كثيراً ما يسأل البعض عن أصل الإصابة بمرض الهربس فيجيب طبيب الجلدية الألماني ياكوب بيغجر: إنه يحدث نتيجة نفس ميكروب الجديري المائى حيث إنه يصيب الأطفال ثم يتم علاجه ويختبئ الميكروب داخل النواة الخاصة بالخلايا العصبية لسنوات طويلة دون أن يشير لوجوده بأي شكل من الأشكال، ولكن بمجرد أن يحدث إجهاد للجهاز المناعي للجسم يعود ليظهر على شكل مرض الهربس عندما يصيب أحد أعصاب الجسم بالالتهاب والورم، ويسمى الحزام الناري لأنه في أغلب الأوقات يصيب ناحية واحدة من جذع جسم الإنسان ويصاحبه آلام شديدة يصعب تحملها، كما أنه يمكن أن يصيب أي مكان في الجسم حيث إنه يصيب أحد الأعصاب الداخلية ويجعلها تلتهب ويزداد حجمها على الطبيعي، وبالتالي عند خروجها من النخاع الشوكي من خلال فتحات موجودة في العمود الفقري تصبح تلك الفتحات ضيقة عليه، وبالتالي يحتك بأطراف تلك الفتحات فيسبب آلاماً لا تحتمل وخاصة عند المصابين من كبار السن، ولذلك يجب التوضيح بأن مرض الهربس لا يصيب الإنسان إلا إذا كان قد سبق إصابته بالفعل بمرض الجديري المائي، لأن الجديري يصيب جسم الإنسان بالكامل أما الهربس فهو المرحلة الثانية من الجديري ويصيب أحد الأعصاب فقط،. فلا يحدث أن يصاب أحد بالهربس دون أن يكون قد أصيب بالجديري وهو صغير في السن، حيث يكتسب الجسم مناعة لفترة طويلة، وبالتالي خمول للميكروب لمدة قد تصل لخمسين عاماً، وهناك مضادات فعالة لمرض الهربس، ولكن الأفضل أن يتم العلاج مبكراً لتجنب الألم الذي يستعصي أحياناً على المسكنات، ولكن إن تأخر التشخيص يمكن أن يستمر المريض في تناول العلاج لفترة طويلة قد تصل أحياناً لشهور.