14-12-2024 | 11:39
أحمد فاخر
كثيراً ما يكون الشخص يعاني من مشكلة في الجهاز الهضمي ويطلب منه الطبيب عمل تحليل للدم ليتفاجأ بزيادة إنزيمات الكبد بشكل ملحوظ مما يضطر الطبيب إلى تحويل المريض لطبيب مختص للعمل على تخفيض إنزيمات الكبد أولاً، فماذا عن التداعيات الصحية لذلك وكيف يمكن الوقاية ؟
بدأ الحديث الدكتور محمد محمود نبيل استشاري أمراض الكبد والجهاز الهضمي بتوضيح معنى أنزيمات الكبد بأنها عبارة عن مواد كيميائية موجودة داخل خلايا الكبد، وخلايا الكبد مثل كل شيء خلقه الله تعالى فهي عندما يزيد عمرها تصاب بالشيخوخة وتموت وبالتالي تبدأ تلك الأنزيمات بالخروج من داخلها وتذهب إلى الدم، ونتيجة لذلك تظهر بالدم ونستطيع قياسها عن طريق تحليل الدم، والمعدل الطبيعي لرقم الأنزيمات في التحليل يختلف من معمل لآخر لذلك عندما ترى رقم الأنزيمات في تقرير التحليل المعملي سوف تجد في الجانب الأيمن مكتوب المدى الطبيعي للأنزيمات بحيث يكون مدى بين رقمين وهذا هو المعدل الطبيعي الذي لا يجب أن يزيد أو يقل عنه، وبالتالي لو كانت نتيجة تحليلك داخل هذا المدى فأطمئن لأن نتيجتك تعتبر طبيعية ولا يوجد ما يدعو للقلق.
ودلالة ارتفاع أنزيمات الكبد تكون نتيجة في تكسير تلك الأنزيمات أكثر من المعتاد، ويمكن أن يكون هذا التكسير حاداً نتيجة للإصابة بفيروس كبدي مثل فيروس (B) أو (C) أو (D) أو تناول علاج أو هناك حساسية بالجسم اتجاهه، مما قد يؤدي لارتفاع بسيط لمتوسط يصل إلى 200 درجة وأحياناً يصل الارتفاع ليكون حاداً في أنزيمات الكبد بحيث يمكن أن تصل الأرقام إلى الآلاف، وهذا يختلف نتيجة معدل التكسير في خلايا الكبد.
كما أن تليف الكبد يمكن أن يؤدي لارتفاع بسيط في إنزيمات الكبد أو لا يسبب ذلك بالمرة، وهذا يعني أنه يمكن أن يكون المريض مصاباً بتليف في الكبد ومع ذلك أنزيمات الكبد معدلاتها طبيعية ولا يظهر عليها أي اضطراب، وهذا يحدث غالباً عندما يكون المريض مصاباً بفيروس (C) وتليف في الكبد في الوقت نفسه، وبالتالي عندما يتناول علاج فيروس (C) سوف يتوقف التكسير في خلايا الكبد وبالتالي لا يزيد معدل الإنزيمات على الطبيعي،كما أن في المراحل المتأخرة من تليف الكبد لا تزيد الإنزيمات بسبب تكسر جميع خلايا الكبد بشكل كامل، وهنا يتم اللجوء لأساليب أخرى للتشخيص مثل: السونار أو عمل تحليل لنسبة الصفراء التي غالباً ما نجدها عالية مع انخفاض نسبة الألبومين مما يؤكد تليف الكبد بالكامل.
أما عن أسباب ارتفاع أنزيمات الكبد أضاف الدكتور محمد علي مخلوف أستاذ أمراض الباطنة والكبد بأن ذلك يختلف على سبب حدوث هذا الارتفاع، وهي يمكن أن تكون كالتالي:
1 - الإصابة بفيروسات الهربس أو الكوفيد.
2 - تناول أدوية لأمراض أخرى من آثارها الجانبية أنها تسبب زيادة في أنزيمات الكبد مثل بعض المسكنات أو بعض المضادات الحيوية أو خلافه.
3 - تناول الكحول وبعض المخدرات التي تسبب ارتفاعا في الأنزيمات مع مشاكل في الكبد بشكل عام.
4 - الإصابة ببعض الفيروسات الكبدية المزمنة مثل (B) أو (C) أو (D) التي تسبب ارتفاعا طفيفاً أو متوسطاً لأنزيمات الكبد.
5 - الإصابة بمرض الكبد الدهني، وهو زيادة الدهون على الكبد.
6 - التهاب الكبد المناعي، مما يجعل الجسم يفرز أجساماً مضادة تؤدي لارتفاع أنزيمات الكبد.
7 - عيوب ومشاكل جينية مما يجعل الحديد يتراكم بنسبة كبيرة داخل الكبد مما يؤدي إلى تليفه.
8 - عدم استطاعة الكبد التخلص من بروتين النحاس مما يجعله يتراكم بنسبة كبيرة داخله مما يؤدي إلى التهاب وتليف بالكبد، وهو ما يطلق عليه مرض «ويلسون».
وهذا يعني أنه ليس شرطاً أن تكون مصاباً بإحدى فيروسات الكبد لتصاب بالارتفاع في أنزيماته، ومن جهة أخرى يمكن أن يكون المريض مصاباً بدهون على الكبد بالرغم من أن نسبة الأنزيمات طبيعية، كما أن المصابين بفيروس (B) خامل تكون أنزيمات الكبد عندهم طبيعية بالإضافة للمصاب بتليف كبدي غير نشط تكون أنزيماته طبيعية أيضاً، وبالتالي هناك العديد من الأسباب التي تختلف حسب الحالة من شخص لآخر، ولذلك فالتوجه للطبيب المختص هو أمر ضروري للتشخيص السليم ومعرفة السبب الحقيقي خلف هذا الارتفاع لإتباع البروتوكول المناسب في العلاج.
كما أنه بالرغم من أن هناك 99 % من المرضى لا يكون عندهم أية أعراض لارتفاع أنزيمات الكبد ويكتشفون ذلك بالصدفة عند عمل تحليل للدم، إلا أن أهم الأعراض التي تدل على الارتفاع في أنزيمات الكبد: اصفرار بالعين أو تورم في القدمين، ولكن تلك الأعراض تظهر في الحالات المتأخرة التي دائماً ما نتجنب الوصول إليها.
وقد أشار في النهاية الدكتور محمد البكل أستاذ الأمراض الباطنة والكبد بأن هناك طرقا مختلفة لتشخيص أسباب زيادة إنزيمات الكبد، ولكن الطبيب يطلب جميع التحاليل التي يمكن أن تشير إلى حدوث مشكلة بالكبد بسبب تعدد أسباب الإصابة.
وبمجرد الوصول إلى سبب ارتفاع الإنزيمات نبدأ في مرحلة علاج هذا السبب لتعود الإنزيمات إلى طبيعتها بدون أية مشكلات.