رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

أفلام العيد.. «ألغاز وضحك وجنون شهرة»


7-6-2025 | 13:57

.

طباعة
تقرير : سما الشافعى

بين الماضى والحاضر، يطل علينا الفن السابع بوجبة دسمة فنياً، تتسم برؤية بعيدة تشبه الخوارق، على غرار خيال هوليوود، ورغم أنها تجارب محفوفة بالتحديات، إلا أنها تقفز بنا إلى منطقة فنية عالمية، تعيد لنا أفلام الخيال العلمى، ولكن بنكهة مصرية، ولعل فى «مشروع  خير دليل.. كذلك عبر الشاشة الكبيرة تخرج علينا ثنائيات مميزة، أمثال محمد هنيدى ومنى زكى، وأحمد السقا وأحمد فهمى، وهؤلاء نجوم صنعوا المجد وملأوا القلوب حضورًا..

 

نفتح ملف «سيما العيد» وموسم الصيف، لنتأمل مشهدًا سينمائيًا مميزاً، بعودة النجوم، رهانًا على شباك التذاكر، فالكل يترقب انتصارًا جماهيرياً، خاصة أن هذا الموسم مختلف، بعضه مشبع بالنوستالجيا، وبعضه متمرد على القوالب المألوفة، وبين هذا وذاك، جمهور متعطش لفنّ يعيد إليه الشغف، ومع دقات العد التنازلى لاستقبال عيد الأضحى المبارك، تحولت السينما المصرية إلى مسرح مفتوح لمنافسة شرسة، تستعرض فيها شركات الإنتاج أوراقها الرابحة، ويعود كبار النجوم للمواجهة المباشرة على شباك التذاكر، فى موسم لا يخلو من المفاجآت والطرائف الفنية.

«مشروع 

فى زمن تتسابق فيه السينما على الضحكة السريعة أو المحتوى التقليدى، أطل علينا بواسطة الشاشة الكبيرة، مشروع سينمائى فى منتهى الجرأة، يحمل أسم «مشروع X»، وهو بالفعل كعلامة استفهام جدلية، تخرج من قلب الحضارة المصرية لتقول إن الصورة يمكن أن تكون أداة معرفة، لا مجرد متعة، وهذا الفيلم الذى طرحته دور السينما قبل أيام عديدة من موسم عيد الأضحى، نجد فيه النجم كريم عبد العزيز يخوض تجربة فنية جديدة لا تشبه أفلام العيد المعتادة، بل إنه أقرب إلى بعثة أثرية عبر صالات السينما.

وعلى هامش الاحتفال بالعرض الخاص لفيلم «مشروع إكس»، قال الفنان كريم عبد العزيز إن شخصيته فى العمل مختلفة عليه تماما، بل إنه هذه المرة لم يكن يؤدى شخصية بقدر ما كان «يعبر دهاليز وطبقات داخل النص والتاريخ»، وأضاف أن الفيلم لا يعتمد على الإثارة فقط، بل على الأسئلة التى يتركها فى ذهن المشاهد بعد أن تنتهى المغامرة، مؤكدا أنه يقدم شخصية بطل يحاول إنقاذ العالم، بالإضافة إلى أن هذه الشخصية تتساءل طوال الوقت، ماذا يحتاج العالم حتى ينقذ نفسه وما هو الشيء الذى يحتاج إنقاذ نفسه منه، وكأنه يشير هنا، إلى أنه لا يجسد شخصية بشر عادى من لحم ودم، ولكنه يؤكد أنه شخصية خارقة يهمها شأن العالم.

المخرج بيتر ميمى من جهته بدا كأنه يستكمل مشروعًا فكريًا أكثر منه فيلمًا تجاريًا، معلقاً: «لا نريد الغناء للحضارة، بل نريد سماعها ورؤيتها، لذلك قمنا بالاستعانة بطاقم تصوير عالمى وتقنيات بصرية تُستخدم لأول مرة فى مصر، لأننى كنت لا أهتم بخروج المشهد فى أجمل صورة فقط، بل أن يترك المشهد أثرا ووعيا داخل عقول الجمهور.

وتجسد الفنانة ياسمين صبرى شخصية «عالمة اللغات القديمة»، التى كسرت عنها الصورة النمطية التى اعتادت أن تظهر بها للجمهور، لذلك تؤدى شخصية تعتمد على الذكاء الداخلى أكثر من الشكل الخارجي.. بينما إياد نصار، يبدو مستمتعًا بتقديم شخصية غامضة لا تقول الكثير، لكنها تقود مسار الأحداث.

