«اليونسكو».. واحدة من المعارك التى تخوضها مصر منذ ما يقرب من عامين، بعد إعلان الدكتور مصطفى مدبولى، فى أبريل 2023 عن ترشيح الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار السابق، لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، مؤكدًا أن ««اختيار العنانى لهذا المنصب الرفيع يأتى استنادًا إلى المؤهلات التى يحوزها، وإنجازاته الأكاديمية والتنفيذية الملموسة فى مجالات عدة، فضلًا عن إسهاماته القيّمة، على الصعيدين الوطنى والدولى، فى مجالات العلوم والتربية والثقافة».
خلال العامين الماضيين، جرت مياه كثيرة فى النهر، أوضاع عدة تبدلت، ومواقف تغيرت، وأزمات اشتعلت، ووسط هذا كله، لم تنسَ «القاهرة» معركتها فى «انتخابات اليونسكو»، فانشغالات القيادة السياسية، سواء بالملفات الداخلية، أو الأزمات الخارجية، لم تقف حائلًا أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى، أولًا لـ«مباركة ترشح العنانى»، وثانيًا لتقديم الدعم اللازم له. وبتوجيهات شخصية من الرئيس، بدأت العديد من الجهات المعنية فى دعم «العنانى»، عربيًا ودوليًا، سواء بـ«اللقاءات الثنائية» أو الجولات الخارجية، ولعل البيان الأخير الصادر عن دولة قطر، وإعلانها تأييدها لـ«العنانى» فى مسيرته تجاه «مقعد اليونسكو» -واحد من هذه الشواهد.
دعم «الدوحة» لترشح «العنانى» جاء متزامنًا مع الزيارة التى أجراها الرئيس السيسى منتصف الأسبوع الجارى إلى قطر، والتى كان ملف «اليونسكو» حاضرًا على جدول أعمالها، حيث أعربت دولة قطر عن دعمها لترشيح الدكتور خالد العنانى، لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، مؤكدة أن هذا الدعم يأتى تقديرًا لمسيرته الأكاديمية والثقافية، وثقةً فى قدرته على الإسهام الإيجابى فى عمل المنظمة.
«الدعم القطرى» لم يكن الأول من نوعه، فقد سبقه إعلان عواصم عدة توافقها ودعمها لـ«العنانى»، بعضها أكد أن المرشح المصرى هو الأجدر بالمنصب، والبعض الآخر تحدث عن أن مصر ومرشحها الأكثر استحقاقًا للمنصب، بل هناك مَن ذهب لسحب مرشحه تقديرًا للرئيس السيسى، وهو ما تمثل فى موقف الجابون عندما أعلن الرئيس الجابونى بريس أوليجى نجيما، عن قراره سحب المرشح الجابونى فى سباق اليونسكو تقديرًا للرئيس عبدالفتاح السيسى، معلنًا دعم الجابون للدكتور العنانى فى سباق الترشح باعتباره المرشح الإفريقى.
وعلى خطى الجابون، أعلنت جمهورية الكونغو، أنه فى إطار تقدير الرئيس دنيس ساسو نجيسو، رئيس جمهورية الكونغو، للرئيس عبدالفتاح السيسى وعلاقة الأخوّة التى تربط بين الشعبين الصديقين، أعلنت جمهورية الكونغو فى السادس من مارس الماضى دعمها الرسمى للتوافق الإفريقى لتأييد ترشيح د. خالد العنانى، مرشح مصر لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو.
كما أعلن الاتحاد الإفريقى وجامعة الدول العربية دعمهما لترشيح «العنانى»، وفى فبراير الماضى، اعتمد المجلس التنفيذى للاتحاد الإفريقى فى دورته الرابعة والأربعين التى عُقدت بأديس أبابا، ترشيح الدكتور خالد العنانى لمنصب مدير عام «اليونسكو».
كذلك، أجرى الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة جولات عديدة إلى دول إفريقية، حيث عقد لقاءات مع قادة ومسئولين لتعزيز دعمهم لمرشح مصر، كما حرص على شرح رؤية المرشح لتطوير اليونسكو ودورها فى تعزيز التعليم والثقافة على مستوى العالم.
ومن القارة السمراء إلى أوروبا، كان صوت فرنسا فى صالح «العنانى»، حيث أعلن سفير فرنسا لدى مصر إيريك شوفالييه، دعم بلاده الكامل لـ«د. خالد»، وذكرت سفارة فرنسا بالقاهرة عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» الشهر الماضى، أن السفير شوفالييه أكد دعم باريس الكامل للدكتور «العنانى» خلال الفعالية التى نُظّمت فى المتحف القومى للحضارة المصرية، والمخصصة لدعم المرشح المصرى لمنصب المدير العام لليونسكو.
