زراعة الأعضاء لاشك أنها تنقذ حياة شخص فقد الأمل في الحياة بعد فشل عضو من أعضائه الحيوية بالقيام بوظائفه، ولكن الأمر لن يكون بهذه السهولة فهناك الكثير من العقبات قد تواجه المريض منها استحالة العثور على العضو البديل لأنه لا يمكن التبرع به وهذا هو حال مريض زراعة القلب الذي يستخدم أجهزة صناعية بديلة لتحل مشكلته بشكل مؤقت. وقد تكون العقبة في رفض جسم المريض نفسه للعضو الجديد وعدم الاستجابة له ... زراعة الأعضاء مالها وما عليها في هذا التحقيق. يقول الدكتور أحمد الكرداني أستاذ جراحة القلب بكلية طب عين شمس: هناك نوعان من الحالات التي تحتاج إلى عملية زراعة القلب منها بعض العيوب الخلقية في الأطفال مثل عدم وجود بطين أيسر أو فشل عمليات إصلاح العيوب الخلقية، وهذه الحالات أصبحت قليلة الآن لأنهم في أوروبا يتم تشخيصهم من الشهر الرابع، ولكن هناك مجموعة كبيرة من الشباب التي تعاني من ضعف عضلة القلب بعضهم نتيجة عيوب خلقية أو بسبب الإصابة بالفيروسات هذا الضعف ليس له علاج غير زراعة القلب أو تركيب جهاز مساعد لعضلة القلب يقوم بضخ الدم ويمشي المريض بالجهاز ويتم شحنه بالبطاريات ويأخذ معه أدوية سيولة بصفة مستمرة هذا الجهاز نركبه في بعض الحالات كبديل مؤقت حتي يتم زراعة القلب على سبيل المثال مريض حدث له فشل مفاجئ في عضلة القلب والقلب البديل غير متوفر أو في حالة أن المريض أجرى زراعة قلب وفشلت الزراعة نتيجة رفض الجسم للقلب الجديد. وأضاف الكرداني أن هناك مجموعة أخرى من المرضي الذين يعانون من تليف في القلب نتيجة ضعف شرايين القلب أو الذبحة الصدرية وفشل عمليات ترقيع الشرايين في كبار السن كلهم يحتاجون لقلب بديل. ويوضح أن القلب هو العضو الوحيد الذي لا يمكن أخذه من متبرع حي بل يؤخذ من مريض حديث الوفاة . أما عن زراعة القلب الصناعي يقول الكرداني: يتم إزالة القلب التالف ويتم تركيب القلب الصناعي مكانه بمضخات وكهرباء، ولكن هذه الأجهزة لها مشاكل كثيرة منها سيولة الدم العالية، مما قد يعرض المريض إلى نزيف، ولذلك هو غير منتشر في بلدان كثيرة، لكن هناك جهاز مساعد البطين الأيسر، وهو يساعد في علاج عضلة القلب الضعيفة ويضخ حوالى50 % والقلب يضخ ال50 % الأخرى وبذلك المريض يصل ل100 % من ضخ الدم وهذا الجهاز مشكلته أقل بكثير من القلب الصناعي الكامل ويستطيع المريض أن يعيش به أكثر من 10 سنوات. ويشير الكرداني إلي أن هناك فرقا كبيرا بين عملية القلب المفتوح وتركيب الجهاز المساعد للبطين الأيسر أو ما يعرف بالقلب المساعد، حيث إن عملية القلب المفتوح يتم بها توقيف القلب ونركب ماكينة قلب صناعى تعمل بدل القلب والرئتين ساعتين أو 3 ساعات بشكل مؤقت وبعدها نوقفها ويرجع القلب الطبيعي إلى العمل بشكل طبيعي، لكن جهاز المساعد يظل مع المريض باقي حياته يعمل ببطارية يتم شحنها كل 8 ساعات على الأقل، ولذلك المريض يكون معه بطاريات احتياطي دائما وإجراء فحص شهري للجهاز لضبط ضربات القلب فالمريض هنا يعيش حياة شبه طبيعية . زرع الكبد الكبد هو أكبر عضو داخلي في الجسم و يتمثل الدور الأكبر للكبد في تصفية الدم طوال اليوم من السموم. يقول الدكتور محمد إسماعيل أستاذ أمراض الجهاز الهضمي والكبد بقصر العيني: إن المريض يحتاج لزراعة الكبد عندما لا يعمل الكبد بشكل كاف لإبقائه على قيد الحياة بعد فشل الكبد في القيام