11-11-2023 | 09:02
أماني عزت
التهاب الجلد “التأتبي” أو ما يعرف “بالإكزيما” هو من أكثر الأمراض الجلدية شيوعا بين الأطفال الصغار، وهو مرض يصيب الجلد بجفاف ويجعله ملتهبا ومثيرا للحكة بشكل مستمر.
وعلى الرغم منه أنه يصيب الأطفال بشكل واسع إلا إنه يحدث للبالغين أيضا فى أية سن ولكنه مرض ليس معديا كغيره من الأمراض الجلدية.
فى البداية تقول الدكتورة هالة الشيخ استشاري الأمراض الجلدية و الليزر إن أعراض الإكزيما تظهر فى أماكن مختلفة في الجسم مثل: فروة الرأس ،منطقة الصدر، على جانبي الوجه، فى الرجلين وتحت الركبتين وتختلف فى شكلها من شخص لآخر وتظهر على شكل جفاف وتشقق الجلد، والشعور برغبة فى الحكة فى منطقة الملتهبة، وطفح جلدي وتورم يختلف لونه على حسب لون البشرة بالإضافة إلى زيادة سمك الجلد وتصبغ لونه بلون داكن وتظهر تقرحات فى المراحل المتقدمة.
وتشير الشيخ إلى أن أسباب الإصابة بالإكزيما غير معروفة بشكل دقيق ومن الممكن أن تحدث بسبب أن الجلد فقد القدرة على الاحتفاظ بالرطوبة والحماية من البكتيريا والعوامل البيئية ومهيجات الحساسية مما يضعف عمل حاجز الجلد، وقد يؤدي هذا الضعف إلى تحفيز الجهاز المناعي الذي يسبب التهاب الجلد .
وتوضح أنه على الرغم من أنه مرض جلدي إلا أنه غير معد ولكن قد يؤثر على الحياة اليومية للشخص المريض لأنه يسبب الشعور بعدم الراحة وقد يؤثر على النوم وخاصة عند الأطفال، كما أن وجود قشور جلدية يجعل المريض يشعر بالحكة بشكل مستمر و مزمن وهو ما يعرف بالتهاب الجلدي العصبى لأن المريض يشعر براحة مؤقتة عند حك المنطقة المصابة الذي يزيد من نشاط الألياف العصبية الموجودة فى هذه البقعة المصابة ومع الوقت تتحول الحكة إلى عادة .
وقد تتسبب هذه الحالة فى تغير لون الجلد وزيادة سماكته وتصلبه، بالإضافة إلى أن الحك المتكرر يؤدي إلى خدش الجلد وظهور تقرحات وتشققات مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى بسبب البكتيريا والفيروسات الموجودة على الجلد وربما تهدد حياة المريض.
وتؤكد د.هالة على أن هناك مهيجات تزيد من الإكزيما خاصة فى فصل الشتاء مثل: ارتداء الأقمشة الصوف الخشن وخاصة الأطفال، جفاف الجلد أيضا بسبب قلة شرب الماء فى فصل الشتاء، التعرض للهواء البارد والجاف، كما أن هناك مهيجات أخرى مثل: وبر الحيوانات الأليفة، التعرض للمواد الكيميائية بشكل مستمر مثل: منتجات التنظيف والعطور، حبوب اللقاح والغبار والدخان.
أما بالنسبة للأطفال وخاصة الرضع فقد تزداد نوبات التهيج بسبب تناول أطعمة معينة مثل: حليب البقر أو البيض.
أما عن العلاج يقول الدكتور أحمد صادق استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية والليزر أن العلاج يكون بالحفاظ على ترطيب الجلد بشكل مستمر مع استخدام بعض الكريمات والمراهم خاصة فى الأطفال ولكن يجب وضعها على الجلد جاف وتجنب التعرض للشمس عند استخدامه، بالإضافة إلى أخذ مضادات الهيستامين للمساعدة في تخفيف الحكة، كما أنها تسبب النعاس لذا ننصح بها لأن أغلب المرضى يعانون من قلة النوم بسبب الحكة.
ويشير صادق أنه فى الحالات التي لا تتحسن باستخدام العلاجات الموضعية نلجأ إلى العلاج بالضوء عن طريق تعرض المنطقة المصابة لأشعة فوق البنفسجية الاصطناعية.
وعن طرق الوقاية من الإكزيما يقول صادق إنه من الممكن تجنب نوبات تهيج الإكزيما عن طريق تقليل جفاف الجلد باستخدام بعض أنواع الكريم والمراهم التي تعمل على ترطيب البشرة مرتين يوميا بشرط أن تكون هذه الكريمات آمنة وغير معطرة، والحرص على الاستحمام يوميا بماء دافئ بدل من الماء الساخن لمدة لا تزيد على 10 دقائق، وبالنسبة للأطفال لا داعي من استخدام الصابون أو سائل فقاعات فى الاستحمام لأنه قد يهيج البشرة ويمكن أن نستخدم الصابون المضاد للبكتيريا ، بالإضافة إلى تجفيف البشرة برفق باستخدام منشفة ناعمة ويوضع المرطب على البشرة وهي رطبة، وأخيرا يجب معرفة المواد المهيجة التي تزيد من الإكزيما لأنها تختلف من شخص لآخر والعمل على تجنبها وتجنب أي شيء يسبب الحكة لأن حك الجلد هو محفز التهيج فى أغلب الحالات.