15-2-2025 | 11:14
أحمد فاخر
عندما تستيقظ صباحًا لتبدأ يومًا جديدًا بنشاط وذهن صافٍ، تشعر بألم شديد يعكر صفوك بمجرد أن تضع قدميك
على الأرض لدرجة أنك لا تستطيع الوقوف لبرهة، ولكن بمجرد التحرك داخل المنزل يقل ثم يزول هذا الألم، هل هذه تكون هى أعراض الشوكة العظمية ، وماذا عن طرق الوقاية والعلاج؟!
بدأ الحديث الدكتور أمير صالح أستاذ العلاج الطبيعي بتوضيح عظام القدم بأنها عظام ملساء مستديرة، ولكن مع تراكم حمض البوليك الذي يتكون على هيئة كريستالات دقيقة جدًا تتراكم حول أماكن الارتكاز وفي أبعد نقطة عن القلب وهي كعب القدم، وبالتالي تحدث ظاهرة (بيزو) وهي جذب العظام التي يحدث عليها تحميل لكريستالات حمض البوليك التي تتراكم مع بعضها مثل حبيبات الرمل الصغيرة التي تكون صخرة، مما يؤدي إلى شعور المريض بألم شديد جدًا في كعب القدم بعد الاستيقاظ صباحًا وبمجرد وضع قدميه على الأرض، ولكن مع ممارسة حياته الطبيعية صباحًا يقل الألم بشكل ملحوظ نتيجة تعود الجسم على الإشارة التي تصدر من كعب الرجل للمخ مما يجعل المريض لا يشعر بالألم رغم استمرار المشكلة، ونتيجة لذلك أغلب المرضى لا يهتمون بالأمر ويتعايشون دون إجراء أي تحليل طبي طالما يزول الألم مع الوقت، بالرغم من أنه يجب عليه إجراء تحليل بول ودم معًا لأنه يمكن أن يكون نسبة حمض البوليك في الدم جيدة ولكن زائدة في تحليل البول وهذا ما يحدث لنسبة من المرضى تصل إلى 22 %، وهذا يعني أن إفراز الجسم من البول يكون مشبعاً بحمض البوليك مما يؤثر بشكل سلبي على الكليتين حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة نسبة الكرياتينين واليوريا مما يؤثر على وظائف الكلى، كما يمكن أن تتكون حصوات بالكلى.
ولذلك ننصح المرضى دائماً بأن العلاج يبدأ أولاً باتباع نظام غذائي صحي وذلك عن طريق الامتناع عن:
• اللحوم الحمراء وتعويضها بلحوم الدواجن والأسماك، حيث إن زيادة كمية البروتين في الجسم يؤدي إلى زيادة حمض البوليك نتيجة صعوبة هضمها بشكل صحيح.
• تناول الكبد والقوانص والطحال والقلب.
• تناول كلاً من البط والإوز والحمام.
• البقوليات مثل: الفول والطعمية والعدس واللوبيا
والحمص والترمس.
• تناول التسالي بجميع أنواعها مثل: اللب والسوداني والمكسرات.
• شرائح البطاطس الجاهزة.
• تناول المياه الغازية والشعير.
• شرب الشاي والقهوة ومشتقاتهما.
هذا مع الاهتمام بشرب الكثير من الماء بشكل يومي لأنها تساعد على تقليل نسبة حمض البوليك في الجسم، مع ارتداء نعل سليكون داخل الحذاء لتقليل آلام القدم مع الامتناع عن السير حافي القدمين بشكل نهائي حتى لا تزيد نقط الضغط على القدم وبالتالي تقل الشحنات الكهربائية داخل القدم التي تمتص كريستالات حمض البوليك وتجمعها حولها.
يشير الدكتور تامر عمر السعيد أستاذ الروماتيزم بأن هناك آلامًا في القدم تحدث نتيجة حدوث التهاب في الغشاء المبطن لعظام الكعب والموجود بين العظام والجلد، ويحدث هذا الألم أحيانًا نتيجة ما يطلق عليه (الشوكة العظمية) بالكعب نتيجة السير لمسافات طويلة دون راحة أو الوقوف لأوقات طويلة حافي القدمين أو ارتداء أحذية صلبة النعل، وبالتالي في حالة إجراء أشعة أوضحت وجود تلك الشوكة العظمية يجب على المريض أولاً ارتداء حذاء ذو فرشة مصنوعة من السيليكون الطري حتى يقلل ذلك من حدة الألم، كما يجب شراء الكعب السيليكون بناءً على استشارة الطبيب لأنه يختلف حجمه وسمكه من مريض لآخر، وهذا يفسر شكوى بعض المرضى من وجود ألم زائد بعد استخدام الكعب السيليكون لأنه في تلك الحالة كان من المفترض شراء فرشة كاملة وليس كعب سيليكون.
أما المرحلة التي تليها فهي تقليل الوقوف على القدمين لفترات طويلة بقدر الإمكان للمساعدة في تقليل أعراض الألم، هذا مع تناول الأدوية التقليدية المضادة للالتهاب، وفي حالة عدم استجابة المريض للعلاجات التقليدية مع تركيز الألم في بقعة محددة بكعب القدم يمكن أن نقوم بحقن تلك المنطقة بالمادة التى نفضل التعامل بها، ويتم إعطاء المريض بنجًا موضعيًا قبل الحقن حتى لا يشعر بالألم سوى بألم حقنة البنج فقط، وبعد الحقن يذهب المريض ليرتاح في منزله يومين فقط ثم يمارس حياته الطبيعية، وفي بعض الحالات يمكن إعطاؤه جرعة ثانية بعد أسبوعين عن طريق تكرار نفس عملية الحقن مرة أخرى، وتأتي المرحلة الأخيرة عن طريق إعطاء المريض بعض التمارين التي تعمل على إطالة أغشية كعب القدم والتي من الضروري أن يقوم بها صباح كل يوم.
كما يضيف الدكتور أحمد الشامي أخصائي العلاج الطبيعي عن أنواع العلاج بأنها كثيرة ومختلفة ومن أهمها على الإطلاق هو العلاج الطبيعي الذي يساعد بشكل كبير على القضاء على الشوكة العظمية، كما أن تمارين الاستطالة وهي عبارة عن تمرينين مهمين يعملان على استهداف عضلة السمانة، وذلك بالاستناد على الحائط وشد عضلة السمانة لعدد 3 مرات كل مرة مدتها 30 ثانية، أما التمرين الثاني وهو عن طريق الجلوس على الأرض وشد مشط القدم باتجاه الجسم عن طريق قطعة قماش أو حبل حتى نشعر بشد في عضلة السمانة، كما يجب على المريض ارتداء أنواع جيدة من الأحذية يكون فرشها يأخذ شكل القدم من الأسفل وليست أحذية ذات نعل مستوي من الأسفل، وإن لم يكن لدينا أحذية تحتوي على نعل بهذا الشكل يمكن أن نشتري نعلًا طبيًا مرنًا يأخذ شكل القدم من الأسفل، كما أن هناك ما يطلق عليه جبيرة النوم وهي قطعة يتم ارتداؤها في القدم أثناء النوم للعمل على شد عضلة السمانة طوال ساعات النوم دون عناء، ويجب الإشارة إلى أن حوالي 90 % من الحالات تتحسن بعد الالتزام بأحد أساليب العلاج السابق ذكرها، أما إذا استمر الألم رغم العلاج لمدة تصل إلى 9 أشهر، نلجأ إلى التدخل الجراحي ويكون إما بإزالة النتوء العظمي الموجود أسفل القدم أو العمل على إراحة الغشاء المبطن للقدم لتقليل الالتهاب.