هنا، قالت ياسمين صبرى، إن دورها فى العمل يتحدث عنها شخصياً، فهى تحاول دائما فهم العالم من حولها، وهذه الشخصية تعايشت معها وحاولت فهم كل تفصيلة فيها، حتى إذا كان باللغة الهيروغليفية، بينما وصف «إياد نصار» التجربة بأن الشخصية التى يجسدها خلال الأحداث، أشبه بالسير فى ممر مظلم، ولست تدرى.. هل أنت ذاهب إلى المكان المظلم هذا وتريد استكشاف التاريخ، أم أنك فى الواقع تعود لنفسك، مشيراً إلى أن الفيلم لا يقدّم أجوبة، لكنه قد يربك بعض المشاهدين المعتادين على الوضوح والسرعة، لكنه بالتأكيد يفتح الباب لنوع مختلف من السينما المصرية، سينما لا تتنازل عن جودة الفكرة، لصالح الربح السهل.

«ريستارت»

احتضنت إحدى دور العرض الكبرى بالقاهرة العرض الخاص لفيلم ريستارت، بطولة تامر حسنى وهنا الزاهد، وسط حضور لافت من أبطال العمل وصناعه ونخبة من الصحفيين والنقاد والمؤثرين على السوشيال ميديا، حيث بدأت فعاليات العرض الخاص بدخول بطل العمل، مستقلا ميكروباص صغيرا لاستقبال ضيوف العرض الخاص وجمهور الفيلم على طريقته الخاصة، فهى لم تكن مجرد مزحة ترويجية، بل أشبه بمقدمة جادة لعمل، قرر أن يطرح أسئلة كبيرة فى زمن يسير فيه كل شيء على سرعة «الترند».

وفى تصريح خاص على هامش العرض الأول للفيلم، أكد تامر حسنى أن الفيلم جاء بعد تأمل طويل فى شكل العلاقات الإنسانية وسط هذا الزخم الرقمى، وعلق قائلا: « الفيلم حقيقى ويريد أن يقول للبشر، إن الشهرة لا تحقق السعادة بل هى فى الحقيقة مجرد اختبار، لذلك يحكى «ريستارت» عن هذا الإطار، من داخل منزل بسيط جدًا، يحاول النجاح فى ظروف معقدة، مضيفاً أنه لا يجسد بطلا خارقا، لكنها شخصية من قلب الواقع، وسيشعر المشاهد أن الفيلم يتحدث عنه أو عن جاره أو شقيقه، وهذا التحدى هو الذى جعلنى أتحمس للمشاركة فى هذا العمل.

بينما أكدت الفنانة هنا الزاهد، أن ما جذبها للفيلم هو واقعية الفكرة، وقربها من جيل كامل يعيش بين الضغط والطموح، قائلة: «البطلة تحاول أن تجد لها مكانا وسط مشاهير السوشيال ميديا، ولكنها تضل الطريق، وتهتم بعدد المشاهدات والمتابعين بعيداً عن الالتفات إلى المحتوى الخاطئ والمبتذل التى تسعى لتقديمه»، مضيفة أنها ترى أن «شخصية عفاف ليست سطحية ولكنها تريد أن تجد لها مكانا ضمن مشاهير وسائل التواصل»، وأشارت إلى سعادتها أيضاً بالغناء مع تامر حسنى للمرة الأولى خلال أحداث الفيلم، قائلة «تجربة الغناء مع تامر فى سياق فيلم اجتماعى كوميدى تحدى جديد وممتع بالنسبة لى، وأتمنى أن يحظى الفيلم بإعجاب المشاهدين».

وفى ذات السياق أكدت المخرجة سارة وفيق أنها واجهت تحديات فى إخراج عمل، يحقق التوازن بين الإيقاع السريع والرسالة الاجتماعية ورسائل الوعى، وعلقت قائلة: «السيناريو كان به لحظات مضحكة وأخرى ثقيلة، وكنت حريصة طوال الوقت ألا نخسر هدف ورسالة العمل لأجل الضحك، ولا نضيع الكوميديا لأجل الرسالة، وأعتقد بأننا نجحنا فى تحقيق هذه المعادلة، والحكم سيكون فى النهاية للجمهور».

