رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

الأنبا عمانوئيل.. مطران الأقصر للكاثوليك: «نقلة نوعية» فى حقوق الأقباط


20-4-2025 | 01:43

الأنبا عمانوئيل.. مطران الأقصر للكاثوليك

طباعة
حوار: سارة حامد

مشهد احتفالى يمتزج بالفرح والتهليل، فيه تتزين الكنائس بالأغصان الخضراء وتعلو أصوات الترانيم والصلوات، ويطوف الشمامسة أرجاء الكنيسة، حاملين الشموع والصلبان التى تعلوها صور قيامة السيد المسيح ومن خلفهم الآباء الكهنة والرهبان، حاملين أيقونة السيد المسيح، تتوسطه أصوات التراتيل والتماجيد القبطية المخصصة لعيد القيامة، والبهجة تعلو وجوه شعب الكنيسة الذى تهافت لأخذ البركة من نيافة الأنبا عمانوئيل مطران الكنيسة الكاثوليكية بالأقصر، الذى يقوم بتوزيع الهدايا والمعايدات للأطفال، موجها لهم التهنئة بمناسبة احتفالات عيد القيامة المجيد.

وفى الحوار التالى يتحدث مطران الكنيسة الكاثوليكية بالأقصر، عن تفاصيل الاحتفال بعيد القيامة، والخصوصية التى تتمتع بها إيبارشية الأقصر، والمكاسب التى تحققت خلال السنوات القليلة الماضية تحت لواء «الجمهورية الجديدة»، فإلى نص الحوار: 

 

بداية.. ما الكلمات التى تريد أن تهنئ بها المسيحيين هذا العام بمناسبة عيد القيامة؟

بمناسبة عيد القيامة المجيد، أود أن أرفع أسمى التهانى القلبية لجميع المسيحيين فى مصر والعالم، متمنياً أن يكون هذا العيد مناسبة للسلام والتجدد والمحبة. كما أهنئ إخوتنا المسلمين حيث كان الاحتفال منذ أيام قلائل بعيد الفطر المبارك، نشارك بعضنا البعض الفرحة، مما يعكس روح المحبة والوحدة التى تجمع أبناء الوطن الواحد.

وأخص بالتهنئة الرئيس عبد الفتاح السيسي، راعى الوطن وبانى الجمهورية الجديدة، الذى أثبت عبر السنوات أن المواطنة الحقيقية ليست شعاراً، بل واقع نعيشه فى ظل دولة القانون والتقدم. كما أتوجه بتحية تقدير لكل أجهزة الدولة التى تعمل بإخلاص لتثبيت قيم العدل والمساواة، وتحقيق الأمن والاستقرار لجميع المصريين.

من واقع متابعتك ومعاصرتك للأحداث.. هل هناك ما يمكن وصفه بـ«المكاسب» التى قدمتها الجمهورية الجديدة لـ«الأقباط»؟

ما تحقق للأقباط فى ظل الجمهورية الجديدة «نقلة نوعية» بكل المقاييس، لأول مرة نشعر أن الدولة تُخاطب جميع أبنائها دون تمييز، وأن هناك إرادة سياسية واضحة لترسيخ مبدأ المواطنة، ومن أبرز المكاسب، الاهتمام الكبير بملف تقنين أوضاع الكنائس، الذى ظل معلقاً لعقود طويلة، وتم حله بإرادة سياسية حقيقية عبر اللجنة المختصة التى تتابع هذا الأمر بانتظام، كما شهدنا بناء كنائس جديدة فى المدن الحديثة، وعلى رأسها كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية، التى أصبحت رمزاً للجمهورية الجديدة، وأيضًا، تغيّر الخطاب الرسمى والإعلامى؛ ليعكس بوضوح أن المسيحيين شركاء حقيقيون فى الوطن، بدورهم الوطنى والتاريخي.

برأيك.. هل محافظات الصعيد تحتاج عددا أكبر من الكنائس الكاثوليكية؟ 

الكنيسة فى الصعيد ليست فقط مكانًا للعبادة، بل مركز اجتماعى يقدم خدمات تعليمية وصحية وتنموية لأبناء الوطن، خاصة فى القرى والنجوع التى تعانى من نقص فى بعض الخدمات، كما أن محافظات الصعيد عامة، وإيبارشية طيبة- الأقصر خاصة، فى حاجة فعلية إلى عدد أكبر من الكنائس الكاثوليكية لتلبية الاحتياجات الروحية والخدمية للكنيسة الكاثوليكية فى المنطقة، وذلك نظرًا لاتساع الرقعة الجغرافية؛ حيث تضم الإيبارشية 4 محافظات (أسوان، الأقصر، قنا والبحر الأحمر)، وتوزيع المؤمنين فى قرى ونجوع يصعب الوصول إليها أحيانًا، لدينا بعض الأماكن بها شعب كاثوليكى وليس لنا بها دار عبادة، مما يضطر المواطنين للسفر لمسافات طويلة. وقد لمسنا فى الفترة الأخيرة تجاوبًا كبيرًا من الدولة فى مسألة التصاريح والتقنين، ونأمل أن يستمر هذا الدعم فى ظل قيادة فخامة الرئيس.

