10-9-2025 | 11:35
دعاء نافع
يحدثنا د. أحمد عبد الفتاح صديق – باحث بقسم الفارماكولوجي- معهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية – المركز القومي للبحوث أنه
يُعد داء السكري أحد أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا في القرن الحادي والعشرين، حيث يصيب ملايين الأشخاص حول العالم، ويتزايد انتشاره بوتيرة مقلقة. ورغم خطورته، لا يزال يُعرف بـ"المرض الصامت"، فداء السكري هو اضطراب مزمن يحدث عندما يعجز الجسم عن إنتاج كمية كافية من الأنسولين، أو عندما لا يستخدمه بكفاءة حيث يعتبر الأنسولين هو الهرمون المسئول عن إدخال السكر من الدم إلى الخلايا وفي حال اختلال هذا التوازن، يرتفع مستوى السكر في الدم، مما يسبب مشكلات صحية مع الوقت والتي يمكن أن تؤدي إلي مضاعفات خطيرة مثل ﺃمراض القلب والأوعية الدموية وتلف الأعصاب والفشل الكلوي وفقدان البصر وبتر الأطراف في بعض الحالات المتقدمة .
وينقسم داء السكري إلي 3 أنواع: النوع الأول: مرض مناعي ذاتي، غالبًا ما يظهر في سن مبكرة، ويعتمد المريض فيه على الأنسولين مدى الحياة.
النوع الثاني: الأكثر شيوعًا، ويرتبط غالبا بالسمنة وقلة النشاط البدني ونمط الحياة غير الصحي.
النوع الثالث: سكري الحمل ويصيب بعض النساء أثناء الحمل وقد يختفي بعد الولادة، لكنه يزيد من خطر الإصابة بالسكري لاحقًا.
ومن الأعراض الشائعة لداء السكري العطش المستمر وكثرة التبول خصوصا ليلا والإرهاق غير المبرر وفقدان الوزن المفاجئ وبطء التئام الجروح والالتهابات المتكررة (الجلد، المهبل، المثانة وتشوش الرؤية) ولذلك يجب إتباع أحدث توصيات منظمة الصحة العالمية (WHO) والجمعية الأمريكية للسكري (ADA): والتي ﺃكدت علي ضرورة إجراء تحاليل دقيقة لداء السكري والتي تعتمد علي قياس مستوي الجلوكوز (السكر) في الدم ومن أهمها تحليل السكر التراكمي ( الهيموجلوبين السكري) وهو عبارة عن نسبة الجلوكوز المرتبط بخلايا الهيموجلوبين في الدم. هذا الترابط يحدث بشكل طبيعي عندما يكون مستوى السكر في الدم مرتفعًا، ويتراكم الجلوكوز على جزيئات الهيموجلوبين في خلايا الدم الحمراء وبما أن عمر كريات الدم الحمراء حوالي 120 يوما، فإن تحليل الهيموجلوبين السكري يعطي فكرة عن متوسط مستوى السكر في الدم خلال آخر 2–3 أشهر.
ولذلك نؤكد أن نمط الحياة الصحي هو السبيل الوحيد للوقاية من داء السكري ومضاعفاته من خلال النشاط البدني المنتظم (مثل المشي 30 دقيقة يوميًا( وتقليل استهلاك السكريات والنشويات البسيطة والدهون المشبعة والإكثار من الخضروات والبقوليات والتحكم في التوتر والقلق والفحص الدوري لمستوى السكر، خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي.
وفي الختام نؤكد ﺃن الإصابة بداء السكري ليس نهاية الطريق، بل يمكن التعايش معه والسيطرة عليه باتباع نمط حياة صحي والإلتزام بالعلاج. والأهم من ذلك، أن الكشف المبكر والوعي المجتمعي يمثلان خط الدفاع الأول ضد هذا المرض الصامت.