كما أكد السيناريست أيمن بهجت قمر، أن الفيلم خرج من منطقة أفكار واقعية جدًا، بل سيجعل الناس تفكر بجانب الضحك والكوميديا، وعلق قائلاً: «الفيلم مستوحى من أحداث قضية حدثت بالفعل وتمت معالجتها بشكل كوميدى ساخر، لذلك استغرق الفيلم سنتين ما بين التحضير والتصوير، وهذا يعتبر ثانى فيلم قمت بتأليفه للنجم تامر حسنى بعد نجاحنا الكبير فى فيلم البدلة، وأنا رأيت هذه النماذج حولى كثيرا، وهم أشخاص بسطاء فجأة وجدوا أنفسهم من المشاهير، ولكن بعد قليل يجدون نفسهم تائهين بين الشهرة واستغلال المحيطين بهم، وينتهى بهم المطاف أنهم أصبحوا تائهين، لذلك قمت بكتابة هذه الحكايات الواقعية فى قالب كوميدى، لنجعل الجمهور يضحك ويفكر ويتساءل عن أضرار الشهرة إذا لم تُدر بشكل محترم ومحترف، وفى النهاية نحن ننتظر آراء جمهور العيد».

بجانب الأداء اللافت للنجم تامر حسنى والفنانة هنا الزاهد، قدم الفيلم مجموعة من المشاركات اللافتة، مثل محمد ثروت وباسم سمرة، اللذين أضافا ثقلًا وعمقًا للمشاهد العائلية، ورافق الفيلم موسيقى تصويرية متناغمة مع الإيقاع الدرامى، فضلًا عن أغنية تجمع بين تامر وهنا، يُنتظر أن تحقق رواجًا كبيرًا.

الجمهور الذى حضر العرض الخاص بدا متفاعلًا منذ الدقائق الأولى، مع قصة تسير على خيط رفيع بين الكوميديا والألم الاجتماعى، حيث يروى الفيلم حكاية «محمد» فنى الهواتف، الذى يسعى لتحقيق حلمه البسيط، وهو الزواج من «عفاف»، والتى قررت أن تتسلق عالم الشهرة عبر السوشيال ميديا، ولكنها تتفاجأ بأن الرحلة فى عالم المشاهير لم تكن وردية، ولا مجانية.

واتفق النقاد والكتاب الذين حضروا العرض الخاص على أن الفيلم يطرح قضية معاصرة بلغة سينمائية مبسطة، وأن الإخراج بدا متوازنًا، والكوميديا خدمت الفكرة ولم تطغَ عليها، ورغم أن بعض المشاهد أصبحت متوقعة، فإن القالب العام للفيلم قد يؤهله ليكون من أكثر أفلام موسم العيد تداولًا بين الجمهور.. «ريستارت» ليس مجرد فيلم كوميدى، بل هو تجربة جديدة تحاول أن تلتقط بذكاء، واقعًا يفرض نفسه على كل مواطن، ويناقش تصاعد الحديث عن أثر السوشيال ميديا على العلاقات والقيم، فيبدو أن الفيلم اختار التوقيت الأمثل ليحاور جمهوره من قلب قاعة العرض، بسيناريو يحمل جرأة السؤال، لا سهولة الإجابة.

«أحمد وأحمد».. مواجهة كوميدية بين شبح الذاكرة وثقل الماضى

ويمتد موسم العيد السينمائى، ليضم أفلاما قررت الطرح فى موسم الصيف الطويل لعام 2025، حيث تستعد صالات العرض السينمائى لطرح فيلم «أحمد وأحمد»، الذى يجمع للمرة الأولى أحمد السقا وأحمد فهمى، ليحمل الفيلم رهانات كثيرة على ثنائية غير تقليدية.

وتبدأ قصة الفيلم بعودة «أحمد» الذى يجسد شخصيته الفنان أحمد فهمى، إلى القاهرة بعد سنوات من الغياب، ولا يحمل فى حقيبته سوى الحنين وبعض الأسئلة، ولكن الزيارة تتحوّل بسرعة إلى كابوس، حين يُصاب خاله الذى يجسد شخصيته الفنان أحمد السقا، فى حادث غامض يتسبب فى فقدانه الذاكرة، ومن لحظة الاصطدام بين الشخصيتين، تنقلب الحياة إلى سلسلة من المفاجآت، تبدأ بماضٍ كان مدفونًا، وتنتهى بمطاردات تكشف الوجه الآخر للعائلة، وذلك بين محاولة استعادة الذاكرة، ومحاولة الهروب من تبعاتها، لتتوالى المغامرات برغم اختلاف شخصيتهم، فالأول يحمل طاقة داخلية هادئة وغامضة، والثانى يلعب على وتر الخفة والتورط الساذج.

وفى تصريحات خاصة عن تفاصيل الفيلم، أكد الفنان أحمد السقا حبه للعمل، قائلا: «هذه التجربة بالنسبة لى مختلفة وهامة جدا لأنى للمرة الأولى أقوم بتجسيد شخصية مركبة نفسياً بعد فقدانها الذاكرة، فضلا عن سعادتى بالعمل لأول مرة مع أحمد فهمى فى بطولة مشتركة، أتوقع لها النجاح والتوفيق.

