27-9-2025 | 11:57
أمانى عزت
يعمل الكبد بصمت كخط دفاع أساسي في الجسم، فهو ينقي الدم من السموم، ويخزن الفيتامينات والمعادن وينظم عمليات هضم الدهون والسكريات و خلال العقود الأخيرة ومع تغير نمط الحياة وزيادة السعرات الحرارية المتناولة وقلة النشاط البدني ظهرت حالات الإصابة بمرض الكبد الدهني ليصبح أحد أكثر أمراض الكبد تواجداً.
وتكمن خطورته في كونه لا يعطي أعراضا مبكرة، ولذلك يطلق عليه اسم المرض الصامت، لكن الاكتشاف المبكر وتعديل أسلوب الحياة يمكنا المريض من استعادة صحة الكبد والحد من المضاعفات، كما نتعرف على هذا فى التحقيق التالى .
فى البداية يوضح الدكتور محمد خطاب أستاذ أمراض الباطنة، أن الكبد الدهني هو حالة يتراكم فيها الدهن داخل خلايا الكبد بنسبة تزيد علي خمسة بالمئة من وزن العضو و يمكن أن يحدث ذلك بسبب زيادة الوزن أو مقاومة الأنسولين أو اضطراب الدهون في الدم، كما يلعب النظام الغذائي غير الصحي ونمط الحياة دورا رئيسيا في تطور الحالة.
أما عن أسباب الإصابة تتعدد العوامل المؤدية إلى تراكم الدهون في الكبد ومن أهمها السمنة وارتفاع محيط الخصر ومقاومة الأنسولين ومرض السكر، إضافة إلى ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول، و كذلك يسهم الإفراط في تناول الأغذية المصنعة، والحلويات، والمشروبات الغازية في الإصابة، وكذلك بعض الأدوية ومشكلات الغدة الدرقية أو العوامل الوراثية قد تزيد أيضا من الخطورة.
ويشير خطاب إلى أن الأعراض والعلامات في المراحل المبكرة يكون المرض بلا أعراض واضحة، لكن بعض المرضى قد يشتكون من تعب مزمن أو شعور بثقل في الجهة اليمنى العليا من البطن ومع تقدم المرض قد يظهر تضخم في الكبد، صفار الجلد والعينين، فقدان وزن غير مبرر أو تجمع سوائل في البطن، ولذلك ينصح بإجراء فحوص دورية لمن لديهم عوامل خطر مثل السمنة أو السكر.
ويحذر أستاذ أمراض الباطنة من المضاعفات المحتملة في حال إهمال المرض واستمرار العوامل المسببة قد يتطور إلى التهاب كبدي دهني غير كحولي ويتبعه تليف كبدي يقلل قدرة الكبد على أداء وظائفه وفي حالات متقدمة قد يتطور الأمر إلى سرطان الكبد أو فشل كبدي يستلزم زراعة.
وشدد خطاب على ضرورة المتابعة وعمل الفحوص الدورية وإجراء تحاليل وظائف الكبد، وقياس الدهون الثلاثية، ومستويات السكر في الدم، بالإضافة إلى تصوير الكبد بالموجات فوق الصوتية عند الضرورة و تساعد في تقييم تقدم الحالة وتوجيه خطة العلاج. والمرضى المصابون بالسكر أو ارتفاع شحوم الدم يحتاجون لمتابعة أكثر انتظاما.
وهناك جانب آخر له تأثير كبير على الكبد وهذا ما أكدته الدكتورة ميري رزق استشاري التغذية أن دور التغذية في الوقاية والعلاج مهم جدا حيث تعد التغذية السليمة حجر الزاوية في الوقاية من الكبد الدهني وعلاجه و اتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضراوات والفواكه والألياف يقلل من تراكم الدهون ويحسن حساسية الأنسولين.
وتضيف أنه ينصح بتقليل السكريات البسيطة والدهون المشبعة واستبدال الحبوب المكررة بحبوب كاملة مثل الشوفان والأرز البني مع تناول مصادر بروتين صحية كالأسماك والدواجن والبقوليات يساعد في المحافظة على كتلة عضلية صحية دون زيادة في الدهون.
وأكدت رزق على أن نمط الحياة الصحي إلى جانب الغذاء أمر ضروري إذ يلعب النشاط البدني دورا أساسيا في إدارة الكبد الدهني، فممارسة تمارين معتدلة لمدة لا تقل عن مائة وخمسين دقيقة أسبوعيًا تقلل من دهون الكبد وتحسن الصحة العامة، كما يمكن التحكم في الوزن بالتدريج وخسارة خمسة إلى عشرة بالمئة من وزن الجسم يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في تحسن نتائج الفحوص ووظائف الكبد، بالإضافة إلى أن الإقلاع عن التدخين يساهم في تقليل الضغط على الكبد.
وتقدم نموذجا يوميا للتغذية يمكن للمرضى اتباعه من خلال قائمة يومية بسيطة تشمل إفطارا من الشوفان مع فاكهة أو توست أسمر مع بيضة وخضار وجبة خفيفة من زبادي قليل الدسم، غداء يحتوي على سمك مشوي أو صدر دجاج مع أرز بني وسلاطة خفيفة من فاكهة وعشاء وجبة خفيفة مثل سلاطة تونة أو خضار مشوي مع قطعة جبن قليل الدسم ومن الضروري شرب الماء بكمية مناسبة والحد من المشروبات المحلاة.
وتشير إلى أن الكبد الدهني مشكلة شائعة، لكنها قابلة للوقاية والعلاج إذا تم تبني نمط حياة صحي مبكرا والتركيز على التغذية المتوازنة، وممارسة الرياضة بانتظام، والتحكم في الوزن والالتزام بالمتابعة الطبية يمكن أن يعيد للكبد وظائفه ويقي من المضاعفات الخطيرة، كما أن التزام المريض وإرادته في تغيير العادات اليومية هما المفتاح الحقيقي لتحويل المسار من مرض مزمن إلى حالة يمكن السيطرة عليها.
وتوجه الدكتورة ميري رزق بعض النصائح لمريض الكبد الدهنى وهى ممارسة المشي يومياً، تقليل السكريات المضافة، اختيار الحبوب الكاملة دائما، شرب الماء بانتظام طوال اليوم، تجنب المشروبات الغازية والمحلاة، زيادة تناول الخضراوات الورقية، تناول السمك مرتين أسبوعياً، استبدال الزيوت المهدرجة بزيت الزيتون، تقليل الأطعمة المقلية، استشارة أخصائي تغذية عند الحاجة، مراقبة الوزن بانتظام، القيام بتمارين القوة مرتين أسبوعياً، النوم سبع إلى ثماني ساعات يومياً، تجنب التدخين، تقسيم الوجبات إلى أجزاء صغيرة، تقليل الملح يحسن الصحة العامة، تناول البروتين النباتي أحيانا، متابعة الفحوصات الدورية مع الطبيب وإلتزام الخطة العلاجية الموصوفة.