مرض كرون هو أحد أمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة ويصنف كمرض غير منتشر مقارنة بالقولون العصبي. يتميز بحدوث التهابات متكررة قد تصيب أي جزء من الجهاز الهضمي من الفم وحتى المستقيم وغالبًا ما يؤثر على الأمعاء الدقيقة والغليظة و على الرغم من  أن العلاج الدوائي ضروري، إلا أن التغذية تلعب دورًا أساسيًا في التخفيف من الأعراض وتحسين جودة الحياة. تقول الدكتورة نهى القاضى استشاري التغذية إن الأطعمة التي يفضل تجنبها لمرضى كرون تشتمل على الأطعمة الغنية بالألياف الصلبة مثل المكسرات، البذور، والخضروات النيئة لأنها قد تسبب تهيج الأمعاء ،كما أن الدهون الزائدة والأطعمة المقلية قد تزيد من الإسهال وصعوبة الهضم ، بالإضافة إلى منتجات الألبان و خصوصًا عند وجود عدم تحمل اللاكتوز و المشروبات الغازية والكافيين التي قد تزيد من الغازات وتفاقم الأعراض. وتوضح القاضى أن الأطعمة الموصى بها لمرضى كرون هى البروتينات الخفيفة مثل الدجاج المشوي، السمك والبيض لدعم التئام الأنسجة و الكربوهيدرات سهلة الهضم مثل الأرز الأبيض، البطاطس المسلوقة والمعكرونة ، كما أن الخضروات المطهية جيدًا مثل الجزر والكوسة تقلل التهيج المعوي ، بالإضافة إلى بعض المكملات الغذائية مثل فيتامين B12، الحديد، والكالسيوم لتعويض النقص الناتج عن سوء الامتصاص. وشددت على أهمية المتابعة الغذائية لأن النظام الغذائي في مرض كرون ليس ثابتا، بل يختلف حسب شدة الالتهاب ومرحلة المرض. في حالات نشاط المرض يوصى بالأطعمة اللينة قليلة الألياف، بينما في فترات الهدوء يمكن توسيع النظام الغذائي تدريجيًا ، فإدارة التغذية بشكل صحيح تساعد على تقليل الانتكاسات، الحفاظ على الوزن وتعويض النقص الغذائي وهو ما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من خطة العلاج إلى جانب الأدوية.