12-10-2024 | 11:13
احمد فاخر
سرطان الثدي هو الأكثر خطورة على المرأة، حيث تصاب به أكثر من ثلث النساء حول العالم لأسباب مختلفة، في هذا التحقيق نتعرف على أهم أسباب الإصابة بهذا السرطان المُزعج وكيفية الوقاية منه، خاصة فى شهر التوعية بمرض سرطان الثدى.
يبتديءُ الحديث سريعًا الدكتور حسين خالد أستاذ جراحة الأورام الذي يقولُ: إنّ سرطان الثدي يأتي على رأس قائمة الأورام الأكثر انتشاراً لدى السيدات، وهو يكون في حدود حوالي 35 حالة جديدة سنوياً لكل مائة ألف نسمة، وتلك النسبة تمثل حوالي 33 % من حالات السرطان لدى السيدات، والتدخين أحد الأسباب الرئيسية للإصابة.
كما أن المشاكل المرتبطة بالهرمونات من أهم أسباب الإصابة بسرطان الثدي ، فالسيدات الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي هن اللاتي بدأت عندهن الدورة الشهرية مبكراً في سن صغيرة أو اللاتي ظلت عندهن الدورة دون انقطاع حتى سن كبيرة عن المعتاد أو اللاتي لم يتزوجن أو لم ينجبن أو اللاتي تم علاجهن على سنوات طويلة من هرمونات الإستروجين أو البروجيستيرون، إضافة إلى العامل الوراثي الذي يعتبر من الأسباب الهامة للإصابة بسرطان الثدي.
في نفس الوقت، وطبقًا للدكتور حسين خالد، فإنّ الوجبات السريعة والمأكولات من اللحوم المصنعة مثل اللانشون والسوسيس والهوت دوج وغيرها تعتبر من أهم أسباب الإصابة بالسرطان، لذلك يجب تجنب تناول تلك الأنواع من الأطعمة بشكل دائم لأن أضرارها أكثر من فوائدها، ومن جهة أخرى يجب الاهتمام بتناول وجبات تحتوي على العناصر الغذائية المفيدة للجسم، كما يجب تناول طعام يحتوي من 5 إلى 7 ألوان يومياً.
وللحصول على الطعام الصحي يجب على ربة المنزل تجنب قلي الطعام في زيت مستهلك مع تجنب تسوية الطعام بشكل مبالغ فيه لتجنب الأضرار الصحية المختلفة التي تنتج عن ذلك.
وعن أسباب الإصابة يضيف الدكتور عمر شريف عمر أستاذ جراحة أورام الثدي أن سرطان الثدي له عوامل مسببة، فمثلاً النساء اللاتي تبدأ عندهن الدورة الشهرية في سن مبكرة وتستمر لسن متأخرة هن أكثر تعرض للمرض، كما أن من تعانين من السمنة المفرطة أكثر تعرضا أيضاً للإصابة، كما أن استخدام وسائل منع الحمل دون استشارة طبيب متخصص، أو الإفراط في استخدام الهرمونات بدون دقة ، والتي يتعرض لها النساء اللاتي تجري لهن عمليات حقن مجهري لأكثر من مرة، ولكن أهم عامل مؤثر للإصابة هو حدوث إصابة سابقة بسرطان الثدي وتم علاجه، كما تصل نسبة الإصابة نتيجة عامل وراثي إلى 5 % والذي يحدث نتيجة تاريخ مرضي لإصابة أحد أفراد العائلة بسرطان الثدي في سن مبكرة.
ويمثل سرطان الثدي عند الرجال 1 % من عدد حالات الإصابة عند المرأة، بمعنى أنه يصاب رجل واحد من كل 100 سيدة مصابة، وهي تعتبر نسبة قليلة جداً مقارنة بنسب الإصابة عند المرأة، وعادة تكون الوراثة لها دور كبير في الإصابة عند الرجال، وأشهر الأعراض التي نلاحظها في أورام الثدي هو ظهور كتلة غريبة على أحد الثديين ، ويسهل للمرأة معرفة ذلك حين المقارنة بين الجانبين، أو ظهور أي تغير في جلد الثدي مثل جفافه ليصبح مثل قشرة البرتقالة أو أن تكون الحلمة مشدودة للداخل، أو حدوث جرح في إحدى الحلمتين دون الأخرى، وبشكل عام يجب أن تهتم المرأة كثيراً بأي تغير يحدث في جانب واحد من الثدي دون الآخر، وتتوجه مباشرة إلى طبيب متخصص في جراحات الثدي وليس طبيب جلدية أو نساء وتوليد لأن سرعة التشخيص تساعد كثيراً في العلاج.
