فى رمضان، تتزين الأسواق المصرية بروح الشهر الفضيل، لعناق ليالٍ تتشح بالنور والروحانية. فى كل زاوية، حيث تتراقص الألوان على أقمشة الإسدالات المطرزة بزخارف إسلامية ورسومات محفورة فى ذاكرة الطفولة، من «بوجى وطمطم» إلى «فنانيس»؛ ليصبح الزى الرمضانى لوحة تحكى قصة التراث فى ثوب عصرى.
وبين أيدى البائعين، تتلألأ السبح بأنواعها، بعضها يحتفظ برونقه الخشبى العتيق، وأخرى تواكب العصر بعداد رقمى يسهل الذكر. أما المصليات، فتتجلى فيها لمسات الفن والدفء؛ حيث تأخذ أشكالاً أنيقة، تحمل آيات قرآنية وأسماء من يقتنونها، وكأنها بساط يأخذهم إلى عالم من السكينة والطمأنينة.
لا يقتصر رمضان على الصيام والعبادة، بل يمتد ليشمل طقوساً تتجدد، فتمنح الأيام بهجة من نوع خاص، بين الماضى والحاضر، بين الروح والمادة، فى سيمفونية تتكرر كل عام، لكنها لا تفقد سحرها أبداً.
تتنوع الإسدالات الرمضانية من حيث الخامات والتصميمات، منها القطنية الناعمة والقماش والشيفون والحرير ذات الملمس الفاخر. يقول مختار محمد، ترزي، يمتلك محل تفصيل للملابس الإسلامية بفيصل، إن هناك إقبالا كبيرا على الإسدالات المزخرفة برسوم فنانيس وبوجى وطمطم، خاصة أنها تضفى لمسة من البهجة بخلاف الزى التقليدي، مضيفا أن الأسعار تبدأ من 250 جنيهاً للإسدالات القطنية البسيطة، وتصل حتى 600 جنيه للإسدالات المطرزة والمصنوعة من خامات عالية الجودة.
ويوضح أن مهنة تفصيل الإسدالات تعد من الحرف التى تشهد رواجاً فى شهر رمضان، حيث تحرص الكثير من السيدات على اقتناء إسدالات جديدة للصلاة أو للخروج بلمسة شرقية أنيقة، وهنا تبدأ عملية التفصيل واختيار الأقمشة المناسبة التى ترضى كافة الأذواق سواء القطن الناعم، أو الشيفون للمظهر الأنيق، وبعدها يتم قص القماش وفق النمط المطلوب، سواء كان إسدالا واسعا كلاسيكيا أو إسدالا بتصميم عصرى مزود بأكمام مطرزة أو ألوان متداخلة.
وقال إن هناك إقبالا كبيرا على الإسدالات المزينة برسومات فنانيس وبوجى وطمطم خاصة بين الأطفال، بينما يفضل الكبار إسدالات النقوش الإسلامية وتطريز الفوانيس.
وبالطبع لا يكتمل الزى الرمضانى دون السبح والتى تتنوع بين الكلاسيكية المصنوعة من الخرز والخشب، والحديثة التى تضم عداداً رقمياً لمتابعة الأذكار بسهولة، وتعد صناعة السبح من أقدم الحرف اليدوية التى لا تزال تحافظ على رونقها رغم التطور التكنولوجي، يعمل الحرفيون فى ورش صغيرة على تشكيل الخرز من مواد متنوعة مثل خشب الصندل، والعقيق، والعاج، والأحجار الكريمة، وحتى البلاستيك، وتختلف السبح فى عدد حباتها بين 33 و99 حبة.
سامى عبد الله، بائع متجول يبيع السبح بأشكالها المتعددة من الخيوط إلى الديجيتال، فيوضح إلى أن السبح الإلكترونية أصبحت رائجة بين الشباب لأنها توفر سهولة فى الاستخدام وسرعة فى العد فى كل وقت حتى الطريق والمواصلات، لأنها تعد إلكترونيا فتشعر صاحبها بالاطمئنان بالعدد الصحيح، وتبدأ أسعارها من 15 جنيهاً وحتى 50 جنيها، بينما يزيد الطلب على السبح الخشبية والسبح اليدوية المصنوعة من الأحجار الطبيعية بين الكبار؛ لأنهم يرون أنها تحمل طاقة روحية مميزة، وتتراوح أسعارها من 20 حتى 150 جنيها بحسب نوع الخشب وجودته وبعضها قد يصل سعره حتى 2000 جنيه.
ولاكتمال الزى الرمضانى رصدت «المصور» المصليات الحديثة، التى شهدت هى الأخرى تطوراً فى التصميم، بعضها ثقيل يسمى بالمصلية الشتوية، وأخرى من القماش الخفيف، والأخيرة مطرزة بآيات قرآنية وأسماء أصحابها والتى تنقش خصيصاً لهم عند الطلب كنوع من الهدايا الجاذبة.
وهنا قال حمزة متولي، تاجر سجاد صلاة، إن الأسعار تبدأ من 100 جنيه للمصليات البسيطة بينما تصل إلى 500 جنيه للموديلات الفاخرة ذات الحشوات الشتوية والتصميمات الفاخرة، موضحاً أنها حرفة والده منذ صغره، وأنه تربى فى زوايا ورش الخياطة وأسواق الأقمشة، لافتا إلى أنهم يعملون بحرفية وإتقان لتقديم منتجات تناسب الأجواء الروحانية لشهر رمضان فى كل عام.
وأضاف: تعتمد هذه المهنة على اختيار خامات مريحة مثل القطيفة، والقطن، والسجاد المخملي، لضمان الراحة أثناء الصلاة، ويبدأ التفصيل بقص القماش وفق المقاسات المطلوبة، ثم تزيينه بالتطريزات اليدوية أو الطباعة، وأصبحت بعض المصليات تحمل آيات قرآنية ونقوشا إسلامية تضفى عليها طابعا مميزاً. ويختلف سعرها بحسب جودة الخامة والتصميم، ويزداد الإقبال عليها فى المواسم الدينية، حيث تعد من الهدايا الرمضانية المميزة.