بينما قال الفنان أحمد فهمى، إنه انتظر تلك اللحظة التى سيقف فيها أمام السقا منذ خمسة عشر عاما، فأنا طوال حياتى لا أرى أن السقا مجرد نجم وفنان، لكنى كنت أقتدى به وأرى أنه مدرسة، وفيلم «أحمد وأحمد» ليس مجرد فيلم أنتظر طرحه فى السينمات، ولكنه حلم قديم كنت أراه بعيدا وانتظرت تحقيقه سنوات طويلة».

ويشارك فى بطولة «أحمد وأحمد» جيهان الشماشرجى، طارق لطفى، غادة عبد الرازق، على صبحى، محمد لطفى، رشدى الشامى، وحاتم صلاح، وعدد من ضيوف الشرف منهم أوس أوس، إبراهيم حجاج، ومن تأليف أحمد درويش ومحمد عبدالله، وإخراج أحمد نادر جلال.

«الجواهرجى» يناقش فوضى الحياة الزوجية بشكل كوميدى

بعد سنوات من الغياب المشترك وتحديداً منذ العام 1998، يعود الثنائى الجماهيرى محمد هنيدى ومنى زكى بفيلم «الجواهرجي»، فى لقاء فنى طال انتظاره منذ آخر ظهور لهما سويًا فى بطولة فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية»، وهذه المرة، يتعاونان تحت مظلة كوميديا تحمل نكهة اجتماعية لا تخلو من المفارقات، حيث يحكى «الجواهرجي» قصة تاجر مجوهرات، الذى يجد نفسه وسط سلسلة من الأزمات بسبب تصرفات زوجته متقلبة المزاج، مما يدفعه فى النهاية إلى دخول مصحة نفسية، ومن خلال هذا الخط الدرامى، يعيد الفيلم طرح العلاقة الزوجية بشكل ساخر، دون أن يفقد حسه الواقعي.

المخرج إسلام خيرى، قال إن الفيلم لا يكتفى بجرعة الضحك، بل يقدّم انعكاسًا لحالة زوجية بها أزمات نراها كثيرًا حولنا، لكننا نخجل من مناقشتها، حيث ركزنا على صناعة عمل فنى كوميدى نابع من مأساة إنسانية بسيطة، تناقش كيفية تحول الحب إلى عبء إذا فقدنا القدرة على الاستماع لبعضنا.

ولأن لقاء محمد هنيدى ومنى زكى بعد أكثر من عقدين من الزمن لم يكن مجرد مصادفة إنتاجية، بل كما قال محمد هنيدى إن «الناس كانت تحب تعاوننا سويا خلال فيلم صعيدى فى الجامعة الأمريكية»، وكان من الضرورى العودة بشيء مختلف، حيث قمنا بالعمل على الكوميديا بشكل يناسب هذا العصر.

فيما قالت منى زكي: «عودتى للعمل مع النجم هنيدى كانت مشروطة بنص جيد وفى الواقع أنا ضحكت من أول قراءة للسيناريو، لأنه مكتوب بحرفية بها خفة دم، وأنا وهنيدى نحب مناقشة القضايا لكنه مكتوب بشكل ساخر».

أما الفنانة لبلبة، فقالت: «شاركت فى الفيلم لأننى أحب العمل مع هنيدى، ولكن رحلة العمل لم تكن سهلة، حيث كان قد تم تأجيل تصويره أكثر من مرة بسبب انشغال الأبطال، وذلك كان قبل أن نواجه الصدمة برحيل الفنان أحمد حلاوة، الذى كان يجسد دور والد البطلة، خاصة أن الفنان الراحل قد انتهى من تصوير أغلب مشاهده، ولأننا كلنا متأثرين برحيله، شعرنا إننا لابد أن نكمّل العمل والفيلم لأجله ولأجل مجهوده الذى بذله وكنا نتحدى أنفسنا لخروج العمل إلى النور» .

بدوره، قال الكاتب عمر طاهر: «كنت أتخيل أن هذا الجواهرجى جار وشبيه لنا، وزوجته التى تتشاجر معه بصوت عالٍ، وبعد قليل تضحك وتكمل الحياة ما بين معاناة وضحكة، لذلك كتبت عن حكاية تشبه حياة المواطن العادي».

ويشارك فى فيلم «الجواهرجى» لبلبة وأحمد صلاح السعدنى وتارا عماد وباسم سمرة وعارفة عبدالرسول وغيرهم من النجوم، وهو من تأليف عمر طاهر، وإخراج إسلام خيرى.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة