يعد فصل الشتاء من الفترات الصعبة والمقلقة بالنسبة لذوي الأمراض المرتبطة بالمناعة وهي أمراض تتنوع ما بين ضعف جهاز المناعة والأمراض الروماتيزمية المرتبطة بالمناعة الذاتية، فجميع أعراضها تكون أسوأ وأكثر انتشارا في الشتاء. فعندما نتحدث عن مشاكل نقص المناعة وضعف قدرة الجهاز المناعي على حماية الجسم من أي عدوى، فهذا يكون أشد قسوة في الشتاء مع انتشار أمراض البرد والكورونا والإنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي وغيرها. بالإضافة لوجود دلائل على أن تعرض الجسم للبرودة يضعف من كفاءة جهاز المناعة. وهنا يجب التنويه على أولئك المرضى بضرورة الحرص الزائد في تلك الفترات من التعرض لمصادر العدوى، والاهتمام بالتهوية الكافية في أي مكان، والابتعاد عن الزحام وارتداء الكمامة والتعقيم عند الحاجة وخاصة لكبار السن والأطفال. وأيضا الحرص على التطعيمات في موعدها مع ضرورة تقوية المناعة بالتغذية الصحية والمحافظة على الوزن الصحي، وشرب المياه والنوم بقدر كاف والإقلاع عن التدخين والتعرض لأشعة الشمس بعض الوقت وممارسة الرياضة وغيرها. أما إذا تحدثنا عن أمراض الروماتيزم المناعية كالروماتويد المفصلي فإنها عادة ما تنشط في الشتاء وتكون الآلام المصاحبة لنشاط المرض أكثر شدة. وكذلك الأعراض الأخرى الناتجة عن الالتهاب مثل: تورم المفاصل وصعوبة الحركة والتيبس المفصلي والفقري والتهاب العضلات والأعصاب. وغالبا ما يحتاج مرضى الأمراض الروماتيزمية في الشتاء لعلاجات أكثر وأقوى من الصيف مع العلاج الطبيعي ويكون بالطبع تحت إشراف وتوجيهات الطبيب المعالج. وينصح لمرضى الأمراض الروماتيزمية المناعية بالاهتمام الزائد بالتدفئة والملابس وعدم التعرض للبرد، وهذا لا ينطبق فقط على تدفئة الأطراف جيدا وإنما الجسم كله. كما يُنصح بأهمية المتابعة مع الطبيب والالتزام بالدواء حتى في أوقات عدم وجود أعراض التهابات روماتيزمية لأن الهجمات التي تحدث نتيجة نشاط تلك الأمراض عادة ما تكون مباغتة وأكثر شراسة في الطقس البارد. كما ينصح بممارسة رياضات خفيفة وسهلة يوميا في إطار مدى الحركة المسموح بها من الطبيب؛ للحفاظ على نشاط العضلات وليونة الأربطة والجهاز الحركي للجسم وتنشيط الدورة الدموية بها. كما أنه من المهم الابتعاد عن أية عوامل أخرى قد تسبب نشاطا روماتيزميا غير البرد مثل: المجهود الزائد والتوتر وسوء التغذية. مع تمنياتي القلبية للجميع بدوام الصحة والعافية.