6-12-2025 | 10:41
أحمد عبد العزيز
اللوزتان عند كل إنسان هما زوج من الغدد الليمفاوية موجود في الجزء الخلفي من الحلق، واحد على اليسار وآخر على اليمين، وتلعبُ اللوزتان دورًا أساسيا معا في حماية الجسم من التهابات الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي ويكونون جزءًا من جهاز المناعة في الجسم، الخطير في الأمر أن التهاب اللوزتين يكون بسبب عدوى أو التهاب وهو أكثر انتشارًا بين الأطفال في مرحلة الطفولة، لذا نحاول من خلال استطلاع آراء الأطباء معرفة أسباب إصابة الصغار به وطرق الوقاية والعلاج الممكنة.
تقول الدكتورة آمال التهامى استشارى الباطنة: إنه عادة ما يكون التهاب اللوز بسبب الإصابة بفيروس، ولكن يمكن أن تسبب البكتيريا أيضا التهاب الحلق في حين تسبب الفطريات أو الطفيليات بعض الحالات النادرة من التهاب اللوزتين.
وتوضح أن إصابات الأطفال تنتج بسبب استنشاق الرذاذ الخارج من أنفاس الشخص المصاب بالسعال أو العطس، حيث ينتشر عن طريق استنشاق رذاذ الهواء المصابة، عن طريق ملامستها على الجلد أو على أي شيء يلامس الفم، أو الأنف، أو العينين.
وتظهر الأعراض، طبقا لاستشاري الباطنة، عادة بعد أيام قليلة من التعرض، حيث يكون الشخص المصاب بالتهاب اللوزتين الناتج عن البكتيريا معديا في وقت مبكر قبل تلقيه العلاج، ويمكن أن يستمر كذلك لمدة تصل إلى أسبوعين، لكن العلاج بالمضادات الحيوية يقصر فترة العدوى موضحة أن المصابين لا ينقلون العدوى بعد تناول المضاد الحيوي ب 24 أو 48 ساعة.
وغالبا ما يكون التهاب الحلق هو العرض الأساسي لالتهاب اللوزتين إذا كانت الأعراض تشبه نزلة البرد، مثل سيلان الأنف، أو انسداد الأنف، والعطس، والسعال، فمن المحتمل أن يكون السبب هو الفيروس بالإضافة إلى أن الحمى المفاجئة الشديدة وتضخم الغدد الليمفاوية، بدون أعراض البرد، من المحتمل أن يدل على عدوى بكتيرية.
وتوضح آمال التهامي أن الشخص يجب أن يلجأ إلى الطبيب إذا شعر بأعراض مثل تورم و احمرار اللوزتين وبقع نزفية صافية على اللوزتين و صعوبة فى البلع و ارتفاع درجة الحرارة و رائحة الفم الكريهة و احتقان و سيلان الأنف والصداع و ألم البطن، وهنا سيقوم الطبيب بفحص الحلق لمعرفة ما إذا كانت اللوزتان حمراء ومتورمة مع ظهور بقع أو تقرحات.
وتشرح التهامي أن الطبيب يمكنه إجراء فحص البكتيرية العقدية السريع، وإجراء مزرعة للحلق، إذا كان هناك شك في وجود عدوى بكتيرية بالمكورات العقدية مضيفة أنه في حالة حدوث التهاب اللوزتين بشكل متكرر، قد يشمل اختيار العلاج استئصال اللوزتين وقد يكون هناك أيضا فحص الحمى الغدية والحمى الغدية تظهر في شكل مرض ينتشر بسبب فيروس ينتقل عن طريق اللعاب، وغالبًا ما تظهر عند المراهقين والشباب.
وتنصح في ختام كلامها بالعلاجات المنزلية مثل شرب الشاي الدافئ، وتناول مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية قد تساهم في الحد من الانزعاج، إذ تشمل العلاجات المنزلية لالتهاب اللوزتين شرب السوائل الدافئة والحصول على قسط كاف من الراحة واستخدام أقراص استحلاب للحلق واستخدام بخاخات الحلق والغرغرة.
