25-10-2025 | 11:57
أحمد عبد العزيز
أنفلونزا المعدة تسمى التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي وهي عبارة عن عدوى معوية لها مؤشرات وأعراض مثل الإسهال المائي وتقلُّصات المعدة والغثيان أو القيء، والحمى في بعض الأحيان.
يرى الأطباء أن أكثر أسباب الإصابة بأنفلونزا المعدة يكون بسبب الاتصال بشخص مصاب أو بتناول أطعمة أو مياه ملوثة، وإن كنت سليما بخلاف ذلك فمن المرجح أن تتماثل للشفاء دون حدوث مضاعفات، ولكن يمكن أن يؤدي التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي إلى الوفاة في حالات نادرة كما مع الأشخاص ذوي الأجهزة المناعية الضعيفة.
تقول الدكتورة أمانى عبد المقصود استشارى الباطنة: تتواجد حالات التهاب المعدة والأمعاء في كل أنحاء العالم، وقد تصيب الأشخاص من جميع الأعمار لكن أكثر الأشخاص عرضة لالتهاب المعدة والأمعاء هم:
• الأطفال الصغار: قد يكون الأطفال في المدارس الابتدائية معرضين تحديدًا للإصابة، حيث لا يزال جهازهم المناعي في أطوار النمو الأولية.
• البالغون الأكبر سنا إذ يصبح الجهاز المناعي لدى البالغين أقل كفاءة مع التقدم في العمر. والبالغون الأكبر سنا في دور رعاية المسنين أكثر عرضة للإصابة بسبب ضعف جهازهم المناعي، كما أن كثرة اختلاطهم بالآخرين عن قرب قد تؤدي إلى انتقال الجراثيم إليهم.
• أطفال المدارس، حيث يمكن أن يصبح أي مكان يجتمع فيه الناس ويختلطون عن قرب بيئة خصبة لانتقال العدوى المعوية.
• ضعف الجهاز المناعي: إن كانت مقاومتك للعدوى ضعيفة — مثلًا بسبب ضعف جهازك المناعي نتيجة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري الإيدز أو العلاج الكيميائي أو أي مشكلات طبية أخرى — قد تكون أكثر عرضة للإصابة.
ورغم أن التهاب المعدة والأمعاء يشيع تسميته بأنفلونزا المعدة، فإنه يختلف عن الأنفلونزا العادية التي تصيب الجهاز التنفسي فقط؛ أي الأنف والحلق والرئتين، حيث تتميز أنفلونزا المعدة بهذه الأعراض:
• إسهال مائي غير دموي عادة؛ حيث إن الإسهال الدموي يعني غالبا الإصابة بعدوى مختلفة وأكثر خطورة
• الغثيان أو القيء أو كلاهما وتقلصات وآلام في المعدة وآلام في العضلات أو صداع بشكل عرضي علاوة على الحمى الخفيفة.
قد تظهر أعراض التهاب الأمعاء والمعدة الفيروسي في غضون يوم إلى ثلاثة أيام بعد الإصابة، وقد تتراوح حدتها ما بين بسيطة وشديدة، وذلك حسب السبب، وعادة لا تستمر الأعراض سوى يوم أو يومين فقط، لكن في بعض الأحيان قد تستمر حتى 14 يومًا. ونظرًا لتشابه الأعراض، فمن السهل الخلط بين الإسهال الفيروسي والإسهال الذي تسببه البكتيريا مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية، أو الطفيليات مثل الجيارديا.
وتشدد الدكتورة آمال التهامى استشارى الباطنة على أهمية الوقاية من فيروس أنفلونزا المعدة للطفل خصوصًا في فترات المدارس من خلال إعطاء طفلك لقاح فيروس الروتا، حيث يعطى اللقاح للأطفال في العام الأول، ويبدو أنه فعال للوقاية من الأعراض الحادة لهذا المرض.
وتنصح آمال التهامي الفئات المعرضة للإصابة بأنفلونزا المعدة باتباع الإجراءات الوقائية التالية:
• اغسل يديك جيدًا، وتأكد من أن أطفالك يفعلون ذلك أيضا.
