ينتج عن كل عملية قذف طبيعية من 2-3 سنتيمتر مكعب، ويحتوي كل سنتيمتر مكعب في حدود من 20 إلى 60 مليون حيوان منوي، ويصل منهم للبويضة حيوان منوي واحد فقط صالح لتلقيحها، ويضيف الدكتور أحمد التاجي أستاذ أمراض النساء والتوليد بأن الحيوان المنوي يبدأ إنطلاقه داخل تجويف الرحم بعد عملية القذف مباشرة، وتلك الرحلة أطلق عليها "رحلة الأهوال" لأن فيها الحيوانات المنوية تسعى جاهدة للوصول إلى البويضة لتخصيبها، فيجب على الحيوانات المنوية إجتياز حموضة المهبل الذي يقضي على الكثير منهم، ثم عبور عنق الرحم الذي يتمثل في شكل ممرات متشابكة تشبه "بيت جحا"، ثم عليهم الدخول إلى الفراغ المهول بالنسبة لهم وهو "تجويف الرحم"، ويفقد الكثيرون أثناء البحث على قناة فالوب، والتي تحتوي على أهداب تتحرك عكس إتجاههم في محاولة لمقاومتهم وطردهم خارجها، لذلك يعتبر الوصول إلى البويضة شئ صعب المنال لا يدركه إلا الحيوان المنوي القوي كامل النمو.

ثم تبدأ عملية التلقيح عند نجاح أحد الحيوانات المنوية في إختراق البويضة، وذلك يتم عن طريق إتحاد كل من الـ23 كروموسوم الموجودين به مع نفس العدد منهم الموجود داخل البويضة لتكوين "النطفة" وهي خلية جديدة تحتوي على إجمالي الـ 46 كروموسوم، ويكون على شكل خلية واحدة ملقحة، وتبدأ تلك الخلية في الإنقسام مع مرور الأيام لتكـوِّن "المضغة" وهي مجموعة من الخلايا البسيطة جداً، ونستطيع إكتشاف وجود حمل خلال الشهر الأول عن طريق التحاليل المختبرية المختلفة ، وأفضلهم تحليل صورة الدم الكاملة، والذي نتبين منه وجود حمل من عدمه بسهولة.