الأم أو كليهما بتوجيه الإهانات للأبناء المقصرين طبعاً ومزيد من الاتهام والمعايرة والوعيد والحرمان من أمور محببة لهم وأحياناً تصل الأمور في حدتها إلى العقاب البدني بالضرب.
السيناريو الثاني
هنا يوجد سيناريو التعاطف المبالغ فيه والحماية الزائدة المرضية من الوالدين للأبناء والتي تتمثل في التطوع السلبي والقيام بعمل الواجبات المدرسية بدلاً من الأبناء وهذه في حد ذاتها كارثة تربوية وتعليمية .
السيناريو الثالث
هذا السيناريو يظهر في صورة الإهمال والتجاهل من قبل الوالدين في الاهتمام بالأبناء وشئونهم وترك الحبل على الغارب والتفوه بكلمات سلبية أو محبطة وهي (يعنى هيكون أيه آخرة التعليم ده؟).
نحن كخبراء ومتخصصين في مجال الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، نستطيع ببساطة أن نقدم عدة نصائح وإرشادات نفسية وتربوية تفيد الوالدين بدرجة كبيرة بإذن الله تعالى في كيفية تشجيع الأبناء على الإقبال على مرحلة بداية الذهاب إلى المدرسة وتقبلها وطرق المذاكرة المفيدة وتهيئة البيئة النفسية التربوية المناسبة للنجاح والتفوق.. وذلك على النحو التالي:
(1) يجب العلم أن أبناءنا بصفة عامة لا يدركون معنى أو قيمة أو أهمية تنظيم الوقت واستثماره وخاصة إذا كانوا صغار السن، وبالتالي فإن المسئولية الكاملة تقع على كاهل الوالدين في تبني عملية تنظيم وقت الأبناء والمذاكرة بصورة أساسية.
(2) أهمية التحدث باستمرار أمام الأبناء عن أهمية التعليم وقيمة العلم في تحقيق طموحات وآمال المستقبل التخصصي والوظيفي.
(3) عدم المبالغة في التحدث عن الأمور السلبية الموجودة بالمدرسة حيث إنه يمكن التصرف وحل مثل تلك المشكلات بين أحد الوالدين وإدارة المدرسة فقط بعيداُ عن مسامع الأبناء حتى لا تؤثر على درجة تقبلهم للمدرسة.
(4) ضرورة مشاركة أحد الوالدين في مجلس الآباء والأمناء والمعلمين بالمدرسة للتعامل مع أية مشكلة للأبناء داخل المدرسة وعلاجها من خلال المشاركة المجتمعية وعمل علاقات طيبة فاعلة مع إدارة المدرسة.
(5) ضرورة التعرف على بعض المشكلات المختلفة التي قد تواجه الأبناء داخل المدرسة ومساعدتهم في حلها مع الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بالمدرسة.
(6) مصاحبة الأبناء ومصادقتهم وكسب ودهم وثقتهم حتى لا يحققوا ذلك من خلال الانخراط والانضمام إلى بعض جماعات الرفاق المنحرفة أو سيئة السلوك.
(7) التعرف بهدوء على المواد الصعبة التي قد لا يتقبلها الأبناء ومساعدتهم في حلها بالطرق والأساليب التي تتناسب مع وضع الأسرة الاقتصادي.
(8) وضع جدول مناسب للمذاكرة لكل ابن أو ابنة يتناسب مع عمره والمستوى التعليمي الملتحق به والأعباء أو الواجبات الدراسية المطلوبة منه.
(9) تهيئة البيئة المناسبة للمذاكرة السليمة في جو هادئ بعيداً عن الضوضاء وفي مكان جيد التهوية والإضاءة، بعيداً عن كافة المشتتات أو المُلهيات.
(10)التأكد باستمرار من مذاكرة الأبناء لدروسهم أول بأول وعدم تأجيل مذاكرة بعض الدروس أو بعض المواد ومراعاة مراجعتها دائماً في نهاية كل أسبوع.
(11) أهمية تناول الأبناء للوجبات الغذائية الثلاثة في مواعيدها المحددة وأن تشتمل كل وجبة على العناصر الغذائية الأساسية، مثل الفواكه والخضراوات الطازجة و الألبان ومنتجاتها والبيض و اللحوم والأسماك
(12) تجنب تناول الأبناء للأغذية المحفوظة والمعلبات ووجبات التيك أواي.
(13) مراعاة حصول الأبناء على قسط مناسب من النوم وعدم السهر بأي حال من الأحوال إلا للضرورة القصوى فقط.
(14) مراعاة ممارسة الأبناء يوميا لأنواع الرياضات الخفيفة مثل المشي أو الجري.
(15) ضرورة حصول الأبناء على أي نوع من الترفيه والتسلية والمتعة مرة أسبوعياً حسب ما هو متاح ومناسب لكل أسرة.
(16) متابعة الحالة التعليمية والمستوى الدراسي للأبناء من خلال التواصل المستمر مع المدرسين وإدارة المدرسة بصورة مباشرة .
(17) أهمية إشراك الأبناء في الأنشطة المدرسية المختلفة التي تناسب كل ابن حسب ميوله وهواياته وقدراته ورغباته الخاصة لأنها تفيد بشكل كبير جداً في تنمية شخصيته بكافة جوانبها.
(18) تشجيع الأبناء باستمرار على النجاح والتفوق وتعزيز ذلك وتدعيمهم بتقديم الهدايا التي يحبونها وأيضاً الدعم النفسي والمعنوي من خلال كلمات الثناء والتفاخر والتباهي.
(19) عدم إهانة الابن أو معايرته أو توبيخه أو تهديده أو توعده عند ضعفه أو إخفاقه في بعض المواد الدراسية بل يجب مساندته ومساعدته في كيفية التغلب على هذه الصعوبات الخاصة به وتخطيها بنجاح وتحمل وعزيمة.
(20) حماية الأبناء من الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من خلال تشجيعهم على عمل واجباتهم المدرسية أولاً، ثم بعد ذلك مكافأتهم بحوالي ساعة على استخدام هذه الوسائل وبعد الانتهاء من المذاكرة وليس قبلها بأي حال من الأحوال.