• اغسلي يديك بعد تغيير حفاضات الطفل وقبل تحضير الطعام أو تناوله، وهنا يفضل استخدام الماء الدافئ والصابون، ثم فرك اليدين بقوة لمدة 20 ثانية على الأقل مع غسل المنطقة المحيطة بالبشرة المتصلبة وتحت الأظافر وبين تجاعيد اليدين، وشطف الأيدي من الصابون جيدًا، واستعمال معقم اليدين الكحولي أو المناديل المعقمة في حال عدم توفر الماء والصابون.
• استخدم أدواتك الخاصة ولا تشاركها مع الآخرين في المنزل خصوصا أواني الطعام أو أكواب الشرب أو الأطباق ومناشف دورات المياة .
• تجهيز الطعام بطريقة سليمة بغسل جميع الفواكه والخضراوات قبل أكلها وتنظيف أسطح المطبخ قبل تحضير الطعام مع تجنب تحضير الطعام إذا كان الشخص مريضًا.
• حافظ على مسافة آمنة بينك وبين الآخرين خصوصا أي شخص مصاب بالفيروس.
• تطهير الأسطح الصلبة، إذا كان لديك شخص مصاب بالتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي في منزلك خصوصا أسطح الطاولات وصنابير المياه ومقابض الأبواب، باستخدام خليط مكون من 5 إلى 25 ملعقة كبيرة (73 إلى 369 ملليلترًا) من الكلور المنزلي مضافة إلى 1 جالون (3.8 لتر) من الماء.
• تجنب لمس الغسيل الذي ربما تعرض للفيروس، إذا كان هناك شخص في منزلك مصابا بالتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، حيث يكون من الأفضل ارتداء قفازات أثناء لمس الغسيل مع غسل الملابس وأغطية الأسرة بالماء الساخن.
من جانبه، يقول الدكتور أحمد جلال فهمى استشارى الباطنة: إن أعراض أنفلونزا المعدة قد تعيق ممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي، وغالبا ما تنتقل العدوى عبر الطعام أو المياه الملوثة أو نتيجة الاحتكاك المباشر بالمصابين، وتظهر الأعراض عادة بعد فترة قصيرة من الإصابة بالفيروس، وقد تستمر من يومين إلى عشرة أيام بحسب شدة الحالة ونوع الفيروس، ومن أبرز هذه الأعراض:
• الإسهال: وهو العرض الأكثر شيوعا، ويكون مائيا ومتكررًا.
• القيء والغثيان: مما يؤدي إلى فقدان الشهية.
• آلام وتقلصات في البطن: نتيجة التهاب جدار المعدة والأمعاء.
• الحمى: وقد تكون خفيفة أو متوسطة.
• الصداع وآلام الجسم: بسبب الجفاف والإرهاق.
• الجفاف: خاصة لدى الأطفال وكبار السن، ويظهر من خلال العطش الشديد، وقلة التبول، وجفاف الفم والجلد.
وتنتشر أنفلونزا المعدة بسهولة وبطرق متعددة، حسب أحمد جلال فهمي، وتتلخص أسباب الإصابة في تناول أطعمة أو مشروبات ملوثة بالفيروس وملامسة أسطح ملوثة ثم لمس الفم أو الأنف ومخالطة أشخاص مصابين أو استخدام أدواتهم الشخصية.
ولأن الوقاية هي الخطوة الأهم لمواجهة هذا المرض سريع الانتشار، يوصي استشاري الباطنة بغسل اليدين بانتظام: باستخدام الماء والصابون لمدة 20 ثانية، خاصة قبل تناول الطعام وبعد استخدام دورة المياة وشرب المياه النظيفة: وتجنب مياه الصنبور غير المعقمة والتأكد من نظافة الطعام: وطهي اللحوم جيدًا، وغسل الفواكه والخضراوات بشكل صحيح والتطعيم بلقاح فيروس«الروتا» الذي يحمي الأطفال من المضاعفات الشديدة حال الإصابة بأنفلونزا المعدة.