الثلاثاء 7 مايو 2024

كيف نواجه آلام العظام والركبة في الصيف؟

كيف نواجه آلام العظام والركبة في الصيف؟

17-6-2023 | 10:04

أحمد فاخر
يعاني أغلب المصريين من مشاكل العظام المختلفة سواء من حيث ضعف الفقرات وهشاشة العظام وخشونة المفاصل، ونعرض في هذا التحقيق الأسباب المؤدية للإصابة بخشونة الركبة التي أصبح يشكو منها فئة كبيرة جداً سواء بين كبار السن أو حتى الشباب... بدأ حديث الدكتور عبد السلام جمعة أستاذ جراحة العظام بطب القاهرة بأن خشونة الركبة لا تعتبر مرضا في حد ذاته، ولكنها تطور طبيعي لمرحلة عمرية وهي فوق الأربعين عاماً مثلها مثل اللون الأبيض للشعر، وتختلف مدى الإصابة بخشونة الركبة من شخص لآخر نتيجة اختلاف أسلوب الحياة، لذلك فرص حدوث خشونة في الركبة تزيد بسبب المجهود الذي يبذله أغلب الناس بشكل يومي طوال حياتهم من صعود ونزول سلالم وركوب المواصلات العامة وقيادة السيارات لفترات طويلة، وحمل الأشياء الثقيلة وغيرها من الأمور التي يمارسها أغلب الأفراد بشكل يومي متكرر. وتتكون الركبة من جزء علوي وهو المرتبط بالساق فوق الركبة، وآخر سفلي المرتبط بقصبة الرجل أسفل الركبة، وهذه العظمة التي تشبه الكورتين المستديرتين في نهاية الجزء الأعلى للساق عليها طبقة شديدة النعومة لتسمح بسهولة ضم وفرد الركبة دون حدوث احتكاك، ويقع بين عظمتي الساق العليا وقصبة الرجل غضروفان على شكل الهلال، لذلك يطلق عليهما الغضروف الهلالي الذي يشبه الوسادة ليعطي ليونة في الحركة ويخفف احتكاك العظام، ولكن مع كبر السن تقل نعومة الطبقة الموجودة على العظمتين المستديرتين، مما يحدث آلاماً وهو ما يطلق عليه مصطلح خشونة الركبة الأولية، وأحياناً يأتي للعيادة بعض الشباب صغار السن يشكون من حدوث خشونة بالركبة، ويحدث ذلك إما نتيجة قطع في الغضروف أثناء ممارسة بعض الرياضات مثل كرة القدم ومع إهمال الأمر يؤدى إلى خشونة في الجزء الأملس من العظمة الملاصقة للغضروف الهلالي، أو بسبب الإصابة بقطع الرباط الصليبي في عمق الركبة من الداخل دون إجراء جراحة في الوقت المناسب، أو حدوث كسر داخل سطح مفصل الركبة، مما يسبب احتكاكا خاطئا داخلها فيؤدي ذلك لتآكل في الغضروف الهلالي عند الإهمال لمدة سنوات وحدوث “خشونة ثانوية” أي لها أسباب مرضية وليست نتيجة عامل السن. ولكن يجب التوضيح بأن تشخيص الحالة بشكل صحيح هو أهم مرحلة للعلاج، فبالرغم من التطور العلمي في الأشعة سواء كانت العادية أو الرنين المغناطيسي التي يعتمد عليها الطبيب في التشخيص، إلا أن ذلك لا ينفي أن دقة التشخيص تعتمد في المقام الأول على نوع شكوى المريض من حيث مدى الألم ووقت الشعور به، هل عند القيام بحركات معينة أم في ساعات محددة في اليوم صباحاً أم مساءً، لأن ألم المساء أثناء النوم عادة يحدث نتيجة مشكلة بأعصاب الركبة وليس الركبة نفسها، كما أن التاريخ المرضي له عامل هام في التشخيص مثل حدوث إصابة قديمة أو حادث معين أو عامل وراثي أدى للإصابة بخشونة مبكرة. وأشار الدكتور أمير محمد عاصم أخصائي جراحة العظام وإصابات الملاعب إلى أنه في بعض الحالات عند زيادة نسبة الخشونة والتآكل في الركبة بشكل كبير يؤدي إلى