بوظائفه نتيجة للعدوى أو مضاعفات بعض الأدوية أو نتيجة تليف الكبد نتيجة الإصابة القديمة بالبلهارسيا أو قد يحدث نتيجة تطور فشل الكبد الناتج عن مشكلة طويلة الأمد ويطلق عليه الفشل الكبدي المزمن الذي يكون عادة نتيجة التهاب “ الأقنية الصفراوية” وهو السبب الأكثر شيوعا لزراعة الكبد، حيث يحدث التهاب الأقنية الصفراوية نتيجة إصابة الكبد بفيروس C المزمن ويأتي التهاب الأقنية الصفراوية الناجم عن تعاطي الكحول لفترة زمنية طويلة ثاني الأسباب انتشارا بالإضافة إلى أن هناك العديد من الأمراض الأخرى لالتهاب الأقنية الصفراوية مثل التهاب الكبد B والتهاب الكبد المناعي الذاتي ،التهاب الكبد الدهني غير الكحولي ،التهاب الكبد الدهني وهو مرض ينتج عن تراكم الدهون في الكبد، مما يؤدي إلى التهاب وتلف خلايا الكبد، كما أن هناك بعض الحالات الوراثية مثل مرض ويلسون، حيث تتراكم مستويات خطيرة من النحاس في الكبد ومرض ترسب الأصبغة الدموية، حيث يتراكم الحديد في الكبد ،بالإضافة إلى أمراض القنوات الصفراوية وهي عبارة عن أنابيب تنقل الصفراء السائل الهضمي الذي يصنع في الكبد إلى الأمعاء الدقيقة. وأضاف إسماعيل أن من ضمن الأسباب أيضا لزراعة الكبد سرطان الكبد الأولي أي السرطانات التي تنشأ في الكبد مثل سرطان الخلايا الكبدية وفى هذه الحالة زراعة الكبد هو الحل الأمثل. وأوضح أن الكبد هو العضو الوحيد الذي يؤخذ جزء من كبد الشخص المتبرع ويزرع في المريض وينمو كبد المتبرع والمريض خلال أشهر قليلة من الزرع، أما عن المخاطر التي قد تحدث للمريض بعد عملية الزرع أشهرها رفض الجسم للكبد الجديد، وهذا يحدث في حوالي 10 ٪ من متلقي زراعة الكبد، وغالبا ما يحدث في غضون الأشهر الثلاثة الأولى بعد الزرع، ولكن هذا لا يمنع حدوثه في أي وقت. وأشار إسماعيل أنه لتجنب حدوث رفض الجسم للعضو الجديد يجب تناول الأدوية المثبطة للمناعة لفترة طويلة، و قد تتغير جرعة هذه الأدوية بشكل متكرر حسب استجابة المريض بشكل عام فالهدف من هذه الأدوية هو الحفاظ على التوازن بين منع الرفض وجعل المريض عرضة للعدوى والآثار الجانبية الأخرى المرتبطة بالاستخدام طويل الأمد لمثبطات المناعة ، وهناك أعراض تظهر فى حالة الرفض مثل ارتفاع شديد في درجة حرارة المريض، صداع مستمر، غثيان، فقدان للشهية وإعياء، تغير لون الجلد إلى اللون الأصفر وخاصة في بياض العين بالإضافة إلى تغير لون البول إلى اللون الداكن وألم في البطن أو تورم ، وأحيانا تكون الطريقة الوحيدة للكشف عن الرفض هي من اختبارات الدم الروتينية، ولهذا نشدد على أهمية المتابعة بانتظام مع فريقك الطبي في السنة الأولي من الزرع سواء إذا كانت هناك أعراض أم لا. ويذكر إسماعيل أن عملية زراعة الكبد وزراعة الأعضاء بصفة عامة هي عمليات إنقاذ حياة لأن الشخص لا يستطيع العيش بعضو تالف توقف عن أداء وظائفه وأنه عادة ما يعود المريض إلى الأنشطة العادية أو شبه الطبيعية بعد 6إلى12 شهرا من الزرع، ولكن يجب أن يلتزم المريض بعدة نصائح منها كما ذكرنا الحفاظ على جميع المواعيد الطبية، تناول الأدوية كما هو موصوف، يجب التعرف على علامات الرفض أو العدوى، تجنب الأشخاص المصابين بأمراض معدية حتى ولو نزلات البرد والأنفلونزا، الحفاظ على نمط حياة صحي وتناول الخضراوات والفواكه وممارسة الرياضة بانتظام والإقلاع عن التدخين..