من ناحيته يقول الدكتور طارق سامى استشارى الباطنة: إن الفيروسات الشائعة هي السبب في الإصابة بالتهاب اللوزتين، لكن قد تكون العدوى البكتيرية هي السبب أيضا، ويوضح أن أشهر أنواع البكتيريا المسببة لالتهاب اللوزتين شيوعا هي بكتيريا العقدية المقيحة، وهي البكتيريا التي تسبب التهاب الحلق العقدي، كما يمكن أن تسبب سلالات أخرى من البكتيريا العقدية أو أنواع أخرى من البكتيريا التهاب اللوزتين.
وينبه طارق سامي إلى أن حالات التهاب اللوزتين تظهر في العمر الصغير أي بين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و15 سنة، حيث يميل الأطفال في عمر المدارس إلى المخالطة اللصيقة لأقرانهم ويتعرضون في كثير من الأحيان للفيروسات أو البكتيريا التي يمكن أن تسبب التهاب اللوزتين، كما يمكن أن يتسبب التهاب أو تورم لوزتي الحلق الناجم عن التهاب اللوزتين المتكرر أو المستمر (المزمن) في حدوث مضاعفات مثل صعوبة التنفس أثناء النوم وعدوى تنتشر بعمق في النسيج المحيط وعدوى تؤدي إلى تجمع الصديد خلف اللوزة.
ويقدم استشاري الباطنة عدة نصائح لوقاية الأطفال من التهاب اللوزتين منها ما يلي:
- غسل أيديهم جيدًا وكثيرًا خصوصا بعد استخدام دورة المياة وقبل تناول الطعام.
- تجنب مشاركة الطعام، أو أكواب الشراب، أو زجاجات المياه، أو الأواني.
- استبدال فرشاة الأسنان بعد التشخيص بالإصابة بالتهاب اللوزتين.
- ابقوا أطفالكم في المنزل بعيدا عن المدرسة أو الشارع عندما يكونون مرضى.
- علم طفلك أن يغسل يده جيدًا بعد العطس أو السعال.
في نفس السياق، يقول الدكتور أحمد جلال فهمى استشارى الصحة العامة: إنه مع بداية فصل الشتاء وتراجع درجات الحرارة، تعود التهابات الجهاز التنفسي للصدارة، وعلى رأسها التهاب اللوزتين الذي يعد من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا لدى الأطفال والبالغين على حد سواء، وعلى الرغم من أن البعض يراه مجرد التهاب عابر، فإن إهماله قد يحوّله إلى مصدر لمضاعفات خطيرة، مما يجعل الوقاية منه ضرورة لا اختيارًا.
ويرى أن التهاب اللوزتين ينتشر في الشتاء بسبب انخفاض درجات الحرارة، حيث يلجأ الكثيرون للبقاء في أماكن مغلقة ودافئة، وهو ما يساهم في انتشار الفيروسات والبكتيريا سريعا، خصوصا في التجمعات المدرسية والعملية. كما ينتشر الالتهاب بسبب ضعف المناعة الموسمي، حيث يشير أطباء المناعة إلى أن الجسم يمر خلال الشتاء بمرحلة تراجع نسبي في نشاط المناعة بسبب قلة التعرض للشمس ونقص فيتامين (د)، مما يزيد فرص العدوى، هذا بالإضافة إلى الإصابة بالفيروسات الشتوية مثل الأنفلونزا والفيروسات الغدية وفيروسات البرد الشائعة.
ويكشف استشاري الصحة العامة أن أشهر أعراض التهاب اللوزتين تتمثل في ألم شديد في الحلق وصعوبة البلع وارتفاع الحرارة وتضخم اللوزتين مع وجود طبقة بيضاء، في حالة الالتهاب البكتيري ورائحة فم كريهة وتضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة وأحيانا قد يوجد صداع وآلام في الأذن.
ويختم كلامه بأن التهاب اللوزتين يظل أحد أكثر أمراض الشتاء ارتباطًا بانخفاض المناعة والبرد، لكن الوقاية ليست مستحيلة، فاتباع خطوات بسيطة مثل الترطيب، وتجنب العدوى، والاهتمام بالتغذية الجيدة، يمكن تقليل احتمالات الإصابة بدرجة كبيرة، أما في حال حدوث الالتهاب، فالتشخيص المبكر والعلاج الصحيح هما المفتاح لتجنب المضاعفات والحفاظ على الصحة خلال أشهر الشتاء القاسية.