عادت إدارة الكسوة الشريفة إلى نشاطها القديم بعد أن استؤنف إرسال المحمل المصرى إلى الحجاز، ويذكر القراء أنه أُرسل فى العام الماضي. والصورة المنشورة مع هذه الكلمة تبين بعض مظاهر النشاط فى مصانع الكسوة، استعدادًا لإتمام صنعها، وإرسالها مع المحمل قبل عيد الأضحى المقبل. وترى فى الصورة عاملين يشتغلان بصنع «الشراريب» التى تُحلى بها أطراف الكسوة. ولعل القُراء يعرفون أن الكسوة كلها من الحرير الخالص، وأنها تُنسج وتوشى فى مصر بأيدى الصُناع المصريين، وعملها يستغرق بضعة أشهر من السنة لدقة الصُنع والوشى الذى يُصنع باليد. ومما نسجله هنا أن مهارة الصُناع المصريين فى صنع الكسوة هى -منذ زمن- موضع إعجاب عالمى.
نشر فى 1 أكتوبر 1937
المحمل المصرى فى مكة، وقد حُملت الكسوة الشريفة على الجمال، وأحاط بها الجند، ووقف الأهالى على الصفين للفرجة والتبرّك. ويرجع تاريخ إرسال المحمل المصرى للحجاز إلى عهد الملكة شجر الدرّ.. وتصحب المحمل الشريف من قديم الزمان كسوة الكعبة، وما يلزم الحرمين والصدقات التى تُوزع على الفقراء وغيرهم.
صاحب الدولة حسين سرى باشا، رئيس الوزراء، يتسلم من عوض البحراوى بك أمير الحج مقود جمل المحمل، بعد أن قام بدوراته السبع التقليدية يوم الاحتفال بعودته, وقد ظهر خلف دولته معالى مصطفى عبدالرازق باشا وزير الأوقاف, كما ظهر خلف أمير الحج بعض كبار المدعوين، ومن بينهم الشيخ فوزان السابق القائم بأعمال المفوضية العربية السعودية، والفريق إبراهيم عطا الله باشا رئيس أركان حرب الجيش، ومحمود السيوفى بك التشريفاتى.
نشر فى 8 يناير 1926
«ابحثوا باهتمام وسرعة شديدين عن جملين قويين، يصلحان لحمل صناديق الكسوة وهودج المحمل إلى الأقطار الحجازية...»، هذه هى التعليمات التى وجّهتها وزارة الزراعة إلى أطبائها البيطريين فى جميع أنحاء القطر.
نشر فى 22 أغسطس 1952
التكية المصرية.. فى بلاد الحجاز
فى شهر أغسطس من عام 1952نشرت مجلة «المصور» تقريراً مفصلاً عن التكية المصرية التى تقع فى واجهة الكعبة الشريفة، والتى كانت تقدم المساعدات الطبية وتوفر المأكل والمشرب والعلاج والسكن للحجاج والمعتمرين غير القادرين، وكذلك تكفل إيواء أهل المدينة ومكة من الفقراء، وكان يزور التكية أربعة آلاف من الفقراء يومياً، وزارها الملك فاروق فى يناير 1945.
وتضم التكية عيادة ومطبخاً وأماكن للمبيت ومجزراً، وتنفق الحكومة المصرية على العيادة وحدها أكثر من 5 آلاف جنيه شهرياً فى غير مواسم الحج.
وقال الصحفى لطفى رضوان، مندوب مجلة «المصوّر»، فى جدة: حرصت أثناء القيام بتحقيقاتى فى الموسم الحالى للحج، على أن أقوم بزيارة التكية المصرية فى مكة المكرمة.
وهى -كما يبدو من اسمها- توحى بأنها تمارس فى أعمالها الخيرية النظم العتيقة، والإجراءات غير الشافية التى كثيرا ما يلجأ إليها المسئولون فى هذه التكية...
فلقد أنشأها محمد على الكبير، عقب فتحه مكة، وانتصاره على الوهّابيين، لكى يجمع قلوب الحجازيين حوله، بعد هزيمتهم، كما أراد أن تكون التكية مأوى لأهالى الجنود الحجازيين، الذين قُتلوا أثناء حربهم معه...
مبرة.. أو مستشفى!
ويتحدث كبار رجال المملكة السعودية عن التكية المصرية، التى تقع فى مواجهة الحرم الشريف، أمام بيت الله الحرام، مقترحين تحويلها إلى مبرة خيرية اجتماعية، أو إلى مستشفى تشرف عليه الحكومتان السعودية والمصرية، فتحقق بهذا رسالتها الحقيقية على صورة عملية مجدية، تتناسب وضخامة مبنى التكية ذى المساحة الشاسعة، والاستعداد الضخم.
فالتكية على حالتها الراهنة عبارة عن مبنى ضخم، بداخله أكثر من فسقية، وأكثر من (ميضة).. وقد حوّل بيت «أبى لهب» إلى دورة للمياه، نكاية فى ذلك العدو اللدود للنبى صلى الله عليه وسلم، وملحق بالتكية عيادة طبية بها طبيب وصيدلية تنفق عليها حكومتنا أكثر من خمسة آلاف جنيه، ولكننا لم نرَ فيها مريضا واحدا.
وبالتكية مجزر يتولى فيه القصابون نحر الذبائح، أو «الفدية» التى يفتدى بها الحجاج أنفسهم، ويحوى مطبخها أوانى كبيرة «قزانات»، تتسع كل منها لطهو ثلاثة أرادب من الأرز يوميا، كما يستطيع مخبزها أن يعد عشرين ألف رغيف فى اليوم.
وتتولى «التكية» توزيع الأرز والخبز واللحم على 1500 شخص فى اليوم، ويُزاد هذا العدد إلى الضعف أيام موسم الحج، كما تخص 500 أسرة سعودية ومصرية برواتب شهرية تصل إلى عشرين جنيهًا.
ويتهامس المسئولون فى التكية بأسماء ثلاثين شخصًا من غير المحتاجين، فرضهم الملك السابق ليأخذوا إعانات شهرية كبيرة، ليقوموا بالدعاية له، والتسبيح بحمده كأمير للإحسان والبر!
وتؤوى التكية المصرية مئات الحجاج المصريين الذين لا يجدون أثناء الحج أماكن فى الفنادق، أو لدى المطوفين.
ولكن الكثيرين من الحجاج العرب يعتقدون أن هذه «التكية» تستطيع أن تؤدى للمسلمين خدمات اجتماعية كثيرة، فى هذه الأماكن الطاهرة، لو تناولها بعض التغيير والتجديد.
نشر فى أغسطس 1952

