18-10-2025 | 10:40
نهى عاطف
ببساطة شديدة، يبدأ سرطان الثدي على هيئة نمو للخلايا في نسيج الثدي، وهذا السرطان يأتي ضمن أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين النساء إذ تبلغ احتمالية الإصابة بمعدل امرأة واحدة على الأقل من كل ثماني سيدات على مستوى العالم.
في هذا الحوار، نتحدث مع الدكتورة نجلاء عبد الرازق، أستاذ الأشعة التشخيصية و التداخلية بقصر العيني و مدير عام البرنامج القومي لصحة المرأة عن أسباب الإصابة وطرق الوقاية والعلاج الأمثل لهذه المشكلة التي تؤرق النساء في مصر والعالم.
في البداية، ما هي أعراض وجود سرطان فى الثدى؟
وجود كتلة أو منطقة جلد متثخنة في الثدي تختلف عن الأنسجة المحيطة أو تفلطح الحلمة أو انقلابها إلى الداخل وتغيرات في لون جلد الثدي، وبالنسبة إلى ذوات البشرة البيضاء، قد يبدو لون جلد الثدي ورديا أو أحمر، وبالنسبة إلى ذوات البشرة البنية والداكنة، قد يبدو لون جلد الثدي داكنا أكثر من باقي مساحة الجلد الأخرى في الصدر أو قد يبدو أحمر أو ورديا، وقد يكون هناك تغير في حجم الثدي أو شكله أو مظهره أو تغيرات في جلد الثدي، كأن تظهر نقرات في الجلد أو كأن يبدو الجلد كسطح قشر البرتقال.
ماهى أسباب الإصابة بسرطان الثدى؟
السبب الدقيق لمعظم حالات سرطان الثدي غير معروف، وجد الباحثون عوامل تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي، تشمل هذه العوامل الهرمونات وخيارات نمط الحياة وعوامل بيئية، لكن ليس من الواضح السبب وراء إصابة بعض الأشخاص بالسرطان على الرغم من عدم وجود أية عوامل للإصابة به، بينما لا يصاب أشخاص آخرون يكونون معرضين لعوامل الخطورة، ويحتمل أن يحدث سرطان الثدي بسبب التفاعل المعقَّد للتكوين الجيني والبيئة المحيطة، وينشأ سرطان الثدي عندما يتغير شيء ما في الحمض النووي داخل الخلايا في نسيج الثدي حيث يحتوي الحمض النووي للخلية على تعليمات توجه الخلية لأداء وظيفتها المحددة.
ماهى العوامل التي قد تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي ؟
وجود سيرة مرضية عائلية للإصابة بسرطان الثدي، فإذا شخصت والدتك أو أختكِ أو ابنتكِ بسرطان الثدي، فإنَّ احتمالية إصابتكِ بسرطان الثدي تزداد، ويزداد خطر الإصابة به إذا كانت لدى عائلتكِ سيرة مرضية للإصابة بسرطان الثدي في سن مبكرة، كما يزداد خطر الإصابة بالمرض إذا شخصت نساء كثيرات في الأسرة بسرطان الثدي، ومع ذلك، فإن معظم المصابات اللاتي أصبن بسرطان الثدي ليس لديهن سيرة مرضية عائلية للإصابة بالمرض، وفي حال وجود الإصابة بسرطان في أحد الثديين، يزداد خطر الإصابة بالسرطان في الثدي الآخر.
وهل هناك عوامل أخرى إضافية تزيد من خطر الإصابة؟
نعم، هناك عدة عوامل منها بدء الدورة الشهرية في سن مبكرة وبدء انقطاع الطمث في سن متأخرة، ويزيد بدء انقطاع الطمث بعد سن 55 من خطر الإصابة بسرطان الثدي، كما أن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بسرطان الثدي، لأن الناس جميعا يولدون ولديهم نسيج ثديي، لذلك قد يصاب أي إنسانٍ بسرطان الثدي.