مؤخراً، وفى نوفمبر الماضي، فقدنا واحدة من كنائسنا التاريخية فى قرية المريس بالأقصر، بعدما قام المدعو جمال يوسف نصيف بجريمة سرقة وهدم كنيسة السيدة العذراء بالقرية، ومنذ ذلك الحين تقام الصلوات اليومية على الأنقاض، وما زلنا ننتظر تطبيق العدالة ومحاسبة هذا المعتدى بالطرق القانونية وإعادة بناء الكنيسة وتضميد جراح أهل القرية وليس فقط لأن هذا الأمر جرح للكنيسة الكاثوليكية عامة وجرح لدولة القانون والجمهورية الجديدة، ما زلنا منتظرين، ونحن واثقون فى دولة القانون.

هل من الممكن أن يجتمع مسيحيو العالم فى الاحتفال بيوم قيامة واحد؟

هذا حلم نصلى من أجله. الفارق فى التوقيت يعود لاختلافات فى حساب التقويم، بين الكنائس الشرقية والغربية. ومع ذلك، هناك رغبة صادقة من قادة الكنائس على مستوى العالم، فى أن يأتى يوم نحتفل فيه جميعًا بقيامة السيد المسيح معًا.

الوحدة لا تعنى الذوبان فى الآخر، بل تعنى العمل المشترك والاحترام المتبادل، فى الإيمان الواحد الذى يجمعنا. نأمل أن يقود الحوار المسكونى إلى يوم نحتفل فيه جميعًا بقيامة السيد المسيح فى توقيت موحّد.

هل هناك طقوس فى عيد القيامة تتعلق بالعادات والتقاليد تختلف عن باقى المحافظات؟

نعم، على الرغم من أن الطقوس الكنسية المحلية موحّدة، إلا أن لكل محافظة بل كل منطقة تحمل عادات وتقاليد ثقافية متميزة عن الأخرى. ففى القرى على سبيل المثال والمجتمع الريفى هناك ميول أكثر لاستخدام اللغة القبطية فى الصلوات والألحان والاحتفالات، ويُحتفظ بعادات متوارثة من جيل لجيل، وبالعادة فى تلك المناطق مراسم الاحتفال تأخذ حيزاً أكثر من الوقت مقارنة بالمدن.

وتُعدّ محافظات الصعيد وخاصة الأقصر من المناطق التى تحتفظ بخصوصية ثقافية وروحية فى طقوس الاحتفال بعيد القيامة؛ حيث تمتزج التقاليد الكنسية بالعادات الصعيدية العريقة، ويبرز ذلك بشكل خاص فى أسبوع الآلام؛ حيث التعبير عن الحزن المقدس من خلال الألحان الحزينة ونصوص تقليدية تُلامس مشاعر المؤمنين، وسط أجواء خشوع؛ وحيث تتشح النساء بالملابس السوداء علامة على الحزن.

كيف تستفيد الكنيسة الكاثوليكية فى الأقصر كونها محافظة سياحية؟

الأقصر مدينة أثرية وروحية، ووجود الكنيسة فى هذا السياق يمنحها دورًا ثقافيًا وحضاريًا مهمًا. تستفيد الكنيسة الكاثوليكية فى الأقصر من الطابع السياحى للمحافظة باعتبارها مدينة أثرية وروحية فى آنٍ واحد، حيث تمثل الكنائس الكاثوليكية جزءًا من النسيج الثقافى والتاريخى للمنطقة. وتفتح الكنيسة أبوابها للزوار من مختلف الجنسيات، خاصة القادمين من الدول الغربية ذات الأغلبية الكاثوليكية لا سيما خلال مواسم الأعياد، لتقدم لهم تجربة روحية وثقافية متكاملة تعكس جمال الطقس الكاثوليكى المحلى وتاريخه العريق فى صعيد مصر.

كما تلعب الأديرة والكنائس، دورًا مهمًا فى جذب الزوار من الخارج، من خلال إقامة الصلوات بلغات متعددة، وتنظيم جولات تعريفية بتاريخ الكنيسة ودورها فى خدمة المجتمع، وتشارك الكنيسة كذلك فى الفعاليات الثقافية والسياحية.

- هل يختلف الأقباط الكاثوليك فى طقوس الصوم والاحتفال بعيد القيامة عن كاثوليك العالم؟

نعم، الكنيسة الكاثوليكية فى مصر، خصوصاً فى الصعيد، تتبع الطقس القبطى والتقاليد المحلية، وأن صيام الأربعين المقدسة له عاداته وتقاليده المتميزة عن الأماكن الأخرى وكذلك الاحتفالات والصلوات، أما فى عيد القيامة، فالمظهر الاحتفالى يتضمن ترانيم وألحانا محلية بهيجة، ومواكب للأطفال، وزينة بسيطة تعكس فرحة القيامة، وهذا ما يميز الكنيسة الكاثوليكية فى مصر.

 

أخبار الساعة