ظهور طبقة الأعصاب الموجودة داخل المفصل، ويؤدي ذلك مع الوقت إلى تقوس بالركبة مع الشعور بألم لا تستطيع المسكنات أو الحقن الموضعية السيطرة عليه، مما يؤدي إلى صعوبة شديدة في الحركة تؤثر بالسلب على الحالة النفسية للمريض فيكره الخروج لأي مكان والحركة حتى لو كانت بسيطة لأنه في الغالب لا يستطيع التحرك دون مساعدة من شخص آخر خوفاً من السقوط أثناء السير، ونلجأ في تلك الحالات للعلاج عن طريق تغيير مفصل الركبة. وهي عملية سهلة تتم حالياً بنجاح كبير جداً، وهي جراحة تتم لتغطية مفصل الركبة الطبيعي بغطاء صناعي لتغطية أعصاب الركبة، مما يقضي على الآلام نهائياً ويعيد للركبة سهولة الحركة من جديد خاصة أنه متوفر حالياً من تلك المفاصل الصناعية أنواع تجعل المريض لديه القدرة على الصلاة ساجداً، وهي عملية تشبه بحد كبير “الطربوش” الذي يوضع لتغطية عصب الضرس في علاج جذور الأسنان، حيث نقوم بتركيب جزء معدني صناعي أملس كغطاء للجزء المصاب بالخشونة، وتغطية الجزء السفلي الموجود أعلى قصبة الرجل بمادة “بولي إسيلين” مقاومة للتآكل تعيش لمدة تصل لـ 15 عاماً. وأضاف الدكتور أشرف جابر استشاري جراحة العظام أن أية هالات عظمية في جسم الإنسان تكون مغطاة بغضروف، ولكن في ظل التعامل الخاطئ مع الركبة عن طريق القيام بحركات مفاجئة وغير صحيحة بشكل متكرر أو التحميل عليها بشكل خاطئ يؤدي ذلك إلى نوع من التآكل في الركبة، مما يسبب التهابا في الغضروف المحيط بها ، وفي حالة إهمال المريض واعتماده على المسكنات وغيرها يزيد الحالة خطورة مع الوقت ويؤدي أحياناً إلى العجز شبه الكامل، وبعد الكشف على المريض والاشتباه في حدوث خشونة في الركبة، نقوم بطلب أشعة عليها لتوضح حالة المفصل من الداخل. وهناك بعض العلامات الرئيسية إذا ظهرت في الأشعة نجزم حينها بأن هناك خشونة في الركبة، ومنها: التغير في ملمس سطح المفصل أو ضيق المسافة بين عظمتي المفصل أو تكون أحد النتوءات العظمية على سطح المفصل، وهنا يقع المريض تحت خيارات متعددة في العلاج الذي يبدأ بالعلاج التحفظي ويعتبر أحد الوسائل الفعالة، وإن لم تستجب الحالة نضطر إلى القيام بعملية تغيير المفصل والتي لا يفضلها أغلب المرضى. وفي النهاية يجب التأكيد على أن الوقاية خير من العلاج، لأن أغلب مشاكل الركبة في سن الشباب تكون نتيجة إصابات صغيرة متكررة دون علاج أو اهتمام من المريض، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة وصعوبة العلاج، كما أن الإصابة بالسمنة من أهم أسباب حدوث خشونة الركبة، لذلك ننصح بتجنب تناول الوجبات السريعة بشكل دائم لأنها تحتوي على الكثير من الدهون. كما يجب ممارسة الرياضة الخفيفة بشكل منتظم للمحافظة على عظام الجسم بشكل عام وحرق الدهون الزائدة، وتجنب عدم ثني الركبتين والجلوس بهذا الوضع لفترات طويلة لأن في ذلك تحميل كبير عليهما، كما ننصح كبار السن ومن يعانون من خشونة الركبة بتجنب الحركات السريعة المفاجئة بشكل عام وتقليل صعود ونزول السلالم وعدم الوقوف لفترات طويلة مع تجنب استخدام الدراجات الرياضية، ويمكن استخدام عصا للمشي لتخفيف الضغط على الركبتين والحفاظ عليهما لأطول وقت ممكن دون شكوى.