وسرطان الثدي الالتهابي يعتبر أشرس نوع في سرطانات الثدي، حيث إن له خصائص بيولوجية في منتهى الشراسة ، كما أنه يأخذ الكثير من الوقت لتشخيصه، ولكن في مقابل ذلك فهو له استجابة سريعة جداً للعلاج.
ويتم علاج سرطان الثدي حالياً عن طريق خمسة أسلحة وهم: العلاج الجراحي والكيماوي والإشعاعي والهرموني والموجه كلٌ حسب حالته، ولذلك فنحن دائماً نشبِّه سرطان الثدي بثمرة المانجو التي لها الكثير من الأنواع وكل منهم له شكله وطعمه وصفاته، بالإضافة لحالة المريضة بالنسبة للسن وحجم الثدي والمناعة وحالتها الاجتماعية وإن كانت مصابة بأمراض مزمنة وغيرها بالإضافة لاختلاف إمكانيات العلاج من مكان لآخر، وبالتالي ذلك يؤدي إلى تنوع العلاج المستخدم حسب حالة المريضة.
وليس هناك أي علاقة بين عمليات التجميل والإصابة، ولكن بشرط أن يقوم طبيب التجميل بتقييم الثدي عن طريق فحصه إكلينيكياً بالأشعة قبل إجراء العملية، وهذا الإجراء في منتهي الأهمية سواء كوقاية للمريضة وتأمين للطبيب، حيث يمكن أن يتم إجراء العملية لسيدة مصابة بأورام بالفعل، وبالتالي عند ظهور المرض بعد العملية سوف يتحمل طبيب التجميل المسئولية كاملة، فأي مريضة تم لها إزالة للثدي نتيجة ورم سرطاني من حقها إعادة بناء الثدي، ولكن المهم هو اختيار التوقيت المناسب لذلك، وهذا لن يتم إلا بعد التأكد من شفاء المريضة بشكل كامل فالشفاء له موعد محدد أما الجمال فيمكن إحضاره في أي وقت.
وفي النهاية يشير الدكتور أحمد إبراهيم خضر استشاري أمراض النساء والتوليد إلي أن أحدث نظم العلاج الموجودة حالياً هو وجود فريق طبي متكامل متنوع التخصصات لتشخيص الحالة بشكل جماعي، وهذا يجعل التشخيص ووضع خطة علاج أكثر دقة، مما يزيد من سرعة الوصول للشفاء في أقل وقت ممكن وبأقل تكلفة، وعلى المريضة أن تظل في متابعة مستمرة ودورية وبنظام معين لفترة مع الطبيب تصل إلى 10 سنوات في بعض الحالات.
والأساس في مقاومة سرطان الثدي هو (التوعية).
وأسهل طرق التشخيص المبكر عن طريق الكشف المنزلي على الثدي بعد نهاية كل دورة شهرية، كما يفضل للسيدات اللاتي وصلن لسن 40 عاماً فأكثر أن يقمن بعمل أشعة سونار وماموجرام مرة كل سنة على الأكثر، وعند ظهور أي تغيرات خاصة في ناحية واحدة من الثدي يجب التوجه سريعاً لطبيب متخصص بأمراض الثدي، لأن هناك مشاكل بالثدي غير سرطانية، ولكن خطيرة مثل (الالتهاب المناعي المرتجع المزمن) الذي يصيب الثدي ويشبه الخراج وإهماله أو العلاج الخاطئ له يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، لذلك يجب أن يعامل بصبر وحنكة شديدة من طبيب متخصص للسيطرة عليه.