كما يسبب تناول المشروبات الكحولية زيادة في فرص الإصابة بسرطان الثدي، ويعتبر إنجاب الطفل الأول في سن متأخرة أي بعد سن الثلاثين من الأسباب التي قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، وللعلم، فإن الحمل ولو لمرة واحدة، يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، أما عدم الحمل مطلقًا فيزيد خطر الإصابة به علاوة على أن التقدم في العمر من عوامل الإصابة بسرطان الثدي.
إلى أي مدى تعتبر تغيرات الحمض النووي الموروثة حاسمة في الإصابة بسرطان الثدي؟
يمكن أن تنتقل بعض تغيرات الحمض النووي من الأمهات إلى بناتهن، وجينا سرطان الثدي هما BRCA1 وBRCA2 ويعتبرا أشهر تغيرات الحمض النووي، ويمكن أن تزيد هذه التغيرات بدرجة كبيرة خطر إصابتك بسرطان الثدي وأنواع السرطان الأخرى، لكن لا يعني ذلك أن كل من لديها تغيرات الحمض النووي هذه ستصاب حتما بالسرطان.
وهنا أحذر من أن تناول بعض أدوية العلاج الهرموني للتحكم في أعراض انقطاع الطمث قد يؤدي هذا إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، ويرتبط الخطر بأدوية العلاج الهرموني التي تجمع بين الإستروجين والبروجستيرون، ويقل الخطر عند التوقف عن تناوُل هذه الأدوية.
كما أن السمنة تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وفي حال تعرض المرأة لعلاجات إشعاعية على الصدر في مرحلة الطفولة أو الشباب فإنه يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي.
وماهى طرق الوقاية من سرطان الثدى؟
الوقاية دائما خير من العلاج، لذا يجب عمل الكشف الدوري الماموجرام سنويا لاكتشاف المرض مبكرا وتوصي الهيئات الصحية العالمية بالماموجرام مرة سنويا بعد سن الأربعين وفي العائلات ذات التاريخ الوراثي للإصابة يوصى بعمل الماموجرام بشكل مبكر عن العائلات الخالية من وجود عامل وراثي، وأقول لكل امرأة يجب عليك التعرف على حالة ثدييك عن طريق الفحص الذاتي للثدي لمراقبة حالتيهما، وإذا طرأ أي تغيير جديد أو ظهرت كتلة أو شيء غير طبيعي في ثدييكِ، اخبري الطبيب على الفور.
ويفضل ممارسة التمارين الرياضية معظم أيام الأسبوع والإكثار من شرب الماء علي الأقل ثلاثة لترات في اليوم و الإكثار من الأغذية الغنية بفيتامين «دال» لتنشيط جهاز المناعة مثل السالمون و التونة و الجرجير و الإكثار من الأغذية التي تحتوي علي مضادات أكسدة مثل الخضراوات والفواكه مثل الكيوي و الفراولة و الجوافة و الخيار، وأنصح بالحد من استخدام العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث فقد يزيد العلاج الهرموني المركب خطورة الإصابة بسرطان الثدي، وأقول إن الحفاظ على وزن صحي من طرق الوقاية مع البعد عن الحزن والتوتر والاكتئاب فهذه المشاعر السلبية تقلل عمل الجهاز المناعي ومن ثم تساعد الخلايا السرطانية علي النشاط.
وماهى أحدث طرق التشخيص، وفحوص الثدي التشخيصية؟
فحص الماموجرام الديجيتال، وفحص الموجات الصوتية إذ يعتبر جهاز الموجات الصوتية فحصا أساسيا وتكميليا لجميع الحالات لأن الماموجرام فحص سهل و سريع و لا يعرض السيدة للأشعة، ويستخدم السونار في التشخيص بعد عمل الماموجرام، وهناك فحص الدوبلر الملون والذي يستخدم في فحص الثدي لإظهار الفرق بين الورم الحميد والورم الخبيث، وهناك الموجات الصوتية ثلاثية الأبعاد ، ولها أهمية كبيرة في قياس أدق لحجم الورم وعلاقته بالأنسجة المحيطة به، ولا ننسى فحص الموجات الصوتية باستخدام خاصية المرونة للتفرقة بين الورم الحميد والورم الخبيث، وهناك أيضاً الموجات الصوتية لإظهار التكلسات في الثدي.
وماذا عن فحص الرنين المغناطيسي للثدي؟
يعتبر فحص الرنين المغناطيسي من الفحوص الهامة. ويتم هذا الفحص للثدي حسب التوصيات العالمية في الأحوال الآتية:
- الكشف الدوري عند الثلاثين وفي حالات وجود تاريخ عائلي لمرض سرطان الثدي و في حال الثدي الكثيف.
- الكشف التشخيصي في الحالات التي لم تصل إلى تشخيص نهائي بعد الماموجرام و الموجات الصوتية.
- في حالات ما بعد الجراحة التحفظية للتفرقة ما بين الورم والتليف بعد الجراحة.
- متابعة المرضي تحت العلاج الكيماوي أو العلاج الهرموني لتقييم الاستجابة.
- في حالات التكبير و استخدام السيليكون بالثدي.
وما أهم العلاجات الخاصة بسرطان الثدي؟
يمكن استخدام الأدوية الوقائية التي تغلق مستقبلات الإستروجين لتقليل احتمال الإصابة بسرطان الثدي لدى من لديهن احتمالات عالية للإصابة، وهناك الجراحة الوقائية إذا كانت المرأة معرضة لخطورة عالية للإصابة بسرطان الثدي إذ تجرى جراحة إزالة الثديين وتفريغهم داخليا و استبدال الأنسجة بالحشوات التجميلية، وهناك خيار آخر يتمثل في استئصال المبيضين، فيما يعرف بجراحة استئصال المبيض الاتقائي، وتلك الخيارات يجب اعتمادها من طبيب علاج الأورام و طبيب أمراض النساء و الطبيب الجراح .
وهل هناك فحوصات أو طرق إضافية لعلاج سرطان الثدي؟
نستخدم أحيانا السلك الاسترشادي للثدي حيث يستخدم السلك قبل العمليات الجراحية لإرشاد الجراح عن مكان الورم بدقة في حال الأورام الصغيرة غير المحسوسة، ويتم هذا الإجراء عن طريق الاسترشاد بالموجات الصوتية أو أشعة الماموجرام تحت البنج الموضعي قبل الجراحة بيوم واحد، ونلجأ أحيانا إلى تركيب العلامة المعدنية في الأورام وهو إجراء بسيط يتم في حال وجود ورم خبيث يخضع للعلاج الكيماوي حيث نتمكن من معرفة مكان الورم في حال اختفائه كاملا و يحدث ذلك في 25 % من الحالات، و في حال اختفاء الورم يتم عمل سلك استرشادي بالعلامة المعدنية حتي يتمكن الجراح من الاستئصال التحفظي لمكان الورم المختفي.
يتحدث البعض عن شفط الأورام بدون جراحة، فماذا يعني هذا الأمر؟
شفط الأورام بدون جراحة يجري باستخدام الإبر الكبيرة، وتصلح هذه الطريقة لإزالة الأورام الحميدة من الثدي مثل الورم الليفي والورم العنقودي و تتم تحت البنج الموضعي و لا تستغرق أكثر من 15 دقيقة و لا تترك أي أثر علي الثدي و تصلح أيضا لإزالة أورام متعددة كما إنها طريقة ممتازة للحصول علي عينات كبيرة في حال التكلسات غير المصنفة و التكلسات المشكوك فيها.
أما النوع الآخر من الإبر الكبيرة فهو إبر التردد الحراري والتي تستخدم لاستئصال الورم مرة واحدة ، مما يسمح بمعرفة حافة الورم و منطقة الأمان في حال الأورام الخبيثة.
هل من كلمة أخيرة لكل للنساء؟
أقول لكل لنساء: إن سرطان الثدي لا يمكن منعه ، و لكن يمكن السيطرة عليه، وفي حال الكشف المبكر نستطيع العلاج بسهولة، فالكشف المبكر يعني الكشف الدوري بالماموجرام و الموجات الصوتية ، مع تمنياتي في شهر أكتوبر الوردي بالصحة و السعادة للجميع.